الفصل الثامن وعشرون (الجزء الثاني)

47K 1.5K 582
                                    

اتبكيك يا حبيبتي رياح الشتاء..
ونسمات الربيع البديع..
ونجوم السماء البيضاء..
لانهم الشاهدون على وصالنا وغرامنا؟
اتبكيك الحاني الصاخبة التي اعزفها على اوتارك؟
والتي اتفنن بجعلها كالتعويذة لا تحررك؟
اتبكيك ايامنا وذكرياتنا؟
ورومانسية ليالينا؟
وقسوة تنائينا..
الذي بات افجع من امنيات تدانينا؟
حبيبتي..
لا تلوميني ولا تعاتبيني..
فالجرح سببه دهرٌ من الاوجاع..
والجفاء سببه مللٌ من الافزاع..
والبعد سببه وجعٌ من الانخداع..
فتمني ان تكون الذكرى القادمة هي الاخيرة..
ذكرى لا يحذفها قلم ولا تاريخ..
ذكرى لا تبكيها امواج البحار..
ولا تزمجر لها سماء الشتاء..

----------------------
تفرست حدقتاه النظر بجسدها المتوسد الارجوحة بحنق شديد.. كاد ان يموت من شدة قلقه عليها حالما لم يجدها في المنزل وهي هنا مستمتعة بنسمات الهواء الباردة وشخيرها الناعم ولاول مرة يسمعه!.. ابتسم بخبث وانامله تتمرر بعبث على شعرها المفروش على الفرشة البيضاء وجزء منه يغطي وجهها المرهق.. ثم بخفة تفرقت قبلاته على حنايا وجهها فتتململ بضيق ويهدأ شخيرها..
ضحك بصوت عالٍ ويده تمتد ليضعها وراء ظهرها ويرفعها بتريث بينما يعاود شخيرها المضحك والذي اثار شفقته عليها بالتصاعد مرة اخرى..
تأمل وجهها النضير بعينين عاشقتين لثوانٍ قبل ان يولج بها الى منزلهما ويصعد الى غرفتهما ليضعها بحذر على السرير..
لثم شفتيها بقبلة خفيفة لترمش عدة مرات قبل ان تفتح عينيها وتغمضهما مرة اخرى..
تنهد آسر بسخط ثم برفق هزها من كتفها ليوقظها، هامسًا:
- رين.. انهضي لتستحمي وبعدها عودي الى النوم.

كان كمن يكلّم نفسه فلم يكن ردها على ما يقوله الا انبساط رموشها وانغلاقهم بشكل فوري.. وحينما لم تبوء كل محاولاته لايقاظها الا بالفشل تطلع الى الفوضة التي احدثتها يداه بعدما خرج من الحمام غاضبًا ولم يجدها امامه.. ثم بابتسامة ماكرة توجه الى حقيبته الملقية على الارض والمبعثرة ثيابه حولها وبشقاوة التقطت اصابعه قميصًا ابيضًا من قمصانه..
رمقها بنظرات خبيثة ثم عاد اليها ليبدل لها ثيابها بوقاحة ويلبسها قميصه بتأني وصبر وابتسامة ابت ان تبرح ثغره!.. وما ان انتهى تمدد بجانبها بسروال ازرق قصير وضمها الى صدره ففتحت عينيها، محاولة ان تستوعب ما يحدث.. ثم عادت لاغماضهما لتتصاعد ضحكاته المستمتعة فتفتحهما مرة اخرى وتهمس بنعاس:
- ماذا هناك؟

قبّل ارنبة انفها بخفة لتمط شفتيها بحنق فيقول بخبث ويداه تمنح لنفسها كامل الحرية بالتجول كما تشاء على ظهرها وخصرها:
- بما انك استيقظتِ بعد عناء طويل وبعد ان هدأ غضبي من تصرفاتك الرعناء دعيني اعاقبك على ما فعلتيه بي!

عقدت حاجبيها بعدم فهم لبرهة قبل ان تتفطن الى وجودها بذراعيه لا على فرشة الارجوحة الوثيرة!.. وبحدة اعتدلت بجلستها على السرير بينما يحدجها بنظراته الخبيثة وابتسامة لعينة مغرية تهبها اياها شفتيه..
هتفت رين بانفعال خجول وهي تنظر الى ما ترتديه بذهول:
- هل غيّرتَ لي ثيابي؟!

وحينما تغار الذئابDonde viven las historias. Descúbrelo ahora