الفصل الثامن وعشرون (الجزء الاول)

40.5K 1.4K 301
                                    

يا امرأة الوِجْدَان، قلبي بكَى..
في طيَّات مِحرابك غفَى..
تبجيلاتهِ تاقتْ لكِ غِنَى..
يا امرأة التبختُر لكِ حَنَى..
في مِعْقَل همسِك رَضَى..
وفي همساتك دَفَى..
يا امرأة الصقل حُبك هَوَى..
على وِسَادة الغرام نَهَى..
وفي ثنايا قُبلاتك شَفَى..

----------------------
- امي اخبري حياة ان لا تخرج اكثر مما يجب.. والا سأكلم عمي.
هتف ليث بانفعال لتسحب حياة الهاتف مزمجرة بغضب:
- ليس من شأنك ولا من شأن آسر.. اهتما بنفسكما فقط.. والا صدّقني يا ليث ستندمان انت وهو.

زم ليث شفتيه بعصبية وهو ينظر الى آسر العاقد حاجبيه والذي يطالعه بترّقب فقال بتهديد:
- احترمي نفسك يا حياة.. والا اقسم بالله سأريكِ تصرّفًا لن يعجبك البتّة.. ومثل الفتيات المؤدبات شاركي النساء فرحتهن ولا تخرجي من الحديقة التي تتجمع بها النسوة.

قهقهت حياة باستنكار لتحدجها لين بنظراتها الزاجرة فتكبح ردها الوقح بصعوبة شديدة وتهمس بهدوء قدر الامكان:
- احترامًا للمناسبة ولعمي ريس ولخالتي لين لن اجيبك.. ولكن اعرف يا ليث ان بعد زفافك سنتواجه.. واخبِر الذي معك ان لا يتدخل بي.. انت وهو لا يحق لكما التدخل بتصرفاتي.. اعرفا ذلك جيدًا يا وحشان العصر!

ودون ان تسمع رده اغلقت الخط وتمتمت بقهر بكلمات غير مفهومة وهي تناول لين الهاتف بينما صوت ترانيم الموسيقى المبتهجة يتصاعد مبهجًا بضجيجه وارتفاعه..
تنهدت لين بحيرة قبل ان تهمس بوقار:
- اهدأي حبيبتي وانا سأتفاهم معهما.. والان ابتسمي وانسي جنون ليث وآسر.

اومأت حياة بضيق وهي تتيح للابتسامة المغتاظة ان تشق طريقها الى ثغرها.. ثم غمغمت وهي تضع يدها برفق على ظهر لين لتعيدها الى الحديقة حيث تحتفل النساء:
- لا تهتمي خالتي.. انتِ ام العريس البغيض ليث فلا تشغلي نفسك بهذه التفاهة الان لان هناك اشياء اهم حاليًا.

*****************
استفحلت وطأة النغزات الحادة التي تداهم قلبه بغتةً وهو يتأمل وجه شقيقته الصغرى الشاحب.. شقيقته التي دومًا بأفضل حالاتها وبأبهى اناقتها الفاتنة يطلّ من وجهها المليح هالة شجية احرقته بؤسًا وحزنًا عليها..
لم تقصي بجسدها عن صدره منذ ان تقابلا في موقف السيارات الا حينما رأت طفلها المشتاقة اليه بجنون.. واقلقه الجمود المستوطن وجه ادهم.. فأدرك ان المشاكل بينهما كلما تحتد..
كان مخطئًا عندما اعتقد ان رحلة العمل التي ذهبا بها ستُحسّن من علاقتهما..
تنهد بضيق قبل ان يردف لادهم بجدية:
- لندخل الان حتى يولجا سيلين وحور الى الداخل.

كوّر ادهم قبضته بعنف مكبوت وهو يطالع زوجته التي تتصرف وكأنه شبح يرعبها.. هو لا ينكر ان ايامهما الماضية لم تكن سهلة.. بل كانت ايام شاقة اترحته كما اترحت زوجته.. وصلا مساء البارحة ولكنه اردعها من الخروج من المنزل الا الان.. برفقته فقط.. وبسبب زيّانة ليث..
لاول مرة يشعر انه غير قادر على التحكم بتصرفاته.. خائف ان يفقدها.. يريدها له فقط.. ان يكون محور حياتها الوحيد.. وايقونة خفقاتها التي تتأرجح عشقًا له..
بلبلته سيلين على رمال هواها وغرامها فلا هو قادر ان يعود كما كان بعد كل ما حدث ولا قادر على الاستمرار بهذا الحال المزري..

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now