الحادِي عشَر|السِرداب.

103 18 16
                                    

"اللهُم لا توفّنا إلا وانتَ راضٍ عنّا"

**
يرحل بعيداً وهو يفكر في امر الطيف الاسود ، وكلمة اياك التي لَم يفهمها ، يلچ لغرفتهُ ليجد ميرا ملقيّه علي الأرض ، وبعض الدماء حولها !

ليدخُل الطبيب ادم فجأه ليزداد الامر سوءاً.

"ماذا يحدُث هُنا بحق الجَحيم!" صرَخ آدم فى وجه زين ليفزَع لأنه لم يراهُ عند دخوله.

"انا-لااعرف " تحدّث زين بشفتان مُرتچفتان ، وعينيهِ مُتسعتان مِن الخَوف ، يُهرول الي ميرا ، يُحاول جعلها تستفيِق ، ليجد تنفُسها مُضطرب وكأنها تحتضر ، والكثير من الدماء تسيل مِن رأسها "ميرا ، ميرا! افيقِ رجاءً ، ميرا!" يحاوِل تحريكها لتفتح عيناها بثقل ، وتُحرك شفتاها بكلمات لَم يفهمها ، تُقربهُ منها ، وتقول..
"هو-كـ-كان هُنا!"

صُدِم مما سمع ، ليقوم ويبتعد عنها فجأه بين نظرات العاملين بالمشفي ، رأسهُ يعُج بالفوضي ، وقلبه يكاد يُغادر صَدره بسبب السباق الجاري بهِ ، يتدفّق الدم الي رأسه ، كُل ما يشغل عقلهِ حالياً ، هو رَد الإنتقام .

يلچ العاملين ليحملوا ميرا من على الأرض ، لينقلوها إلي قسم الطوارئ ، يقف آدم مُستقيماً ، وشفتاه تُشكلان خط ، بسبب ما رأي ، يُفكر في اشد عقوبه لزين ، ليُشير الي احد افراد الأمن فيقترب منهُ ، فيقول "خذه وكبله ، وضعهُ فى غُرفة الحالات الخاصه ، وانا سأتبعك بعد قليل ، لا أُريد ان يشعُر احد بإختفائه ، مفهوم!" قال ادم وهو يقتُل زين بنظراتهِ الذي يكاد يفقد وعيهِ .

اذعَن رچُل الأمن لأمره ، وبعدما خرچ العاملين من الغُرفه ، وبقي ادم ، قام بتكبيل زين الذي لم يُعارض الامر ، لأنه حالياً فـي عالم اللاوعي ، يُفكر في كيف سيجد طريقه للانتقام مِن شيطان.

**

"مرحباً بأول خطوه لكَ في الجحيم الدنيوي"

"اين انت !"زمچر زين بعصبيه ، هو لا يري شئ سِوي السواد الطاعِن حوله.

"قُلت من قبل ، انا اقرب مِما تتخيّل" يتحدّث ذلك الشيطان بنبره ساخره.

"اخبرني كيف اجدك ايُها اللعنه!!" صاح بهِ زين وعروق عنُقهِ تبرُز بعصبيه.

"انت تُريد مُلاقاتى؟! اذاً افعل ما اُمليهِ عليك" يقول الشيطان ، وهو يشعر انهُ اقترب من تحقيق هدفه.

"ماهو؟!!"

"هو أن.."

يستفِق زين فجأه لشعوره بهطول رطلٌ من الماء البارد عليه ، ينظُر حوله بفزع ، ليجد يداه مُكبلتان ، بقيود حديديّه مُتصله بالحائط ، ينظُر لأعلي ويجد شخصٌ واقف وينظُر لهُ بحده.

Paranoya |.الهُذاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن