( 22 )

23.1K 1K 85
                                    

طالعها بجدية .. يدها الممسكة بيده وعيناها الراجية وكأنها تطلب الغفران على شئ لم ترتكبه .. يعلم جيدا انها تكره عالمه وربما من المستحيل ان تبادله الحب اللذي يكنه لها .. ولكن رؤيتها محطمة هو ما دفعه لان شدها من يدها .. يجرها خلفه بصمت وبنظرات باردة عاكست داخله .. يفتح باب سيارته الجيب .. ويُجلسها في الكرسي الامامي الى جانبه يأبى النظر إليها ملتزماً الصمت ببرود مخيف .. مهملا صرخات والدها وزوجة ابيها بينما هي تتأمل نظراته القاتمة .. تتبعه بعينيها في كل حركة يقوم بها بحذر وكأنها تدرس غضبه ..

هي دقائق طويلة حتى وصلو الى القصر .. يقوم رجال عليخان بقيادة فريد نحو الاسطبل .. يدفعون حياة لان اجهشت بالبكاء تضم ثغرها بخوف كبير .. ينزل علي من السيارة ..يدور حولها حتى وصل الى بابها .. يفتحه بملامح حادة .. ممسكا بيدها يدفعها لان خرجت تتبعه وعيناها ما زالت تطالع الاسطبل بحزن جم ...

صعد بها إلى غرفتهما .. ليترك يدها بعدما اغلق باب الغرفة قائلا بملامح قاطبة :
- اجلسي .. وامسحي دموعك ..

لم يكن منها الا أن دنت من السرير تجلس على حافته وعيناها تطالع عليخان برهبة .. تتلاشى ثقتها به رويداً مع كل نظرة برود وحدية يوجهها لها .. يردف قائلا ببرود اعتادته ملامحه :
- أعلم أني بنظرك انتهازي .. أناني وربما ظالم ..
قالها وهو يقترب منها رويداً بملامحه الغاضبة تلك .. حتى وقف مقابلها يدنو منها رادفا :
- ولكن هناك صفة واحدة أهملتيها بدموعك المهدورة عبثاً .. أني عادل حياة .. لم استطع قتلك فيما مضى عندما اخترتي الموت بدلاً من اخيكِ .. والآن ها أنا أصفح عنه لكوني مدينٌ لكِ بحياتي ..

أمسك ذقنها ليهمس وعيناه تجوب ملامحها رادفا للمرة الاخيرة :
- متى ستثقين بي ...

سحب يده من على ذقنها يهم بالابتعاد عنها .. بينما هي تطالعه بخجل وبشعور قوي بخيبة امل مما فعله أخيها .. تمسح دموعها .. لتشرع باللحاق به بعد لحظات من مغادرته .. تمشي رويدا حتى وقفت امام الاسطبل .. تطالع الداخل من بعيد .. كان اخيها جالسا على أحد الكراسي يبكي بِحُرقة .. بينما عليخان يتشبث بياقته وهو يصيح بأعلى صوته :
- عينت رجالا لحماية منزلك وحمايتك شخصيا ... قتلت رجلين من رجال دمير دفاعا عنك .. وأنت بكل وقاحة ونذالة تجلس في منزلك مرتاح الضمير ..

صفعة تليها أخرى على وجه فريد من يد عليخان الغاضبة .. وهو يزمجر بغضب عاصف ..ارجف نابض حياة خوفا .. حتى هتف لرجاله رادفا :
- جهزو له غرفة معتمة ... أريد أن أكون سجانه .. وأذيقه جحيمي بنفسي بقوانيني واحكامي ..

عادت حياة الى غرفتها تجوبها ذهابا وإيابا بتوتر شديد .. تعض على إظفر إبهامها بارتباك .. تأبى دموعها التوقف حتى دخل عليخان الغرفة بعد دقائق يطالعها باهتمام وهو يرى انقيادها للجنون .. كانت ترتجف بخوف تملكها .. وكأنها ستفقد عقلها .. تهتف قائلة تخاطبه :
- وعدتني ألا تؤذيه .. لقد وعدتني منذ لحظات ..

اقترب منها يُمسك بكتفيها قائلا بملامح هادئة :
- كل ما اريده هو تاديبه فقط ... أعلم أنه خطأ غير مقصود .. وإلا لما سعى رجال دمير لقتله طوال الفترة الماضية .. ولما خطى فريد هذه الخطوة الجريئة بتخبئة القرص ..

تأملت كلماته وملامحه لتجيبه وسط دموعها :
- مالذي تقصده ؟! .. هل تقصد أنك تصدق أخي ..

- بل صدقت عيناي عندما شاهدت ما في القرص .. أخيك لم يكن يعلم بانهم يريدون قتل أخي .. حاول منعهم غافلا ان من يتعامل معهم ليسو سوى مجرمين .. قطاع طرق لا يهمهم سوى المال فقط .. ولهذا انتهى به الامر المتهم الاساسي بقتل أخي ..

حط بيده على وجنتها يمسح طرف وجنتها بإبهامه رادفاً :
- أعتذر صغيرتي ..ولكن لابد من تلقينه درساً صغيراً لن ينساه أبداً ..

ابتعد عنها يتجه نحو الحمام .. يدخله بينما تهم هي بالجلوس على حافة السرير .. حتى خرج بعدما انتهى من الاغتسال يطالعها باهتمام .. يطلق تنهيده عميقة عبرت عن استيائه من رؤيتها بهذه الحالة التعيسة .. يقترب من السرير بصمت ليمدد جسده فوق قماشه الحريري .. يشدها من ذراعها يحتضنها بذراعيه .. لتقترب منه بطواعيه و تلف جذعه بذراعيها .. تلفح صدره بانفاسها الحارقة حزنا .. بينما يستمتع هو بقربها منه .. ليس ذلك المختل عقليا.. لا .. إنما هو يستمتع بكونها تبث حزنها له دون غيره .. وهو يستقبل لوعتها بصدره العريض ليس إلا ..

همس ببحة رجولية هادئة وإحدى يديه تمسح على رأسها بحنو .. قائلا يحاول مساندة حزنها :
- أتعلمين .. كلانا لا نشبه بعضنا البعض ..أفكارنا .. طموحنا .. ولكن القدر يُصرّ على عدم تفريقنا .. كلما ابتعدنا كلما عدنا نؤمن ببعضنا البعض أكثر من ذي قبل ..

توغلت كلماته الى اعماقها تتعجب تساهله هذا معها .. رغم تجاوزها حدود اللباقة في الصباح .. كيف غفر لها تلك الكلمات وتناساها .. وكانه يُصرّ على امتلاكها رغما عن كل شئ .. لا يأبه سوى لمشاعره تجاهها .. إن لم يكن حباً فماذا علّه يكون إذن !!! .

- مالذي اوحى لك بأني أؤمن بك ..
سألته متعجبة بملامح حزينة تطالع ملامح وجهه الباردة ليجيبها بشبه ابتسامة :
- أنتِ الآن بين ذراعي .. مهما كانت مشاعركِ تجاهي فأنا موقن جيداً بأنك تؤمنين بي ..

عادت براسها الى صدره تدفن وجهها باحضانه كقطة صغيرة تبتغي الأمان .. تطلب الرحمة .. وترجو المغفرة على خطأ هي تعلم أنه أشد من اللعنة على قلبه .. عقاب ذلك الخطأ إما الانتقام وإما التعويض عنه .. وكم سيكون من المؤلم رؤيته ينتقم من اقرب الناس إلى قلبها بينما يمكنها في المقابل أن تعوضه بشئ قد يكون مهماً بالنسبة له .. ألا وهو وجودها بجانبه تبث له أسفها .. وتحاول جاهدة إنجاح هذا الزواج المكلل بالمفاجآت و الاختبارات ..

*******************

اتمنى البارت عجبكم
بعرف انو صغير بس تذكرو اني نزلت الصبح واحد وهاد التكملة تبعيتو

Love you all

وسلااام ♥️♥️

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now