الفصل العشرون

44.8K 1.5K 235
                                    

اضحكي يا مهجتي..
فما لأنامل احاسيسي الا ان تدغدغ قلبي..
اضحكي حبيبتي ولا تبكي..
فثغرك ذو الاستدارة المشبّهة بالعنقودِ..
لا يجب ان يخذل قلبي ليتبرم وتنكمش معه روحي..
اضحكي فأنا احبك..
احبك بعد انامل الأيادي في العالم بأسره..
احبك اولًا واحبك اخرًا..
احبك بعدد قطرات الندى والغيث التي لا تخشى الرعد..
احبك قبل زمن القراصنة وبعد زمن لا يجيد الاكتمال..
فاضحكي لأنني احبك..
لانني ارسي بقلبي الى ميناء لا يعترف الا بأسمك..
واحبينني وانت تضحكين دون ان تبكي..

------------------------
انّت برعب حينما القاها في سيارته الجديدة بكل رعونة.. لم تتلبث دموعها عن الانهمار على خديها الناعمين لتشرخهما بسخونتها المؤلمة.. وضعت حزام الامن بصعوبة شديدة بيدين مرتعشتين وهي تتطلع اليه بين الحين والحين وتبصر بالعرق النافر في عنقه ليحتد هدير فؤادها عنفا..
لم تتجرأ على النبس ببنت شفة ووجهه الاحمر المكفهر وحدقتيه الدامستين مرّسخان على الطريق السريع الذي امامه.. حتى نظرة واحدة لم يلقي عليها!
خائفة ان تسأله الى اين سيأخذها وتستقبل منه ردة فعل مؤذية لن تعجبها.. فثبتت مقلتيها العاصفتين بأمواج الدموع على يديها الملقيتين في حجرها..

لم يسلك سبيل المزرعة التي اعتقدت انه سيأخذها اليها.. وهذا اجج من التوجس المذعور في ثنايا لبابها..
لن يؤذيها.. هي واثقة.. لا يحق له اذيتها فيما ليس لها ذنب به.. هي لم تخطأ.. يا الله اي كلام سيدع عقلهم المجنون المعقد يفهم ان ليس لها اي ذنب؟! كيف سيفهمون بعقليتهم المتحجرة هذه؟! اي ابتلاء هذا؟!
ليست خائفة من احد بقدر خوفها من ليث.. حتى والدها وهذا المجنون الرابض على المقعد الذي بجانبها يقود بهمجية تناسبه للغاية!..
وحياة؟.. ما الذي سيحصل لها؟ متأكدة ان تلك المجنونة لن تسكت.. هي اكثر من يعرفها.. اجاباتها ولسانها اللاذع في بعض الاحيان سيلقيانها في بئر عميق ستتأذى به وتكون الخاسرة الوحيدة بين ثناياه.. وخاصة في مشكلتها هذه..

شهقت بألم عندما توقفت السيارة فجأة وهي غارقة في دوامة من الافكار التي تلهو في نبضات قلبها لتوثب الى الامام.. الى ان كاد وجهها ان يضرب.. فنظرت اليه بحدة طمستها ما ان لمحت اين هما.. لا يعقل! محال! الجبل!! ما الذي سيفعله بها هذا الثور الهمجي حتى يحضرها الى الجبل الفارغ من الأُناس؟!
شتتت ابصارها بين أشجار الصنوبر حيث ركن سيارته وبينه هو.. فلم تقدر على التزام الصمت لتسأله بتوتر:
- لماذا احضرتني الى الجبل؟

لم يبالي بالرد على سؤالها وهو يترجل من السيارة، صافعا الباب بقوة اذعرتها.. يكاد يجن من الغضب.. والافكار المجنونة تعصف بين حنايا عقله بلهوها الشرس..
"ايعقل ان يكون صديق ذاك الحقير هو احمد؟!"
لم تنفك ان ترحمه تلك الافكار وهو.. وهو يحس ويعرف.. ليس بغافل ليدرك ان معشوقة قلبه تحمل ربما القليل من مشاعر الاعجاب تجاه ذاك اشباه الرجال..

وحينما تغار الذئابWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu