( 38 )والاخيرة

40.5K 1.4K 596
                                    

كان ممداً فوق السرير داخل احدى المستشفيات تحيطه الاجهزة من كل مكان .. وصوتها يعطي تنبيهات حذرة عن مدى استقرار حالته الصحية .. بينما الأطباء واقفين حوله يحاولون استخراج الرصاص من جسده .. تلك الرصاصتان اللتان اخترقتا جسده من سلاح عليخان ... ولكن لحسن حظه أن الممسك بالسلاح هي حياة لتكون رصاصاتها عشوائية بعضها من تفادت جسده لتخترق صدره تلك الرصاصتين فقط ...

اما عليخان فقد كان يخرج بسرير نقال يجره ثلاثة ممرضين .. يتجهون به من غرفة العمليات الى غرفة العناية .. يدفعون حياة الجالسة في الردهة برفقة فاطمة وصفية لأن همت تتبعهم باهتمام شديد لا يقل شأناً عن اهتمام اخته وامه ..
ولم يكد يستقر فوق سريره في تلك الغرفة الفخمة بأثاثها ناصع البياض وزرقة جدرانها حتى انهالت الفتيات عليه بالقبلات وعيونهن تذرف دمعاً من الفرح .. يدفعن احد الممرضين لان هتف بجدية :
- يجب ان يرتاح الآن .. جرحه غض وقد تتفتح قطبه مع اي حركة او انفعال ..

التفتت صفية الى الممرض لتبتعد عن عليخان قائلة توجه كلماتها لفاطمة ولحياة :
- الممرض على حق .. لنخرج الآن ونتركه حتى يستيقظ ..

لم يكن من حياة الا ان دنت منه تقبل جبينه وتداعب لحيته بيدها قائلة تهمس عند اذنه :
- حمدا لله على سلامتك ..

خرجن ثلاثتهن الى الردهة لتتفاجأ حياة بزوجة ابيها تقترب منها بملامح غاضبة قائلة تصيح فيها :
- لن اسامحكِ ما إذا اصابه مكروه .. أقسم بأني لن اسامحكِ أبداً ..

التفتت حياة اليها لتنهض وتقف مقابلها بعينين متورمتين من شدة البكاء بينما تهم فاطمة بالنهوض واعتراض طريق اسماء قائلة بحاجبين قاطبين :
- مالذي تقولينه ... اتركيها وشأنها ..

- ابتعدي انتي ولا تتدخلي .. فلتواجهني هي ..
قالتها تُبعد فاطمة من امامها لتصيح بوجه حياة :
- كيف استطعت توجيه السلاح اليه .. إياك ان تنكري بانك الفاعلة .. سمعت العجوز وهي تحدث رجال الشرطة ..

- هذا يكفي اسماء ..
قالها والد حياة واللذي تشبث بكتفيها يحاول إبعادها عن حياة الا أنها أصرت على مواجهة حياة .. تدفعها لا صاحت بغضب هي الاخرى :
- عوضا عن سؤالي هكذا سؤال .. كان عليكِ الاهتمام بأخيكِ المتشرد .. تاجر المخدرات والمريض ..

قالت حياة تلك الكلمات بقلة صبر وسط دهشة فاطمة وصفية لتتفاجا بيد اسماء تهوي لصفعها ولكنها تداركت الامر .. تمسك بذراعها رادفة بحدية :
- لو أن هذه اليد رُفعت من قبل على اخيك وابنك لما اصبح الاثنان متمردين .. أخيكِ حاول قتل زوجي بدم بارد .. أول ما عليكِ فعله عند خروجه من المشفى سالما هو تقديم علاج نفسي له .. عالجيه عوضا عن البحث عن متهم تحملينه إثم خطأك ..

بهذه الكلمات اكتفت اسماء لتبتعد عن حياة بملامح غاضبة وحزينة لا تعلم من عليها لومه على ما حصل لاخيها .. بينما سروت يجلس الى جانب ابنته يلفها بذراعه مقبلا جبينها بحنو ..
....................
في المساء كانت حياة تجلس على المقعد الى جانب فاطمة تسند راسها الى كتفها من شدة التعب تدفعها لان هتفت باهتمام :
- حياة ... عزيزتي ... لماذا لا تعودين الى المنزل لتبدلي ثيابك وتستريحي ؟

قلبٌ من صخر  \مكتملة Where stories live. Discover now