الخامِس والعِشرون|شيطان ببرِيق آدميّ.

100 5 2
                                    

"واعفُ عنّا.💙"

**

لَا لَم ينتهِ مِنَ العَبث ، لَم يشعُر بَعد براحَة الحياة البرزَخيّة ، عقلُه المادّي لا يتوقّف لحظَه ، يتردد ذِهاباً وإياباً مُحطّماً كُل ما يأتِ بوجههِ ، هو يعنِي ذلِك ، يعنِي بحَتف التدميِر ، يعِي العواقب ، ولَكن يُلازم مَشهد مَوت إلينور عيناه.

لَا لَم تچفلا للنوم ليلة ، حتّى عندَما كان بالمَصحّة ، كانَ لا ينام ، كان مَكابِراً حتى يسقُط مغشيّاً عليه ، فرضاً عليه لا يُحققه ، كانت عيناه تچف للنوم ، وتبللها العبَرات.

كانَ هادئًا حتى تبلّد ، صار لا يُبالِ.

شيطانٌ هو ، أعِي ذلك ، لَكن فِي يومٍ شغفتهُ حياة الشباب ، مُدمّر ، أعي أيضًا لكن فِي يومٍ توقّفت حياتُه ، وتوقّفت معها أخر أنفاس الرّحمة فِي قلبه.

لِذا هو شيطان ببرِيق آدميّ.

**

اليَوم السابِع والعشرُون مِن إيّار.

أمام باب حُجرة العنايَه المُركزه ، يقِف لوِي ، ويلفح وجهه نسمَات المُكيّف المركزيّ المُعاق جُزئيًا ، يعمَل بهواهُ ، أو وقتمَا أحب ، يقف لوى مُتابعاً بنظرهِ تحرّك عقارب الساعه ، التِي تُعلن عَن مُضيّ عُمرٍ حافِل بالإنتظار.

صوت دقات قلب زِين على جهاز رَسم القَلب ، الذِي أعلنَ عن عودة زين فجأه ، أعادت لوِي للواقع ، يُهرول مُتحمساً للقاء زين ، يقف خلفَ الطبيب الذِي يبتسم ببلاهه لنجاح تجرُبته الأولى فِي تجميد الأحياء.

زين الآن يمُر أمامُه كُل لحظات حياتهِ المُهمه ، أشخاص تركوا أثراً داخله ، أمه ، ميرا ، چايدا ، أليسون ، إلينور ، لوي ، ذاك ، الشيطان.

كُل ذلك مرّ عليهِ مُرورَ الكِرام ، حتّى چاء وجه أكثرهُم كُرهًا له ، الشيطان.

لينتفض في مكانهِ ، يُخرِچ مِن فاهُ مادةً بيضاء ، مُعلناً عَن إختناقه ، ودخولهُ في حافة الموت.

"بلعَ لِسانه!"قال الطبيب مفزوُعاً ، مؤدياً الإسعافات المطلوبه لرَد حياة زين ، يقف لوي متصنماً ، ظنّ أنّه سيفقدهُ ، حتّى توقّفت تحشرُجات نَفَس زين ، وبدأ قلبهُ بالإعلان عن إستمرار حياتُه ، وأن أجلهُ مؤچلاً وليس عاچلًا.

يلتقط أنفاسهُ مِن هواء العامّة ، عدد محسُوم قُدّر لهُ أخذه ، ولا ينقص ولا يقل.

يلفُظ بعض الحروف التِي لا معنى يُفهم لها ، حتّى يتضح بعد ذلِك أنّه يُحاول تكوين إسم مِيرا.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 12, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Paranoya |.الهُذاءWhere stories live. Discover now