الفصل الرابع والثلاثون والاخير

53.2K 1.6K 726
                                    

ماذا افعل،
اذ شعرت انني كالسمكة في بحرك..
كالصدفة على شاطئك..
كالطير في سماءك..
ماذا افعل،
اذ كنت ابحر في امواجك،
ولا ازال ملهوفًا الى مياهك المستطابة..
اطوف بخيالك واسرح في كلماتك..
واتعثر للوصول اليك،
واتلهف للخوض في ذراعيك..
ماذا افعل،
اذ كان منك يضمحل السراب،
وتتكون الاحلام،
ويكتب القلم ابجدية الغرام..

-------------------------
تردّد كثيرًا بتنفيذ طلبها.. نار الشوق تسري بجسده، كاوية كل ذرة صبر وتعقل باقية في داخله.. بالكاد تحكّم بعينيه حتى لا ينظر اليها فيغرقه الحنين والعشق في بحرهما فيُقدم استقالته ويركض كالمجنون ليعيدها الى منزلهما.. ورغمًا عنها! وهو مغفل اذ لم يفعل..
يود ان يراها.. ان يعيدها الى مكانها.. في منزله وتحت كنفيه..

خرج بخطوات ثابتة من القاعة، متوجهًا الى حيث هي متواجدة.. ورآها هناك بفستانها البنفسجي وهالة العنفوان التي تلتف حولها كالمغناطيس الجذاب.. تتقدم عدة خطوات الى الامام ثم تعود مكانها بحركات عصبية تفشي عن مدى غضبها وسخطها من رسالته..

ابتسم بسخرية اضحت جزءًا منه بعد ان ابتعدا عن بعضهما.. هو يحبها وحبه لها وصمة عار على كرامته.. حبه لها ندوب مترسخة في قلبه.. اذا شاءت تضغط عليهم فتقضي عليه بلا رحمة.. واذا شاءت تطبطب عليهم بلمسة ساحرة فيهفو وراءها كالمراهق المتيم..

سار نحوها وهو يتأكد بحدقتيه من عدم وجود اي شخص في موقف السيارات.. هتف بأسمها لتستدير اليه وتحدجه بعينين عاصفتين تحكيان الكثير.. ولم يشعر سوى بجسده الذي ارتد الى الوراء بتفاجؤ بعد ان قامت بدفعه بغضب وهي تهدر:
- تود ان تنفصل صحيح! ستحقق انتقامك اللعين؟ ولكن باحلامك يا آسر.. بأحلامك!

رمقها بنظرات باردة لم تهيج الا من اللهيب الذي يدوي صارخًا في نياط فؤادها.. واحتدت وتيرة انفاسه وهي تضربه على صدره مرة اخرى واخرى بينما هو يقف وكأنه تيّبس في مكانه!
لم ينبس ببنت شفة وهي تصيح بقهر تمنى لسنوات طويلة ان تشعر به، عسى ان تفهم ما تفعله لعنتها به..
- اذا كنت تظن انني سأسمح لك بتحقيق انتقامك فاعرف جيدًا انك تحلم! انا لست لعبة تحرّكها كما تشاء.

سكتت ولهاث انفاسها يُصعب عليها ابجاس كل ما ترغب في قوله.. انزلت يديها بارهاق ليهتف اخيرًا بجمود:
- انا لم اعد اريدك.. لم تعدي مهمة في حياتي!

- اللعنة على من يريدك!
زمجرت بوجهه بانفعال غاضب.. كسرتها كلماته.. بعد ان باتت تدافع عن علاقتهما يود تحطيمها!
ابتعدت عدة خطوات الى الوراء وكأنه شيطان على هيئة بشر سيفتك بها! وهمست بصوت مضطرب ينفي كلماتها المتحدية بكل كبرياء:
- لا تظن انني سأذل نفسي تحت قدميك كي لا تتركني.. لا يا آسر.. انت تتوهم! ولكن.. ولكن لن اسمح لك ان تثأر لنفسك بهذه الطريقة.. الملتوية للغاية!

- ماذا تريدين رين؟
سألها وقد استباح كيانه الجمود الذي يؤذيها كما يؤذيه فتأملته بحدقتين تترقرق بهما الدموع العاجزة الحائرة.. ماذا تخبره؟ انها تعشقه فتذل نفسها وتهين كرامتها! ام انها لا تريده فتندب غبائها وتسرّعها طيلة عمرها؟.. هي جرحته كثيرًا وهو ضربها.. اذاها بقسوته.. حتى ولو كانت السبب لا يحق له.. ابدًا!

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now