الفصل العاشر

57K 1.7K 972
                                    

جميلة انتِ حد عويل طفل في ملاذ ابرار..
جذابة انتِ لدرجة ذبول اوراق الاشجار..
نقية انتِ حد الهوس وثوران البحار..
سبيل الوصول اليك اشبه بمعارك الاحتضار..
والانجراف في اغرائك شوقًا وتوقًا كالإعصار..
والاغاثة في سلسبيل غرامك دمارا للأسرار..
ولكن لا عشقٌ يهذي دون امرار واكدار..
ولا روحٌ تناجي وصالك دون الانفطار والانكسار..
ولا قلبٌ يئن لوعةً دون الانجرار وانحدار..

---------------------
رعشة الانتصار الجذِل التي كانت ترفرف فؤاده انمحقت بسرعة قاسية بكلمات اخته التي ابجسها ثغرها دون تفكير ودون تروٍ.. الشهقات التي توغل صداها في اذنيه جعلته يطالع الوجوه المستنكرة والمصدومة في انٍ واحدٍ.. ومنظران فقط من اثرّا بسكونه وصدمته التي لا زالت تقبع في عقله ليرشق شقيقته والتي لأول مرة يرغب في قتلها بنظرات مستعرة.. والده الذي طأطأ برأسه بخزي شديد وغضب عارم يظهر بارتجاف يديه بصورة مرعبة نهش روحه.. ووجه والدته الصافي الذي احمرّ للغاية وعبرات مخذولة مفجوعة تتلألأ بحدقتيها الزرقاوين وهي ترخي ذراعيها عن رين جثّ اي نطفة حانية هادئة قد تتواجد في اوصاله..
ودون ان يفكر اكثر كان ينهض بعنف، دافعا المقعد الذي يجلس عليه ويهرع تجاه اخته التي اوقفها على ساقيها قبل ان تهوي صفعة قاسية غاضبة على وجهها الصغير لتصرخ بألم وبكاء..
ولم يبالي بالنظرات التي تطالعهما ولا بالشهقات المفزوعة التي سمعها وانامله تنغرس بشعرها بعصبية مدمرة، ساحبا اياها خلفه الى سيارته بعد ان هتف بصوت ثائر ينفث نار متأججة تلسع شموخه وكرامته:
- انسوا ما قالته.. انا الذي سأربيها بما ان انا الذي اوصلتها الى هذا الحد.

- انا مغادر ايضا.. هيا عدن.
غمغم اوس بصوت جامد لتهز عدن رأسها موافقة قبل ان يسمعا صوت ادم الوقور:
- ترفق بها يا اوس.. هي صغيرة ومراهقة ولا تعرف ما هو الصح وما هو الخطأ.. عاقبها ولكن ليس بقسوة.

اومأ اوس دون ان يفهم اي مما يقوله ادم وهو يحس بخناجر تفتك به دون هوادة بسبب تصرفات ابنته الطائشة..
وما ان خرجا هو وزوجته شعر بأبنته الكبرى التي ركضت ورائه هامسة برجاء:
- ابي انا قادمة معكما.. ارجوك!

هز رأسه موافقا قبل ان تسترسل سيارته سبيلها الى منزله ليضع حدًا لتصرفات ابنته الهوجاء..
وفي منزله حيث اولج آسر شقيقته من شعرها الى جوف المنزل، صاعدا بها السلالم ومتوجها الى غرفتها وسط بكائها الشديد وخوفها منه ولأول مرة..
صاحت حور بنشيج:
- اتركني يا آسر.. انت تؤلمني دون سبب!.

القاها آسر بغضب اسود على الأرض قبل ان يوصد باب غرفتها ويهدر بشراسة ارعبتها:
- اخرسي والا اقطع لك لسانك.
ثم انحنى ليقبض على ذراعها بقسوة وصرخ بها بانفعال:
- اهكذا تمرغين كرامتك وكرامتنا في الارض!! ولكن انا السبب.. وانا من سيغيرك يا حور.

تملمت بين قبضته بجزع وهي تصيح بوقاحة:
- بماذا اخطأت؟ ها انت تحب اللعينة رين وستتزوج..
ولم يسكتها سوى الكف الأخر الذي هبط على وجهها بصفعة ساخطة.. ويليها صفعات اخرى بنفس القوة وبنفس الغضب المتأجج لتصيح ببكاء شديد من كثر الوجع الذي داهم خلاياها..
ولم يأبه لها آسر ولا بدموعها التي تتصبب بغزارة على وجنتيها وهو يعاود امساك شعرها الاشقر حتى كاد ان يقتلعه من ضراوة اصابعه التي تشد خصلاته دون رحمة.. ثم زمجر بوحشية:
- سأريك جبدا ما هو خطأك.. وسألقنك درسا عظيما لن تنسيه طوال حياتك يا حور.

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now