( 24 )

26K 1K 118
                                    

جلست على عتبة المنزل .. تبكي بحرقة على ما آلت إليه الامور .. حقيقة والدها مع حقيقة أخيها .. ظهور والدتها فجأة تزامنا مع عودة ذاكرتها لها .. كيف عليها تقبل هذا كله .. وكيف لقلبها الرقيق أن يحتمله ..

ليست سوى دقائق من جلوسها في الخارج لوحدها حتى شعرت بيد تحط على كتفها دفعتها لان التفتت تطالع من خلفها واذا بها والدتها .. تقترب لتجلس بجانبها قائلة تحاول كسب ودها :
- أعلم ان هذا كثير عليكِ .. لكن أريد منك ان تضعي نفسكِ بمكاني عزيزتي ..

تاملت حياة كلمات والدتها تمسح دموعها قائلة تجيبها بملامح حزينة :
- ليس بتلك السهولة ..

- أعلم صغيرتي .. ولكن سيمضي هذا كله ما إذا منحنا فرصة لهذه العلاقة ..

- ليس أني لا أريد .. إنما أنا فقط منزعجة من الماضي .. حزينة على نفسي وما حصل لي طوال تلك السنين ..

- سأعوضك .. سأعوضكِ عن الماضي كله ..
قالت تلك الكلمات لتضم حياة غير قادرة على تمالك نفسها .. لتشعر حياة بذلك الحضن رغما عنها .. كان غريبا نوعا ما بعد كل هذه السنين .. ولكنها كانت بحاجته لدرجة صدمتها .. وكأنه علاج لبعض من همومها .. يكفيها وجود شخص تعلم جيدا أن أمرها يهمه من أعماق قلبه .. تبث له حزنها دون دين بينهما او ثمن عليها دفعه بالمقابل .. غافلة أن هناك قلب آخر يموت الآن خوفا على فراقها .. يتآكل داخله فضولا على معرفة مكانها ..

انفصلت ناريمان عنها تضم وجنتيها رادفة بحماس و بشبه ابتسامة وسط دموعها تحاول كسر الحاجز بينهما :
- نسيت ان اخبرك .. لديكِ اخوين رائعين .. يموتان فضولا على ضمك .. إيجه وجان .. توأم في الثامنة عشرة من عمرهما .. انا متأكدة بانك ستحبينهما كثيرا .. ما رأيك لو ذهبنا الى منزلي لرؤيتهما ..

- ربما لاحقا .. هل يمكنني العودة الى القصر الآن ..
قالتها مهملة حماس والدتها .. وفكرها كله ينحصر باخيها فريد .. لتبتلع ناريمان رمقها بغصة .. تجيبها بطواعية مراعية شعورها وهي تمسح دموعها قائلة بصوت حزين :
- أجل .. سأُعيدك الى القصر .. كما تشائين .

ليست سوى دقائق حتى وقفت ناريمان بسيارتها امام القصر .. لتقع عينا حياة على فريد .. يمشي أمامه اربعة من رجال عليخان .. تتسع عيناها بخوف لتخرج من السيارة مندفعه نحوه تصيح بملامح جزعة :
- فرييد ..

التفتت الى الرجال تردف قائلة تصيح بهم :
- إلى أين تاخذونه .. هاااا .. إلى أين .. لقد وعدني الآغا ألا يؤذيه ..

- توقفي حياة واسمعيني اختي ..
قالها فريد ممسكا بكتفيها ليردف بابتسامة هدأت القليل من ورعها :
- لقد أمر عليخان رجاله بتدريبي على السلاح لاصبح احد رجاله ..

- مالذي تقوله .. لست افهم شيئاً !!!!..
هتفت باكية تدفعه لان ضم وجنتيها قائلا يجيبها بشبه ضحكة :
- سأصبح احد رجال الآغا .. سأكون رجلا اختي ... وأرفع رأس والدي ايضاً .. وأصحح خطأي ..

قلبٌ من صخر  \مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن