.الجُزء السادِس| خُرده.

124 20 9
                                    

"ربّى إنّى قَد مَسّني الضُر وأنت أرحَم الرَاحمين.🍁"

**

.9:00 a.m ، منزِل زين

"هُو بالداخل نائِم ، خذوه سَريعاً ، وارجوكُم لا تؤذوه" قالت السيده ماريان لرجُلا المصحّه.

تدخُل إلي غُرفتها ،  وتُغلق الباب حتّي لا تراهُم وهُم يأخذون إبنها الوَحيد ، تُشغّل المذياع بأعلي صوتٌ بهِ حتي لا يصل لها صوت صُراخه ، تُدافع ألم قلبها ، وتُخبر نفسها أن هذا لمصلحتهُ ، تخدعها عبراتِها بالهروب مِن بُندقيتاها .

"امي! ارجوكِ لا تدعيهم يأخذوني ، انا لستُ مُختل ، اقسم لكِ امي ! ارجوكِ صدقيني وسأُبرهِن لكِ ، أُمي!" صاح زين بصوتٍ مُرتجف وهو يُحاوِل الفرار مُن الضخمان اللذان قيّداه برداءٍ ابيض يشُل حركتهُ.

تفقِد قواها وتخِر باكيه علي الأرض ، الألم الذي يحتل قلبها لا يُطاق ، كونها فرّطت في إبنها بهذا اليُسر ، جعلها تود لو تصرُخ بِهِم أن يتركوه .

"يا أمي انا لَن أُسامحكِ ، أُمي ارجوكِ اخرجى واستمعي إليّ ، ارجوكِ لا تفعلي بي هذا ! انتِ تؤذيني !" صرخَ وتشكّلت علي عيناه طبقه زُجاجيه ، وهو يُقاوِم في قبضة المُمرضان ، شعور بقلبه أن هذا لن يكون خيرٌ لهُ أبداً ، النغزات فى شقهِ الأيسر زادت الأمر سوءاً ، والصُداع الذي لا يُغادر رأسهُ شوش لهُ رؤياه.

تخرُج اخيراً وهي تبحث بعيناها عنهُ وقلبها يُخبرها بفوات الأوان ، تهرَع إلي باب المنزل لتجد المُمرضان يضعاهُ في سيارة المصحّه ، تنظُر لعيناه لتتمني انها لو لَم تفعل ، وجدت بعيناه نظره مُنكسره ، تُشعرها أنها تخلّت عنهُ ، نظره لَن تنساها أبداً .

**

"إچري لهُ الأشِعه السينيه علي الجانِب الأيسَر مِن رأسهِ وأفحصِ عينه مِن دمهِ ، واكتُبِ تقرير إن كان لديه أي امراض جسديّه " أمر الطبيب مُساعدتهُ المُتدربه بالمشفي لتومأ لهُ بإحترام ، فتنسحب مِن المكتب بهدوء لغُرفة زين.

"مرحباً زين ، انا مِيرا أحد المُتدربين هُنا " قالت ميرا بإبتسامه نقيّه وهي تمُد يدها للمُصافحه.

ينظُر لها بإذدراء ثُم يُعاوِد تجاهلهُ للجميع ، يُحدق بالفراغ ، الذي يُشبه ما بداخلهُ تماماً .

"زين؟" نطقَت مره أُخري وهي تتمني ألا يتجاهلها كالمره الأولي.

"ما لعنتك! اترُكيني وشأني!" صرخ بوجهها لترجِع خطوه إلي الوراء بفزع.

ثُم تتجاهل كُرهه لها الذي لا سبب لهُ لتتحدث مره أُخري "إذاً ! انا هُنا لأداء عملي ، هيا معي إلي المعمل !" قالت وهي تحاول التحدث بجديه ولكن طبعها اللطيف يغلب عليها .

Paranoya |.الهُذاءWhere stories live. Discover now