الفصل الثالث عشر

50.9K 1.6K 689
                                    

لا تحبني فتجرح قلبك..
ولا تهبني روحك فتندم..
ابقى بعيدًا وتوقف مطرحك..
ولا تهمس بعشقٍ يؤذي نفسك..
انا هي الانانية التي تعشقك..
ولكنها صعب ان تكون معك..
انا هي الجاسرة التي تتحدى قيدك..
ولا تلمني فخطوة كهذه اشبه بالانتحار..
وانا هي الغبية التي تحوم حولك..
ولكنها خائفة من حقنة العشق التي تغدر..
لا اود تجربة الغرام فتتضرر..
ولأنك ستتضرر انا من ستتألم..
فكفى عشقا مثابرًا..
وكفى آهات تواري خوفًا..
وكفى صرخات تتوسل حبًا..

-------------------------
تقفقف لبها فزعا على نفسها وعلى ابنة عمها.. وجهه المتوحش الشرس لا يبدو انه سيفكر مرتين في ضربهما.. رمقت حياة بنظرات قلقة خائفة لتبادلها الاخرى دموع متجمهرة في مآقيها من شدة الرعب.. لم تفكر يوما انها ستجد حياة الواثقة بنفسها، التي لا تعير ادنى اهتمام لأي احد خائفة من آسر، الذي تعتبره بمثابة صديق وشقيق..
جاهدت في التقصي عن كذبة ما او عذر تقوله في ثنايا عقلها.. الا انها لم تقدر وسط هذا الارتباك والخوف.. فتلعثمت قائلة:
- حياة.. كان هناك من يضايقها فقط.. وهي.. وهي اوقفته عن حدّه.. هذا كل ما في الامر.

لم تدري ان بكلماتها الغبية هذه اججت من ثورانه واهتياجه الا حينما رأت احمرار حدقتيه الداكنة بنظرات شرسة فاقمت من خفقان فؤادها وارجفت اوصالها.. ولم تقدر على النبس ببنت شفة حالما نظر الى حياة بنظرات غاضبة لتهمس الاخرى برعب وهي تحس نفسها على حفة الانهيار، خوفا ان يسمعهم والدها او شقيقها:
- اسمعني آسر.. كل ما في الامر ان..

- اخرسي!
اجفلها صوته الجهوري لتزدرم ريقها بصعوبة بينما يسترسل هو بغضب شديد:
- من اين تعرفيه؟ وكيف يضايقك ولم تخبري اي احد من العائلة؟

- انا.. اقصد هو رأني مرة صدفة في الجامعة وحاول ان يتحدث معي ويتعرف علي.. وانا لم اقبل.. حتى اسمه لا اعرف.. والان قبل قليل اتصل بي من رقم سري.. وحاول ان يتكلم معي ولكنني اهنته واغلقت الخط في وجهه.
ردت بارتباك واثقة انه سيقتنع بكلامها.. فدنى منها آسر بخطوات متربصة متمهلة ثم تساءل بخطورة:
- ولما قالت لك رين انك اعطيتيه المجال لفعل ذلك، وانه يستغلك؟ اخبريني انسة حياة.

رفرفرت برموشها بتوتر شديد، مشابكة اناملها ببعضهم البعض.. وما ان همت بالتحدث قاطعها صوت رين الذي انبثق ماكن ثابت:
- انا كنت اقصدك انت.. انت من تستغل حياة لصالحك حتى تقف معك ضدي.

رفع حاجبيه الاثنين بطريقة اثارت ريبتها عندما تطلع اليها.. وكادت ان تفغر فاهها من ابتسامته الشرسة المتهكمة..
ما زالت لا تعرف انه يعلم متى تكذب ومتى لا.. انه يعرفها اكثر مما تعرف هي نفسها.. لا زالت حمقاء جاهلة لتدرك ان الحب الذي دام اكثر من خمسة عشر عامًا جعله يحفظ غيبًا كل تعبير يبجس منها وما سببه.. كما هي الان تواري ثباتها بقلقها وخوفها منه على نفسها وعلى حياة..
هتف بصوت صارم يوحي بالنار التي تلسع روحه غيرةً على شرفه اذ ما كانت ابنة خاله على علاقة بأحد.. وعلى حبه اذ كانت رين ساعدتها بطريقة ما:
- اذا لم تخبرانني كل شيء الان.. سأدع خالي ريس وخالي جواد يتكفلان بأنفسهما ببناتهما.. ولولا يقيني انك يا رين لاتجرؤي على اللهو بذيلك خوفا من ليث ووالدك لما كنت الان واقفا اتحدث معك فقط.. اما انت يا حياة.. فربما لن اراكِ الان صديقة واخت لي وسأنقلب عليك لأدع خالي يربيك من جديد اذا تأكدت من ظنوني.. فقولا الحقيقة ارحم لكما صدقانني.

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now