فجّر هالكلام وهو يقترب منها .. ينحني بملامحه لها مأكد إن هذي رغبته .. وأمنيته .. 
حست بروحها تتناثر أشلاء قبال ماقاله من كلام حاد .. قدر يقتلع قلبها من جوفها .. 
تتحرك تركض تاركته طالعه .. 


" لاحول ولاقوة إلا بالله .. لاحول ولاقوة إلا بالله " 
تدفع الجده بخطواته المكسوره تبي تتبع البنت .. تتركه مثل مايبي .. فيما هو رجع منحني يلم الأغراض في حضنه .. يتأملهم بخوف .. لعل يقدر ينقذ مابقى .. يمكن .. يمكن !
.
.
.
الجلسه هينا فعلا ما تنمل .. الهواء منعشه رغم أنها بارده .. بارده والله .. مجانين لو أحد بيطب يسبح .. أتكتف وأنا أضم نفسي بقوة .. أحرك راسي للبنت إلي تحاول تركض فالتراب وهي ترتفع .. تنحني تطيح بس تكمّل تدفع نفسها لين ماصعدت لي حتى توقف قبالي بأنفاس متسارعه .. 
" النوري .. هذا جوالتس .. خالي يقول تجوّده زين لنه بيدق عليتس " 
مدت لي الجوال وبسرعه مسكته مستغربه .. تسيف وصل للجوال وأنا نفسي مدري وين حطيته .. تمد لي بطانيه خفيفه حيل .. بيدها الثانيه 
" وهذي يقول لنه برد " 
لا حنون ماشاء الله .. !
رمتها بحضني وتقدمت للمسبح .. أنتفضت بخرعه حتى أجر يدها الصغيره .. أدفعها لورا 
" وين ياحبيبتي .. يلا .. يلا روحي لمتس " 
" بيسبحون ..؟ " 
قلت بخوف 
" لا .. بس تكفين روحي يلا " 
تسحب يدها من بين أصابعي حتى تمسح على شعرها بدلع .. تلبس فستان يناسب ماشاء الله جمالها وشعرها الطويل .. تلف تاركتني حتى تركض .. أسحب البطانيه ألمها بحضني وقلبي أحسه بيوقف منها .. ساعه مرت ممكن أكثر بدقايق .. ممكن أقل بس طوّلت وأنا قاعده لحالي .. الأصوات والصراخ والفرح .. أنتهى .. رقص وأنا بعيده عنه .. عيون الكل تطالعه إلا عيني .. مدري مقهورة من داخل .. أحس أحيانا أنه صعب علي أفهمه .. أفهم تقلباته لا عصّب أو تضايق .. مهما تنازلت .. أو أنا تنازلت بأشياء كثيره .. تنازلت حتى أكون تحت جناحه وظله .. يمكن مايدري عن هالتنازلات .. مايحس وش كثر تسان صعب علي أتغير .. صعب على أنسانه نفسي .. الظاهر ولا درى عني .. ! أسحب الجوال وأول مافتحته .. مكالمات لم يرد عليها .. خواتي داقات .. وعمي عواد بعد .. فجأه يظهر رقمه المخزّن باسمه 
" بتار " غيرت الأسم إلي حطيته له .. أفتح الخط وأحطه عند أذني وقبل لا أقول " ألو " 
أرتفع صوته بضيق 
" ليش قاعده لحالتس ..؟ " 
" ومن قال ..؟ " 
" يحتاج أحد يقولي ! " 
قالها بنبره غريبه .. تسنه واثق أو عارف وين أنا .. صرت أتلفت ببطء مابيه يحس علي .. معقوله قريب وأنا مدري .. لا مستحيل بحس ع الأقل ماهوب للدرجه هذي ..
صوت المويه لا زال يتردد بقوة وهو يندفع لداخل المسبح .. ظليت ساكته .. نطق بصوته 
إلي يملاه الضيق 
" تشوفينها حلوة قاعده لحالتس وتاركه الضيوف " 
رفعت حاجبي بقهر .. داق علي عشان يوجه لي هالكلام .. ماقدرت أسكت يكفي علي أنه باطن تسبدي .. وحركته جايبه لي المراره 
" والله خواتك بعيني شفتهم ماقابلن الحريم .. ماخذات فرشات وقاعدات بعيد .. وبناتهم بعد وفوق كل هذا .. وش تحسبني أنا إلي عازمه .. أو شايفني أنا متكفله فيها وتاركتها بوجهي .. ماقصرت من جوا وأنا مقابلتهم .. وأنت حضرتك ماغير مقابل إلي تبي .. مره خواتك ومره للبنات .. حتى البزارين ماشاء الله .. وجاين ذا الحين تقولي تشوفينها حلوة ! " 
قاطعني بحده 
" حضرتي ..؟ " 
" تركت كل ماقلته .. وعلّقت على كلمه " 
شدد على كلمته 
" نوير !!" 
نطقت بسرعه 
" لحظة لحظة " 
فزيت واقفه ورحت أنزل أركض .. أدور حول المسبح وبالقوة أدفع خطواتي .. أتمايل من الأرض إلي ماهيب مستويه 
" وش فيتس تسنتس تركضين " 
شديت حيلي وأنفاسي تتسارع بقوة .. أعبر النخل وأطلع للحريم .. أدفع خطواتي صوب المكان إلي تجلس فيه جدتي وأم بتار والحريم .. ومن وصلت نطقت 
" أمسك " 
نزلت جزماتي وصرت أمشي ع السجاد حتى أنحني لجدتي إلي كانت تسولف ومنسجمه .. 
" جده .. كلمي بتار " 
جلست بجنبها وهي مدت يدها بأستغراب .. عطيتها الجوال وقامت تطالع فيه بضياع 
" متوكده يبيني " 
حضنت يدها بكفوف أيديني ورفعت الجوال عند أذنها وبتأكيد 
" إيه يمه يبيتس .. أحتسي معه يمكن سبحان الله يبيتس بأمر ضروري ! " 
" هلا " 
أعتدلت متربعه حتى أسحب نقابي وأنزله كاشفه عن وجهي .. وضحكه غصب بتطلع مني .. 
" أنتي وين غديتي ..؟ " 
تقولها أم بتار إلي تطالعني بتركيز .. حركت يدي لورا 
" عند المسبح ياخاله .. ليت أحد يسكّر المويه برد والله " 
لقطتها جدتي حتى بسرعه تنطق 
" أسمعني .. تعال سكّر هالبليه إلي فاتحينه البنات وهاوشهن أشوف .. الدنيا برد لا يطيحن من التعب أو نبتلش فالورعان .. ماهوب لازم يمي .. تعال أشوف بسرعه .. هن فاتحات الغطّاس إلي ورا .. إيه مع السلامه " 
طالعت جدتي بطرف عين .. وصلك إني رحت للحريم يابتار .. خل حركاتك ذي تنفعك ! 
وبدال ماتنزّل الجوال .. مدته لي .. 
" خوذي يمي زوجتس يبيتس " 
حسيت كهرب فجأه نفضني .. مدري وش جاني .. تنحت أطالع فيها .. حركت الجوال مبتسمه 
" لا تخلينه يطوّل " 
بلعت ريقي بصعوبه حتى أخذ الجوال ببطء من بين أصابعها .. أقربه من أذني وعيوني ضاقت غصب .. سحبت بعمق هوا لصدري .. نطقت 
" هلا " 
أندفع بصوت قوي .. وأنا أنكمشت ببطء من عصبيته 
" تحسبينتس بالحركات هذي سويتي شي .. خمس دقايق يانوير .. خمس دقايق وألقاتس عند البوابة الخلفيه .. وأقسم بالله حركات نفس هالحركة أدق رقبتتس ترا " 
وسكّر الخط بوجهي .. أبتسمت أضحك 
" إيه تامر .. إن شاء الله " 
ونهضت من مكاني وأنا أرقّع لنفسي .. رحت أمشي حتى أوقف ألبس جزماتي من جديد .. 
" نوير ! " 
ترفع يدها شيخه وهي واقفه عند باب القسم .. تناديني .. لفيت براسي لورا أطالع النخل وأنا أصلا مدري وين البوابة الخلفيه .. 
" بسسسسرعه يانوير " 
لفيت أطالعها ذا الحين أروح له ولاّ لها .. مدري وش تبي .. تحركت صوبها وأنا بالعافيه أجر خطواتي ومن وصلت لها .. جرت يدي 
" تعالي جابوا الذبايح .. وين أنتي غاديه طول هالمده " 
وقفت أسحب يدي 
" دقيقه شيخه .. أخوتس بتطلع له قرون إن مارحت له .. داق علي يبيني " 
تمايلت من جرتني وهي تنطق بصوتها المتملل 
" مقابلين بعض طول اليوم .. ماراح يصير شي لو بس عاونتينا .. البنات مافيهم خير على كثرتهم لا بغيناهم ماعيّنا أحد " 
دخلت القسم غصب عني .. متوجهين للمطبخ إلي مليان صحون العشا ماشاء الله .. أنا من كثرها أنخلعت من إلي بيغسلها ويرتب .. لايكون يروحون عني ويتركوني هنيا تسان أروح فيها صدز !ترفع ظهرها عذبه وتنطق براحة وهي تأشر علي 
" جابتس الله .. تعالي نشيل هالصحن يم الحريم " 
تحركت مبعده عن الباب من شالت روان وسعده صحن وراحوا يمشون فيه لبرا .. المطبخ دمار والحوسه على بعض .. 
شيخه : يابنتي نزلي عباتتس .. مافيه أحد خلاص 

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن