الفصل الخامس

66.5K 1.9K 791
                                    

ردي عليّ يا طير شذي يرفرف بلا تلبث..
فريشك خضل ناعم يحب ان يعبث..
وانا أسرٌ، جدرانه تهوى بك التشبث..
**
ردي عليّ يا ياقوت يكثر فيك الثناء..
فعذوبتك تلسع وتقصي الى الفناء..
وانا متجشم، ظمآه يرجوه بك الاقتناء..
**
ردي عليّ يا وطن من يخشه شهيد..
فأرضك طاهرة لا ترضى بأفئدة من حديد..
وانا لست الا عاشقا تأئقا، فيك اكون كالعبيد..

--------------------------
ران الصمت عليهما لدقائق طويلة، عدا لهيب انفاسهما اللاهث.. تتطلع اليه بذهول وخوف بينما هو يناظرها بنظرات ساخطة غاضبة..
ارتكست خطوتين الى الوراء بعد ان نهضت عن مقعدها ريثما ماج كثور هائج.. وابتلعت ريقها بصعوبة شديدة وهي تتأمل سمته التي توحي بالشر..
بدا لها كليث حقيقي.. كليث مرعب سيقضي عليها وعلى من تجرأ وطلب يدها.. احست نفسها فريسة حقيقية له.. فريسة تخصه لوحده ويُحظر الدنو منها.. لا احد يشاركه بها..
لم تكن تعرف انه سيهوج لتلك الدرجة.. ولم تكن تدري انه سيبدو مخيفا اكثر مما رأته سابقا..
ولم تشعر سوى بجسده الضخم يزلف منها بخطوات صياد محترف لتهمس بخوف وهي ترفرف برموشها الطويلة المطلية بالمسكرة السوداء:
- اسمعني ليث.. انا.. انا..

- شش.. اصمتي.. واخبريني من هو.. اخبريني الان لأدعه يفكر مرة اخرى بأن يتعدى على ما حُجز لغيره.. على ما هو ملك لي.. ملك لي انا فقط.
قاطعها بنبرة شرسة قريبة للهمس لترتد خطوتين اضافيتين بطيئتين الى الوراء، متوسعة الجفون.. صدرها يعلو ويهبط بسبب جزعها منه ومن كلامه..
تأملته طويلا، لاهثة الأنفاس ومرتجفة الأطراف.. ثم اغمضت عيناها لتعاود لملمة قواها المهدورة بسببه.. وجرأتها التي سُلبت منها - كي تتمكن من ان تتحداه - فور ان افشى دون ان يلقي اي اهمية لرأيها وقرارها عن صك ملكيته لها..
وبعدها فقط فتحت عيناها وغمغمت بنبرة متوترة تحت نظراته القاسية التي تدرس حركاتها وتفاصيلها:
- انا لست ملكك ليث ولن اكون.. انت لم تملكني بعد ولن تفعل حتى.. لذا حررني من قيدك الذي تلفه حول رقبتي مانعا اياي من التنفس كما يجب.

- صمتك دام طويلا سيلا وليس ليث من يصبر طويلا.. اخبريني من هو ذاك الحقير الذي تجرأ حتى يخطبك.
هتف بعصبية دون ان يقترب منها اكثر، مكتفيا بالسنتيمترات القليلة التي تفصل بينهما لترد بشجاعة مزيفة:
- لن اخبرك.. واضرب رأسك بالحائط ابها الهمجي.

ضحك بسخرية لاذعة قبل ان يقترب منها ويحني رأسه ليتقابلا وجهيهما وحدقيتهما بنظرات مشتعلة ثم زمجر بخشونة وهو يرى سكونها الغريب وتيبُس كعبها الأسود بالأرض التي تحتها:
- اخر تحذير اوجهه لك سيلا السالم وخذيه تهديدا ايضا.. اصرحي، لأن صدري ضاق والنار تحرق جسدي وتحثني على القتل لأريك همجيتي فعلا كيف تكون.. من هو؟

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now