( 7 )

30.6K 1.3K 219
                                    

غرفة مظلمة ومخيفة والجوع يعتصر امعائها بألم كبير .. تتمنى الموت ألف مرة على أن تعيش هذا العناء .. تمسح فيضان دموعها اللتي تأبى أن تتوقف .. بنحيب حزين مدمّر ، مزق قلوب الحيوانات اللتي وقفت تنصت الى نواحها الحزين .. بقلوب رؤوفة اكثر رحمة من قلب تلك العائلة البائسة .. ترفع رأسها في عتمة الغرفة تطالع القمر من زجاج النافذة ، كان ضوئه الشئ الوحيد اللذي بث القليل من الدفء والامل في جسدها وروحها .. تمسح دموعها .. لتقف الى محاذاة النافذة تتأمل القمر قائلة تردد كلماتها بصوت راجف :
- أرجوك يا الهي .. أنت تعلم بأني بريئة ، لا تكتب علي الموت بسمعة سيئة .. افعل بي ما شئت ولكن لا تدعهم يشوهو سمعتي ..

في ذلك الوقت كان علي خان ممدداً على السرير يطالع كلمات الورقة بين يديه .. يتمعن بكل حرف وسطر ..

" إلى من سكن القلب متملكا  ، إليك يا من طافت عيناك في وهج عيناي ، أنت الامنية ولا امنيات لي من بعدك ، أنت الرجاء يا من لست أنساك ، ولا يمل قلمي عن ذكراك .. وهبت مشاعري لك مذ لامست شفاهي شفاهك الندية ..  "

اشتعل عليخان غضباً يزداد غبطة ، لينهض من على فراشه يتجه مسرعا نحو الاسفل ، تقوده خطواته الغاضبة الى غرفة تلك المسكينة .. يفتح الباب ليقتحم وحدتها بنظراته المخيفة .. يهم بمسكها من مؤخرة رأسها ليهتف قائلا يخرج صوته من بين أسنانه :
- هل انتِ عذراء ؟! ... أخبريني ايتها ال....... قولي هيا ..

هتف يهزها من شعرها .. لتجيبه بصرخة متوجعة :
-أجل ..انا عذراء .. اقسم لك بأني عذراء ..

- لا تكذبي واللعنة .. قولي الحقيقة .. فأنت بكلا الحالتين ستموتين ..

- أقسم بأني عذراء .. أقسم بأني لم أعرف الرجال في حياتي سوى والدي واخي ..

صفعة قوية من ذراعه المرصوصة بعروقه المخيفة وعضلاته المتصلبة حنقاً .. ادمت طرف شفاهها وأشعلت وجنتها بحمرة متوهجة ، ليهتف بسخط وهو يسحب السلاح من خلفه ويصوبه الى رأسها قائلا والشرار يتطاير من عينيه :
- ما اسمه .. قولي ما اسم ذلك عديم الشرف ..

اجهشت بالبكاء عاجزة عن الرد عليه .. تكتفي بالصمت والنواح ليردف قائلا تدوي صرخته في ارجاء الغرفة وهو يلصق فوهة السلاح الى جبينها :
- قولي من صاحب الرسالة واللعنة .. قولييي ..

- لا علاقة لي بتلك الرسالة ، والدتك هي من طلبت مني إخذ الظرف الى الحظيرة بحجة انه يحوي بعضا من المال لجودت .. وربما تكون هي من كتبت الرسالة ..

صفعة اخرى من يده اصبغت ثغرها وصف لآلئها باللون الاحمر .. تمسح فمها بظهر يدها وشهقاتها تعلو شيئا فشيئاً ، بينما يشدها من شعرها حتى كاد يقتلعه من جذوره هاتفا مرة أخرى وهو يمد الرسالة امامها :
- أليس هذا خط يدك ؟! .. إياك والانكار .. مجرد قلم وورقة سيكشفان كذبتك ..

نظرت الى الورقة ، ورقة وردية اللون مزينة بزهور الجوري الحمراء على إحدى زواياها .. لم يكن منها إلا أن قوست حاجبيها حزنا لتجيبه بنغمة خافتة وهي تطوي ذراعها مقابل وجهها خوفا من صفعة أخرى :
- أجل .. إنه خط يدي ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة Onde histórias criam vida. Descubra agora