( 12 )

31.9K 1.2K 114
                                    

بقي بجانبها الا ان غفت ... وما ان غطت بنومها العميق حتى أخذ يتأمل ملامح وجهها الساكنة .. كم بدت كالملاك لا تشبه الحياة أبداً .. من الظلم أن يطلق عليها اسم حياة .. فالحياة بائسة ومُرهقة .. بشعة وغير عادلة .. بينما هي كملاك ذو قلب ابيض صافٍ وجمال لم يرى له من مثيل ... اللعنة على حظه .. رغم غضبه منها ورغم حقده على موت أخيه إلا أنه الآن مضطر لمسامحتها .. وهل لفتاة اخرى ان تناسبه اكثر منها .. ملاكٌ طفولية عفوية انقذت حياة رجلٍ نرجسي مغرور وبارد مثله .. ويا ليت الامر توقف عند هذا فقط !!!

رن هاتفه فجأة .. يسحبه من جيبه ويقوم بكتم صوته .. ثم يبتعد عنها ليخرج من الغرفة .. يرد على ساركان واللذي هاتفه قائلا :
- اعتذر على الازعاج آغا .. ولكن هناك ما يجب أن تعرفه .. نحن في الاسطبل ..

اغلق عليخان هاتفه يهرع نحو الاسطبل فوراً .. بمشيته الرجولية المهيبة وملامحه القاطبة المخيفة .. يقترب من بابها ليتغلغل الى مسمعيه صوت صديقه ساركان :
- لمَ فعلتها ... هل ظننت أن الامر بتلك السهولة ..

اقترب عليخان من رجاله ليجدهم واقفين خلف رجلٍ مكبل الذراعين مدميّ الوجه .. تكاد ملامح وجهه لا تبان والدماء تكسوها بحمرتها القاتمة ..

- مالذي يحصل هنا ؟!
سأل عليخان ليجيبه ساركان بملامح حادة وهو يتشبث بشعر ذلك الرجل :
- ألم تأمرنا بالبحث عن اوزجان اتاتورك ؟! .. للأسف وجدناه مقتولاً .. وأظن بل انا شبه متأكد بأن رجال دمير هم من فعلو ..

اتجه عليخان بأنظاره من ساركان الى الرجل .. يقترب منه رويدا بخطوات بطيئة ونظرات تشتعل غضباً .. يخلع معطفه ويرمي به الى صدر ساركان ليبدأ برفع اكمام قميصه وعيناه تخرز الرجل بحدية مخيفة ينتهي بإشعال سيجاره .. يرتشف مرارته لينفخ بدخانه في وجه الرجل بينما يده على سلاحه .. يخرجه من خلفه ثم يضعه على أحد رجليّ الرجل قائلا بحدية وسخرية :
- أتعلم أني لست مُدخناً ..
طالعه الرجل بملامح باردة خائفة يتعجب كلماته تلك .. ليردف عليخان بسخرية مخيفة :
- ولا أخرج سيجاري إلا عندما أكون فاقداً لصبري ..
انهى كلماته ليتبعها بعيار ناري .. دوى صوته على أثر رصاصة خرجت من فوهة سلاحه لتخترق رجل الرجل .. يتبعها صوت صراخه والألم يعتصر جسده بشدة .. يخر فوق الارض يضم رجله بذراعيه المقيدتين .. يتلوى بينما عليخان يدنو منه .. يجلس القرفصاء رادفا وهو يغرس سيجاره داخل الجرح :
- أتريد المزيد ؟!
قالها يتشبث بياقة الرجل يلفح وجهه بأنفاسه .. بينما خلال ذلك وفي القصر ... انتفضت حياة .. تستيقذ من النوم على صوت عيار ناري .. تطالع ما حولها بهلع .. ليلمع في عينيها ضوء من الخارج .. دفعها لان نهضت من سريرها .. تتجه صوب النافذة .. تطالع الخارج لتجد الضوء آتياً من الاسطبل .. يتغلغل الى مسمعيها صوت صراخ رجولي نتج عن شئ بدى أشد من الألم .. مخيف وكأنه آتٍ من قعر الجحيم .. يزداد خوفها وهلعها .. ولكن عدم وجود فوضى وضجة بالقصر هو ما ارهبها .. يقودها فضولها القوي لان لملمت شجاعتها .. تخرج من غرفتها متجهة نحو الخارج .. تهرع الى الاسطبل بخطوات حذرة .. لتبدأ أصوات من في الداخل تعلو وتوضح لمسمعيها ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن