الفصل الرابع

75.1K 2K 720
                                    

اخترت يا رقراقة عذبة بعد شقاء طويل..
ان تكون عيناك هي بيدخ من سلسبيل..
وان تكون شفتيك هي الحصن الحبيب..
اخترت يا حسنائي الفاتنة ان تكوني واقعي البديع..
وان تعزف اوتاري ابجدية اسمك النضير..
وان تتوه حدقتي في سماء كل ما يخصك كالمغيب..
اخترت والباسل الولهان لا يكون الا امين..
جرفني عشقك الى قعر البحار لأغوص
كالبّحار الهيفان متقصيا عن حوريتي كالهائم المسكين..
فلا تعاتبيني على اختياري يا سيدة قلبا لك ذليل..

-----------------
جاهدت بقسوة على التحكم بعبراتها المنكثبة في مقلتي خضرواتيها اللامعة كأشعة شمس على العشب الأخضر..
وتطلعت اليه بجمود موجع ريثما توقف قبالتها بطوله المهيب، مسلطا سبيكتيه الفضية عليها..
تأمل كل انش في وجهها ثم همس بصوت بارد:
- كيف ستعودين؟

- لا يخصك.
اجابت بهدوء لا يتناسب مع الثورة التي يحدثها فؤادها في اوصالها.. لا ترغب في سماعه.. ولا ترغب ان تراه.. في هذه اللحظة خاصة تود ان تنفرد بنفسها وتلقي بجم ثقلها على وسادتها القطنية وسريرها الصغير وتخلي السبيل لعبراتها الموجوعة في الإنهمار بغزارة.. دون ان يصداها كبريائها وكرامتها..

تيقظت الشعلة المتمردة التي تحوم في عقلها، مهيئة لسانها واظافيرها الطويلة على النيل منه كما يجب وهي تراه يدنو منها بحركة سريعة ليبتسم بإستهزاء على اللظى التي تُرجمه حدقتيها الملتهبة ثم هتف بنبرة باردة:
- على رسلك سيلا.. لن اضربك مثلا!

- الم تفعل؟
تمتمت بإستنكار ليتشدق هاتفا:
- لا اذكر انني ضربتك.
ثم اضاف بجدية:
- اذ كنتِ تتكلمين بالنسبة لزفاف غيث حيث شددت لك شعرك.. فإنت تستحقين اكثر من ذلك.. وصدقيني هذا لم يكن عنف ولا عقاب بل.. بل مجرد شيء بسيط حينما اقرر تعنيف شخصا ما.

- صحيح، لأنك متوحش.. بربري.. وعنيف لأقصى حد.. والدليل هو ما فعلته بالشاب المسكين.
زمجرت بغضب ليضحك دون مرح ويغمغم مقتريا منها اكثر الى ان بات لا يفصل بينهما سوى انشات معدودة.. ولكن الذي اثار استغرابه هو ثباتها.. لم تتحرك خطوة واحدة.. بل بقيت واقفة بشموخ، رافعة رأسها بتحدي سافر:
- يليق بك ان تكوني امرأة الليث.. تعجبينني حينما تكونين متمردة، قادرة على الدفاع عن نفسك.. ولكن لست انا من تتعامل معه انثى بهذه المعاملة.. وبالتأكيد ليس زوجته!

- انا لست زوجتك.. ولا اتشرف ان اكون زوجتك.. انت انسان معقد.. وبالتأكيد لن اقدر على العيش معك.
هدرت بعصبية، غير مدركة بخطورة كلماتها التي بثقتها في وجهه دون تفكير.. لا بد من انها بالغت.. ولكنه يبالغ اكثر.. من يعتقد نفسه؟ لن تسمح له بالتحكم بها ولا بالتقليل من شأنها مرة اخرى.. كيف يعاملها ستعامله.. وعلى هذا المبدأ ستسير..
ولكن.. كل قوتها اضمحلت حالما قبض على ذراعها بعنف شديد، دافعا اياها على سيارته التي ورائها والتي اوقفها بموقف السيارات الخاص بالشركة، هامسا بصوت غاضب:
- لقد تجاوزتِ حدودك سيلا.. لم اعد قادر على الهدوء.. احترمي نفسك وتكلمي معي بأسلوب مهذب.

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now