( 10 )

32.7K 1.2K 122
                                    

سالتها سلوى كفحص لوعيها .. تدفعها لأن تاهت بذلك السؤال تبحث عن جوابٍ له بين ذكرياتها .. إلا أن صندوق ذكرياتها كان خاوياً لتهتف بتيه :
- اسمي ... اسمي ... لا أعلم .

تأملت سلوى كلماتها لتذهب بأنظارها نحو والدها تهمس له قائلة :
- أيعقل أن تكون قد فقدت ذاكرتها !!

- يبدو الامر هكذا ...
قالها باهتمام ليسأل حياة :
- انظري ابنتي .. لقد وجدناكي طافية على وجه النهر ... ألا تذكرين مالذي حصل معك حتى انتهى الامر بكِ هنا ؟!

تأملت سؤاله تطالعه بملامح مبهمة تجيبه بتيه وبحة صوت ضعيفة :
- لا أعلم .. أشعر بدوار شديد ورأسي يؤلمني جداً ..

- حسنا ابنتي لا تجهدي نفسك .. دعي الامر للوقت وستجدين نفسك قد استعدتي ذكرياتك شيئا فشيئا .. لابد أن هناك شيئا ما قد أثّر على دماغك .
قال كلماته ينهض من جانبها يلتفت نحو سلمى رادفاً :
- وجهها أصفر ويبدو أنها جائعة .. أعدّي لها الطعام ابنتي .. وسنكمل حديثنا في الغد ما أن تستعيد وعيها كاملاً .

خرج من الغرفة تتبعه سلوى بعد ما تأكدت من تقبل حياة لوجودها في المنزل معهم .. تعمل على تجهيز مائدة طعام لها.. علّ إرهاقها الظاهر ولون بشرتها الشاحب يختفي كله ما أن تستعيد طاقتها ..

أما علي خان واللذي كان عائدا الى منزله يهم بالنزول من السيارة بملامح حادّة .. يقف امام والدته ليهتف قائلا بغضب :
- أخبريني كيف تضعين جاسوساً يترصد حركاتي أمي ؟!

- بل أنت أخبرني ... لماذا تسعى لمساعدتها بينما كلّ ما نريده هو الثأر لروح أخيك ..

تنهد علي خان يهم بالجلوس عل إحدى الارائك قائلا يجيب والدته بامتعاض :
- لأنها من أنقذت حياتي منذ ستة سنين ... هي نفسها الفتاة اللتي حدثتكِ عنها ..

بردت ملامح صفية تطالع ابنها بدهشة لتجلس بجانبه قائلة تهتف متعجبة :
- هل أنت متأكد ؟!

- أجل ...
مد العقد لها رادفا بملامح مبهمة :
- وهذا الدليل ..

أخذت العقد من يده تتأمله بإمعان ثم تعود بأنظارها نحو علي خان قائلة :
- وأين هي الآن ؟!

- ما زلت أبحث عنها ...

وهي ليست سوى دقائق حتى دخل جودت المنزل يهتف قائلا يصيح بتوتر :
- الآغا ابراهيم ... يقولون بأنه فقد الوعي منذ لحظات .. وهو الآن طريح الفراش ..

نهض كلاهما مذعورين .. يهم علي خان بالمغادرة نحو القصر لرؤية جده .. تتبعه والدته لتذهب برفقته .. يدخل الاثنان الى القصر بعد لحظات .. ليتغلغل الى أذني علي خان صوت النواح والبكاء .. يهم بدخول غرفة جده وإذا بالطبيب يخرج بملامح باردة حزينة .. يدفع علي خان لأن سأله بقلق:
- ما به جدي أخبرني ؟!

- البقاء لله بني ... لقد اصيب بنوبة قلبية حادة ..

غادر الطبيب يترك علي خان مصدوما كمن ضربته صاعقه .. يحاول استيعاب كلمات الطبيب .. يطالع جده من بعيد وهو مسبل العينين .. بينما والدته تضرب على رأسها ..تقترب من النساء الجالسات حوله تشاركهن النحيب والبكاء .. يشعر علي خان بيد ابن عمته تحط على كتفه قائلا :
- العوض بسلامتك ابن خالي ...

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now