( 8 )

30.5K 1.3K 173
                                    

- سنجوب الغابة الآن بحثا عن زوجتي .. إياكم وأن تصدرو صوتا .. كونو هادئين وصامتين .. من يجدها قبلي سيخبرني بمكانه ... ولا تنسو أن تعاملوها بلطف وإياكم أن تؤذوها ..

انهى كلماته ليندفع كلٌ في جهة .. يهرولون بحذر .. يتفرقون بجميع الاتجاهات .. وكلمات حياة مع صوتها كانت تهتف برأسه دون انقطاع .. يزفر كلما قاطعت كلماتها ضرباته وصفعاته لها .. يعتصر قبضته المتشبثة بمنديلها وهو يبعد بذراعه اغصان الاشجار من طريقه .. يجوب بعينيه ما حوله مع كل خطوة ومسافة يقطعها ..

خلال ذلك كان أحد الرجل يهاتف والدة علي خان قائلا بهمس يكاد لا يسمع :
- سيدتي .. أردت إخبارك اننا الآن نبحث عن زوجة السيد علي خان .

- جيد أنك اخبرتني .. تعلم ما عليك فعله .. اليس كذلك ؟

- نعم سيدتي .. سأجدها قبل الجميع وأتخلص منها في هذا الظلام .. دون ان تتعرف علي ..
أغلق الهاتف يضعه بجيبه ويخرج سلاحه .. يحمله متأهباً .. يبحث بعينين حادتين كالذئب .. وهو يتوغل بين الاشجار قبل الجميع .. يحاول ان يسبقهم بمسافات ليدركها قبلهم ..

وهي ليست سوى دقائق حتى شعر بحركة خفيفة خلف إحدى الاشجار .. ليهدئ من خطواته .. يقترب من مصدر الصوت وإذا بها حياة .. تجلس خلف الشجرة وهي تتفقد قدمها واللتي يبدو بأنها جُرحت .. تشهق من شدة البكاء والخوف يعصف بجسدها في هذا الظلام الدامس .. تنهض لتكمل طريقها الا أن شعرت بيد ذلك الرجل تحكم على ثغرها ويده الاخرى تصوب سلاحه الى رأسها .. يلصق ظهرها بصدره هامساً بحدية مخيفة :
- إذا اردتِ النجاة بحياتك .. رافقيني حالاً قبل وصول البقية ..

قالها ليمشي ببطئ الى الامام وهو مازال يحكم يده على فمها .. وسلاحه الى رأسها .. حتى وصل كلاهما الى طريق مقطوع .. ينتهي بجرف مخيف .. تتغلل اذنيها صوت تدفق المياه .. ليبتسم بخبث  حتى أتاه صوت علي خان من خلفه مع صوت سلاحه وهو يضغط على زر الامان تأهبا لاطلاق النار :
- اتركها واستدر حالاً ..

تجمد الدم بعروق ذلك الرجل .. يبعد سلاحه من على رأسها يلتفت نحو علي .. بينما حياة تطالع كلاهما بهلع .. تثبت انظارها الى سلاح الرجل .. تستجمع قوتها وتلملم شجاعتها لتهوي بقدمها بين رجليه .. تخطف السلاح من يده بسرعة .. لتدوي رصاصة من رصاصاته في الهواء يصدح صوتها في ارجاء المكان .. تدفع رجاله لان هرعو نحو مصدر الصوت ليرفعو اسلحتهم تجاهها ما ان رأوها تصوب السلاح تجاه رفيقهم ثم تجاه علي خان .. تعود به الى الرجل ثم الى علي خان مرة اخرى .. غير آبهة بكلمات علي خان :
- اهدئي لن يؤذيكِ أحد ..

كانت تبكي ويديها ترتجفان من شدة الالم والخوف .. تمسح دموعها بطرف كتفها .. حتى تزيل الغشاوة من على عينيها .. تتشبث بالسلاح بيديها الاثنتين ..

- سيدي انها تصوب السلاح تجاهك .. مالذي علينا فعله ..
كان هذا صوت احد رجاله ليلتفت نحوه قائلا يزأر به وببقية رفاقه :
- انزلو اسلحتكم واللعنة .. إنها فقط خائفة ..

لم يكن منهم الا ان انزلو اسلحتهم غير انهم لم يزيلو اصابعهم من على أزندتها .. خوفا من اي حركة مفاجئة تقوم بها حياة .. بينما علي خان يرمي بسلاحه ارضا قائلا يحدثها بنبرة هادئة وهو يمد يده تجاهها يقترب بخطوات هادىة بطيئة :
- لا تخافي حياة .. أعدك بأن تكوني بخير .. فقط اهدئي ولا تبكي ..

التزمت الصمت تعود الى الخلف مع كل خطوة يخطوها باتجاهها .. حتى شعرت بانزلاق إحدى رجليها ليختل توازنها .. تتقدم خطوتين للامام .. مدركة ان لا مجال للرجوع .. بينما عليخان يغمض عينيه بجزع قائلا يفتحهما بتنهيدة عميقة وهو يهم بإمساكها :
- احذري ....

أردف يعود للخلف ما ان عادت تصوب السلاح تجاهه قائلة بصوت راجف :
- أقسم بأني ساطلق النار ما إذا اقتربت .. سأقتلك وسأقتل نفسي حتى أنهي هذا الثأر المقيت ..

- لقد انتهى .. أقسم لكِ بأنه انتهى ..
قال كلماته يحاول تهدئتها في حين انها كانت تطالعه وهي ترسم خطة هروبها بحذر .. تعود للخلف رويدا .. تخطف نظرة الى المياه تحت الجرف .. ليصيح علي خان بقلة صبر :
- إياكي حياة .. إياكي ان تفعليها .. نهاية هذا النهر شلال كبير .. لن تنجي منه أبداً ..

كلماته كانت دون معنى لها .. تستمر بالنظر الى الاسفل ثم تعود بأنظارها اليه تبتلع رمقها بجفاف حلقها .. والضعف بات ينال منها .. تشعر بارتخاء اصابعها .. والغشاوة تضبب عينيها .. لتقفز في الماء دون الالتفات لتحذيراته ..

- حيااااااة .. لا واللعنة
دوى صوته الاجش ارجاء المكان وهو يهرع نحوها يطالعها وهي تهوي فوق المياه ثم تغوص بالعتمة حتى غابت عن رؤيته .. يهم بلحاقها الا ان ساركان امسك بذراعه يمنعه قائلا :
- مجرى المياه قوي ولن تنجيان من الشلال ..

نفض علي خان ذراع صديقه ليقفز في الماء .. يبحث عنها بكل ما اوتي من قوة حتى رآها تنجرف مع مجرى المياه تستسلم لتياراته .. يسبح مسرعا نحوها ليمسك بيدها مع اقتراب كلاهما من الشلال .. يتفاجا برجاله يقفون بمحاذاته .. يمدون له أحزمتهم ليلفها حول يده يتشبث بها ممسكا بذراع حياة .. يهتف قائلا لها :
- اسبحي باتجاهي حياة ... ساعديني لانقذ حياتك ..

لكن .. كانت تيارات المياه اقوى من ذراعه .. والارهاق اللذي كانت تعاني منه كان اكبر من ان تستطيع تحريك ذراعيها .. ورغبتها بالفرار منه كان دافعها لان افلتت يده تمتثل لقوة المياه .. تهوي في الشلال بعدما منحته ابتسامة مرهقة قائلة بصوت شبه مسموع :
- هنا ينتهي ثأرك

تهوي لتتركه يطالعها مع صرخة مدوية :
- لااااااا واللعنة

********************
اتمنى البارت عجبكم

بعرررررف انو قصير .. بس اليوم كتبت آخر بارت من رواية امبراطورية م .. وتعبت فيه كتير وامبارح نزلت بارت طويل من رواية فاطمة وبناتها الخمسة ..

صوتو لي وعلقولي اذا حابين كمل

وسلاااام ♥️♥️

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now