الفصل السابع عشر

47.6K 1.6K 605
                                    

لن يفرقنا احد..
لا مال ولا قوة قادران على ذلك..
لن يفرقنا احد وانا في حبك متيم..
لن يقدر الا الموت على كتابة فراق محتوم لاتبعك ملهوف..
انا احببتك وانتهى الامر..
ارتبطت ابجدية اسمك بأسمي بزخرفة عاشقة..
فلن يفرقنا احد..
انا عشقتك فلا تخافي من البعد..
لانه لن يحدث ما دام بقلبي نبضةً غرام..
لا سكين ولا مدفعية قادرة على فراقنا..
ولا حرب ولا مجزرة ينجحان..
اسمي يتأوه لوعةً ليهمسه ثغرك..
فقهقري هاجسك المرعوب..
واخبريه:
لن يفرقنا احد..

--------------------
تململت على السرير بقلق شديد.. لا تدري ما هذا الضيق الذي بجثم فوق صدرها، رادعًا اياها من الشعور بالراحة.. كادت ان تسخر من نفسها وهي تفكر متى احسّت بالراحة او تجرعت بقاياها حتى!
زفرت انفاسًا متحشرجة مخنوقة وهي تنتصب واقفة تفكر به.. متى ستعود الى العمل؟.. خلال هذه الفترة وخاصةً بعد اعترافها له تغيّرت معاملته معها.. بات متفهمًا، حنونًا ورومانسيًا، بالرغم من صعوبة كل الظروف وخاصةً حزن والده ووالدته على فراق الصديق الذي يُعتبر بمثابة الاخ..

نزلت الى الأسفل ببنطالها الأسود الضيق، وبلوزتها العشبية دون الأكتاف وخفيها الفرو.. وسرعان ما لبثت ان شهقت متفاجئة بوجوده.. الا يجب ان يكون في العمل؟!
تساءلت بعقلها قبل ان تدنو منه بخطواتها الرشيقة وتقعد جانبه، متيقظة الى شروده..
همست ببحة صوت ناعمة وهي تضع يدها على ذراعه:
- ماذا تفعل هنا ليث؟ الا يجب ان تكون في العمل؟

تطلع اليها بجمود لترفع رأسها بتعجب من تغير حاله.. ولم تنبث ان تنطق بحرفٍ واحدٍ ليهتف بخشونة اججت من اللسعة التي الهبت فؤادها وكتمت انفاسها:
- ابي يوّد مني انا او غيث الزواج بأبنة صديقه!

رفرفت برموشها بلا تصديق.. انين.. انين قاتل يفتك بها بلا هوادة.. جاهدت على التقاط ذرات الاوكسجين التي لم تكن سوى سم.. سم ترتشفه ليتشعشع كالوباء في ثنايا خلاياها.. زوجة اخرى! لها او لناي..
لا تقدر.. ولله لن تقدر على تحمل المزيد من الالام.. تعبت.. ارهقت.. تمزقت.. لن تقدر ان تشاركها امرأة اخرى بزوجها.. لا ليست امرأة.. بل فتاة شابة صغيرة هادئة ورقيقة تُشفق النفوس عليها..
لم تأبه بالشهقة المرتعشة التي سلخت نياط لبها وهي تبثقها بسؤالها:
- و.. وماذا كان.. ردكما؟

توحشت حدقتيه الرماديتين الا انها لم تخاف ولم تبتعد.. ليس لها القدرة لفعل ذلك وهي تحس بنفسها تحتضر.. تلفظ اخر انفاسها..
وبالرغم من جسورة جوابه لم ترتاح، مدركة انه اذا لم يوافق ستتدمر سعادة شقيقه وزوجته.. في اي قعر متاهة القت نفسها؟! لا تدري..
"مستحيل ان نوافق انا وغيث.. يجب ان نتحدث مع ابنته"

- وماذا ستفعلان اذ وافقت على امر والدك؟
تساءلت بصعوبة، لاهثة الانفاس ليرمقها بنظراته الشرسة ويغمغم بضراوة:
- لن اسمح لها ان تدمر حياتي او حياة شقيقي الزوجية.. ابي لا يعرف ماذا يقول.. لانه متأثر بمقتل صديقه امام عينيه.. وامي لن تؤيد ابي.. انا واثق.

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now