الفصل السابع وعشرون

47.7K 1.5K 256
                                    

كامرأة من احلام تقفين امامي..
بجمالك الفاتن وسحرك القاتل..
تتغنجين كالفراشات وتتأنقين كالأزهار..
لا اعرف اذ كنتِ الجنة ام النار..
فتالله انك اجمل من اماني العشاق..
وابعد من الكواكب وجوف البحار..
اريجك اطيب من زهرة الزنجبيل..
وارق من ملمس ريش الطيور..
ناعمة انتِ حتى بشراستك وعنفوانك..
هل انت تعويذة تجذب قسرًا..
ام وهمًا اسعى ورائه عبثًا..
ام ريحانة تقتل عشقًا؟..
اجيبني يا امرأة لا تفكر بها الاحلام..

---------------------------
رفعت شعرها الى الاعلى بفوضوية خلابة، ثم ثبتته بملقط اسود صغير.. لا تعرف حقًا كيف تُعبّر عن شعورها الغريب بعد ذلك اليوم.. الذي عبث فيه زوجها كعازف محترف على اوتار حنايا جسدها.. مشاعرها له بدأت تتضح اكثر لحدقتيه المخيفتين بقوتهما واصرارهما.. وهذا ما تخشاه..
بعد يومان سيعودان وستعود الى جامعتها..
كانت هادئة طوال الايام التي مضت.. استسلمت لمشاعره الجارفة وغرامه المنهك لروحها.. وتقبّلت بروده وغضبه في بعض الاحيان بصمتٍ تام، خوفًا من انقلاباته المؤذية وغربتها الموجعة..
اكثر ما قمع من هواجسها وقلقها منه هو بقائه معها طوال الوقت.. دون ان يتعرف الى اشخاص لا يعرفهم كما فعل في الفندق الذي مكثا به قبلًا..

تطلعت الى جسده الراقد على الفراش الوثير ودوامة عميقة من النوم والأحلام تلّف حوله.. اخبرها ان توقظه بعد ساعتين.. استحم ونام بعد ساعات طويلة من السباحة.. ابتسمت فجأة وهي تتأمل ذراعيه اللتان اسمرّتا اكثر بسبب الشمس.. كما حدث تمامًا مع صدره وعنقه ووجهه الوسيم..
وهي ايضًا اسمرّت.. ولكن فقط من وجهها..

اقصت بلؤلؤتيها عنه وهي تتجه الى الخزانة لتُخرج لها بنطالاً زيتيًا يضيق من حيث خصرها ثم بتغنج يسترسل بقماشه الناعم بتوسع على طول ساقيها.. ثم تأزرت قميصًا اسودًا يُبرز رشاقة قوامها الممشوق وقدّها النحيل..
ولم تستأنف بإرتداء ما اخرجته من حجاب بذات لون بنطالها وسترة سوداء خفيفة وهي تدنو منه..
توترت كمثل كل مرة توقظه.. تتبعزق خفقات فؤادها هنا وهناك دون اي سبب يُذكر! مع انه اقترب منها اكثر مما اقترب منها شقيقها غيث، الذي يعرفها ويفهمها اكثر من نفسها.. تعرف جيدًا انها كمثل الكتاب العربي الذي يجيد ابجديته الصعبة كل من يتغلغل الى اعماق فحواه.. وهو فعلَ اكثر من اي شخص.. هو عالمٌ في قراءة حروفها وكلماتها والاهم فهمها.. وكأنه يقرأ تعابير قلبه المغرم لا هي..

وبإرتباك وضعت يدها الصغيرة على كتفه العاري ثم بلطف هزته وهي تهمس بأسمه برقة:
- آسر.. آسر.. انهض هيا.

لم يوافيها اي ردّ منه سوى اهتزاز رموشه الخفيف وكأنه يجاهد على ابعادهم عن بعضهم فإبتسمت وهي تكرر ما فعلته ليفتح عينيه الناعستين والمتلألأتين بسواد الليل الداكن..
ازالت يدها بسرعة واعتدلت بوقفتها بجانب السرير بينما يتثاءب هو بنعاس اظهرته تقاسيم وجهه..
نظر اليها بعينين منكمشتين بالكاد تفتحتا ثم همس بصوت اجش:
- تعالي ونامي.. وسنخرج مساءًا للتسوق.

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now