الفصل الثاني وعشرون

45.1K 1.5K 257
                                    

لكِ عشقي سيدتي..
انه صوت عندليب الاسمر الذي يهوى القمر..
وانها ابجدية تزخرفها انامل شاعر المرأة..
وانها ثورات ومعارك قامت بهما خفقات وطن..
لك قلبي سيدتي..
لك البحار والأشجار وما يهواه المطر..
لك قطرات الندى واريج الفراشات..
لك الاناشيد والاغاني والطبول تقوم..
لك روحي سيدتي..
انت يا امرأة تفنن برسمها خالق الكون..
انت يا امرأة يهواها الشعر والقلم..
ويعبدها الورد ولا يُعرَف معها الملل..
لك ما تشائين واكتر مما تودين...
لك الحب..
لك الجمال..
لك الحنان..
ولك انا سيدتي..
كُلي لك سيدتي..

-----------------------
استندت على الوسادتين البيضاوتين الحريريتين التي وضعتهما وراء ظهرها لتقل حدة اوجاعه بسبب الكعب العالي الذي تهادت به في قاعة الزفاف.. ولأول مرة تشعر بقلق حقيقي حول موضوع ما.. حور تشبهها كثيرًا بتصرفاتها وهي تعرف.. ولكنها لم تصل الى تلك الافكار التي تحوم في عقل تلك الطفلة.. هي بهذا العمر لم تكن تهتم بالزواج بل كان كل همها اثبات ذاتها لتؤجج من كبريائها وثقتها بنفسها..
زفرت وهي تتأمل الجهة اليمنى الفارغة من السرير بينما عقلها يدرس ويفكر بما قالته ابنة شقيقها..

"بعد ان انتهت الرقصة بين العروسين مالت حور على اذنها، هامسة بغيرة:
- لا تستحق رين آسر.. ما كان يجب ان يتزوجها.. سيدللها اكثر مني الان.

تجاهلت سيلين الرد عليها بينما تراها تنظر تجاه ليث وسيلا وتستطرد بضيق:
- وتلك سيلا بما هي احسن مني ليتزوجها ليث؟! انا ايضا اريد ان اتزوج شابًا من عائلتي.

- حور.. ما هذا الكلام؟! لو سمعك اوس لقصّ لك لسانك.
هتفت سيلين بحدة وهي تستدير بمقعدها لترمقها بنظراتها الغاضبة..
اغتاظت حور منها فقالت بحنق:
- انا معجبة بليث.. فليتزوجني انا ايضا.. انا اجمل من سيلا.. ساعديني يا سيلين واخبرينني ماذا افعل لأتزوجه؟

لقد جنت! تأكدت الان.. خشيت ان يسمع احد ما تفوهت به ابنة شقيقها المجنونة فقرصتها من يدها بقوة، مغمغمة بتحذير بينما وجهها يميل اليها:
- اخفضي صوتك.. قسما بالله يا حور اذا كررتِ هذا الكلام سأخبر اوس.

- لن تفعليها.. اذا لا تريدين مساعدتي بالزواج بليث اذا ساعديني على الزواج بإبن خالي جواد "تيم".. هو ايضا من العائلة ووسيم.
اردفت بضيق ويدها تفرك مكان قرصة سيلين لتتنهد الاخرى، مزمجرة بتهديد جاد:
- حور انتِ لا زلتِ مراهقة ولذلك انا متهاونة لحد الان بردة فعلي.. ولكن اذا كلامك هذا تكرر لن افكر مرتين قبل ان اخبر اوس وآسر.
ثم تشدقت ليهتز كتفيها، هامسة بضيق:
- هذا ما ينقص.. حور وقرفها!

وبدلا من ان تُخرس حور غبائها وتكبت تهورها هتفت بغيظ، راشقة سيلين بنظرات تحمل الكثير من الوعيد:
- سترين يا سيلين سأتزوج اما بليث واما بتيم! لا احد احسن مني.

بصعوبة شديدة اخمدت الشعلات الغاضبة في ثناياها حتى لا تفتك بها.. حور فقدت عقلها وهي يجب ان تتعامل مع هذا الموضوع قبل ان يوصل االى شقيقها ويُخرج روحها من جسدها.. ويبدو انها لم تتعلم من المرة الماضية وبحاجة لأن تُلقن درسًا لن تنساه ابدًا ابدًا..
لا تفهم غيرتها الشديدة من رين لانها تزوجت آسر ولا تفهم ماذا تريد بليث!.. الرجل متزوج ويحب زوجته..
دومًا هذه المواضيع تستفزها.. ومع ان ثقتها كبيرة جدا بنفسها الا انها مستحيل ان تنظر الى رجلٍ غير ادهم بما انه زوجها وحتى قبل الزواج كل المواضيع والامور والعلاقات الخاصة بالرجال كانت تبني لها حدود.. وفعلا لا تدري لماذا يقولون دوما ان حور ورثت منها نفس تصرفاتها.. ولكنها ليست مثلها تماما.. هي تعترف انها مليئة عيوب ولكن عيوبها تختلف كليًا عن تصرفات حور الشائنة والمخزية"

وحينما تغار الذئابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن