( 35 )

21K 955 177
                                    

في ذلك البيت الصغير حيث تقبع حياة وياسمين برفقة الخاطفين .. تم ترك ياسمين بملامح مهشمة ، ملابس ممزقة شبه عارية وجسد مغتصب بوحشية .. يرمونها خارج البيت باكية بحرقة وندم ..

أما حياة فقد كانت تمشي خلف عثمان مقيدة اليدين يجرها الى سريرٍ كان موضوعا في الغرفة المجاورة للغرفة القابعة فيها .. يأمرها بالجلوس فوقه ويقوم بتقييد إحدى ذراعيها الى ظهر السرير .. يجلس بجانبها بعدما ازال اللاصق عن شفاهها قائلا بعينين يملؤهما التوتر والارتباك ويديه تضم إحدى يديها :
- ستسامحيني حياة .. سأعوضك عن هذا كله وسنعيش سوياً الى الابد ... أعلم بأنك غاضبة مني الآن ولكن ستنسين هذه اللحظات يوما ..

لم يكن منها الا ان طالعت يديه الممسكتين بيدها ..  لترفع انظارها نحوه و تعدل جلستها بحيث تضم رجليها الى بطنها وتسحب يدها من بين يديه تحيط ساقيها بها .. تبتغي الحذر بجانبه وهو يرمقها بنظرات يملؤها الحب والجنون قائلة بنبرة راجفة :
- اريد البقاء لوحدي رجائاً ..
كلماتها دفعته لأن نهض من جانبها قائلا يبتغي راحتها :
- حسناً سأخرج الآن .. وسأتركك لوحدك علّكِ ترتاحين ..

خرج يغلق الباب خلفه لتضم شفاهها وتبدأ بنوبة بكاء سقيمة بينما خلال ذلك كله كان احد الخاطفين جالسا على كرسي امام الطاولة في المطبخ ينظف سلاحه ويتفقده عندما دخل رفاقه يهمسون بسرية دونا عن عثمان :
- السيد دمير يريد الفتاة الآن .. ولن يعطينا المال إلا إذا سلمنا الفتاة له .. وعثمان لن يتركها .. مالذي علينا فعله !!

تأمل الرجل كلماتهم ليجيبهما بجدية :
- سنأخذ المال حتى لو اضطررنا لقتله .. سايروه حتى تلك اللحظة .. لا نريد إفتعال مشكلة الآن ..

- مالذي تقصده بقول لو اضطررنا لقتله ؟؟!!
قالها احدهم بتوتر ملحوظ ليجيبه الآخر :
- إذا كنت خائفاً  .. عليك الانسحاب منذ الآن

- لست خائفا ولكننا فريق واحد وما نحن به الآن هو بفضل عثمان ..

كلماته دفعت أحد رفاقه لأن نهض من مكانه يقترب منه حتى باتت المسافة بينهما معدومة يجحر به قائلا بملامح يملؤها الشر :
- أيهمك عثمان أكثر من المال أم ماذا ؟!!

ابتلع الشاب رمقه ليجيب رفيقه :
- المال طبعاً .. المال اولاً وآخراً ..

- إذن اكرم علينا بسكوتك ايها الاحمق ..

لم يعلم ثلاثتهم بأن عثمان كان يسمع كل كلمة قيلت .. بجبين متعرق واعصاب منتهية .. يقودونه لاشد حالات مرضه .. تتسارع أنفاسه غضباً من غدرهم .. وتتشابك ضربات قلبه خوفاً من فقدان حياة .. ليدعك جبينه بيده وهو يفكر مليا بطريقة يستطيع بها الخروج من هذه المعضلة سليما برفقة حياة .. واسوأ ما في الأمر هو أن ما يبعده عن مواجهة عليخان هي بضع دقائق فقط .. لذلك وجب عليه التنفيذ فوراً ودون تردد .. يخرج سلاحه من خلف حزامه ويفك زر الامان تأهباً لخيانة عظمى ضد رفاقه ... مستغلا هذه الصدفة اللتي ساقته اليهم ليعلم بمخططهم المقيت ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة Onde histórias criam vida. Descubra agora