الفصل الحادي وعشرون

50.3K 1.6K 277
                                    

لا ريب في زمن انقلبت احواله..
ولا ضرر من سماع ابجدية اوجاعه..
هو العشق الذي ضعضعته الامه..
وهي الغيرة التي تتماشى مع اهوائه..
انها نار لا تدري ما هو الاثم وما اضراره..
ولا تعترف بتمتمة همساته ولمساته..
لن يموت الاسير في محراب اصفاده..
وهو يعترف بأن لا اسير الا من ابتعلته امواجه..
امواج غرام ترفعه وتهبط به الى قِرارة انتقامه..
انتقام عاشق ولهان خذلته احلامه واماله..
كما خذلته خفقات قلب تهوى عذابه واحتراقه..

---------------------
تغضن جبينها بضيق وانامل صغيرة رهيفة تتمرر بنعومة على خصلات شعرها الأشقر المنثور على الوسادة البيضاء الحريرية.. رمشت عدة مرات قبل ان تبسط جفونها ليقابلها الوجه الصغير والابتسامة الحانية التي تعشقها به..
ابتسمت وهي تسحبه الى حضنها، مغلغلة رأسه بين ثنايا صدرها الأمومي وهمست:
- صباح العسل.. ماذا تفعل هنا حبيبي؟

ابتسم سند وهو يريح جسده على السرير بين احضان والدته ثم اجاب ضاحكا:
- صباح الجمال.. ابي اخبرني ان اصعد اليك.. وبعدها خرج واوصد باب الغرفة علينا انا وانت.

- ماذا؟!
صاحت بصوت عالٍ وكأنها لم تخرج حديثا من المشفى!.. ثم وثبت عن الفراش المُدغّم باللون الأبيض والاسود ليبتعد سند عنها بضيق وهو يبصر بها تبحث عن هاتفها.. وما ان وجدته واقعاً على الارض - لا تدري كيف - التقطته بعصبية ثم اتصلت به.. ولم تنتظر الا ثوانٍ معدودة ليوافيها صوته الساخر:
- صباح اصوات زمامير الاسعافات.. نعم سيلين؟

عضت على شفتها بحنق وهي تجيب بسخط:
- اين انت يا زوجي؟ ولما اوصدتَ باب الغرفة علي وعلى سند؟

ابتسم باستمتاع ويده اليمنى تلاعب فارة حاسوبه بتلكؤ، هامسُا بصوت متأوه متهكم:
- كم انا محظوظ! زوجتي تخاف علي وتتصل لتطمئن اين انا! ولأريح قلبها سأخبرها انني في الشركة.

لم تأبه باستفزازه الواضح وهي تتمتم ببرود:
- ادهم عد الى المنزل وافتح لي باب المهزلة هذه.
ثم سكتت لوهلة لتستطرد بتيقظ:
- آآه.. الان فهمت مقصدك جيدا من فعلتك.. اتظن انك هكذا ستخرسني؟ لا عزيزي وانت تعرفني حق المعرفة.. دعني الد فقط وسترى من هي سيلين تلك الحرباء.

- ذكية بذات درجة غبائك حبيبتي!.. اتعلمين انني مشتاق لأعود الى المنزل لأريك ما اخطط لفعله معك خلال هذه الايام، والايام القادمة ان شاء الله؟
همس وهو يلتقط سترته الكحلية المرمية بإهمال على مقعد اخر بجانبه بعد ان توقف لترد بملل:
- وانا اكثر حبيبي.. ارجوك عد حالا، لانني ارغب برؤيتك اكثر منك.. وكما تعلم بفترة الحمل انا احب قربك جدا فتعال يا روحي.. انا وسند ننتظرك.

قهقه بخشونة ثم قال ريثما تلبث امام المصعد الفضي، منتظرا وصوله:
- في المساء عزيزتي سأعود.. وضعت لك بالون غاز وطنجرتين وبعض الصحون وبعض الاغراض ستجدينهم بجانب باب الشرفة الخارجية حتى تتمكني من الطهو لتطعمي لي سند وشقيقته.

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now