( 5 )

30.6K 1.2K 107
                                    

في اليوم التالي استيقذت لتجد نفسها نائمة فوق السرير ، تطالع ما حولها بدهشة .. لقد غفت البارحة دون وعي منها وآخر ما تذكره هو انها كانت جالسة على ارضية المطبخ .. تزداد تعجبا إلا أن رؤية خيوط الشمس تدخل من زجاج النافذة دفعتها لان نهضت مسرعة لتبديل ثيابها ، يتبادر الى ذهنها عليخان لتبحث بعينيها عنه في الغرفة كلها لكنها لم تجده ، تطلق تنهيدة مريحة وتنزل بعدها الى المطبخ ما ان انتهت ، تهم بتحضير الفطور قبل استيقاذ حماتها وزوجها ..

هي دقائق حتى كان الفطور جاهزا تتفاجا بصوت طرقات انهالت على باب المنزل .. تهم لفتحه واذا بعلي خان يقترب منها يمسكها من ذراعها ويجرها الى إحدى الغرف ، يهتف بوجهها ما ان اغلق الباب خلفه قائلا بحدية مخيفة :
- إياكِ والشكوى امام جدي .. أي سؤال منه ستهزين رأسك بابتسامة خفيفة .. وإلا ..

- لا تخف .. لن أخبره فانا أعي تماما مكانتي في هذا المنزل ..
قاطعته تجيبه بتوتر وهي تشعر بألم قبضته المتشبثه بذراعها ليبتسم قائلا بسخرية :
- أخاف !!!!
أمسك بذقنها يشد عليه ويرفع انظارها الخائفة نحوه رادفاً بملامح غاضبة :
- ما تسمينه خوفا ليس إلا احتراما لمكانة الاغا .. لست اخاف احدا على وجه هذه الارض ..

نفضها بقوة يتركها تصارع ألم قسوته ليتجه نحو جده .. يقبل يده ليجلس مقابله على طاولة الفطور .. بينما هي تمسح دموعها تتبعه لتقوم هي ايضا بتقبيل يد الاغا والاشراع بخدمته على أتم وجه .. تستمع الى حديثهم بينما تجلس بجانب زوجها تطالع صحنها بنظرات شبه حزينة ..

- من الجيد أنك أتيت جدي .. كنت اريد الحديث معك بخصوص عيشي في اسطنبول .. بصراحة أنا انوي إدارة المصنع..
كانت هذه كلمات عليخان ليجيبه الاغا ابراهيم بحزم :
- وهل تنتظر مني أن اوافق على هكذا قرار !! .. مكانك هنا وليس اسطنبول .. ستكون الاغا بعد موتي .. ؟!

- ما عاذ الشر .. اطال لنا الله بعمرك آغا ..
قالت والدة علي خان ليهتف هو قائلا يجيب جده ببرود :
- لكني لا اريد البقاء في هذه القرية ... أطمح للعيش باسطنبول وتوسيع أعمالي .. لطالما سعيت لهذا حتى مات .....
صمت يطالع حياة ليبتلع رمقه بحدية رادفا بغضب :
- حتى قُتل اخي ..

هتفت والدته في تلك اللحظة تدعم قرار الاغا :
- مستقبلك هنا اكثر إشراقا من المستقبل اللذي ينتظرك في اسطنبول ..

- علاوة على ذلك .. المصنع ملكي مثله مثل كل أملاك والدي المرحوم محمد اوغلو .. أي أنك لن تديره ما دمت لا اريد ذلك عليخان ..
هتف الاغا ابراهيم بسقم لينهض من على كرسيه .. يستأذن الجميع .. مهملا كلمات صفية الراجية :
- لم تتناول شيئا آغا .. ارجوك اجلس

- لقد انقطعت شهيتي .. حاولي أن تعيدي عقل ابنك لراسه وإلا سيرى غضبي ..
كانت هذه آخر كلماته ليخرج من المنزل .. يترك عليخان مع غضبه يعتصر قبضتيه بسقم .. يلتفت نحو حياة قائلا يصيح بسخط :
- اغربي عن وجهي حالا ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now