الفصل الثلاثون

42.8K 1.4K 323
                                    

سأحرق الاشجار والبحار..
وسأقضي على خيال كل رسام،
يُفكّر في رسمك..
وسأُفجع كل قلب،
يُفكّر ان يحبك..
مقدوركِ..
قلب واحد، يعشقك..
ولا يتجرأ غيره..
مقدوركِ..
ان تموتي عشقًا..
وان تنزف جراحك مرارًا شوقًا..
وان تستسلمي دومًا..
اميرتي انتِ..
لوحدي لا غيري..
واحبكِ انا،
لأنكِ لي وحدي..

------------------------
كانت خائفة وبذات الوقت مدهوشة من انفعالهما الشديد، وخاصةً من زوجها الذي يشاهد طريقة امساك آسر ليدها دون ان يدافع عنها كما تفعل شقيقته رين.. حاولت ان تبعد اصابع شقيقها الخشنة عن ذراعها دون ان تقدر.. لم تود ان تلفت انتباه المارين فتثير الفضائح في المشفى..
نظرت الى غيث، كاظمة وجعها ثم قالت بهدوء قدر امكانها:
- ادهم ليس غريبًا حتى تتصرفا هكذا.

- لن يفهمها الغبيان.
هدرت رين بحنق قبل ان تعض ذراع آسر ليحرر شقيقته من بين براثنه.. ثم تطلعت هي الاخرى الى غيث وتابعت:
- لم اعهدك قاسيًا الى هذا الحد، خاصة وانت تعرف ان زوجتك حامل.. وانت الاخر...

كادت ان تسترسل لو انها لم ترى النظرات الاجرامية في عيني آسر المصوبة عليها.. ابتلعت ريقها بتوتر ثم غمغمت وهي تجذب ناي من معصمها:
- سنبحث عن عمي أوس ونطمئن على سيلين.

- رين اذا لم تهدأي وتخففي من حدة غباءك حاليًا لن يعجبكِ تصرفي.. فابقي مكانك والزمي حدودك افضل لك.
هتف آسر بتهديد اخاف ناي على رين من جنونه وهي تتذكر نتيجة عصبيته وغضبه على حور بعد فعلتها الشنيعة بقولها انها تريد الزواج بليث امام كل افراد العائلة.. فتدخلت سريعًا هامسة بصوت مرهق:
- انا اسفة ما كان يجب علي الذهاب مع ادهم.. ولكن فقط اصمتا ارجوك.. وانت يا غيث تعال معي لنطمئن على سيلين وطفلتها قبل ان تأخذني الى والدتي.

لم يعجب رين ملامح شقيقها الباردة.. حتى انه لم يدافع عنها امام آسر واكتفى بدور المشاهد!.. زمت شفتيها وهي تراهما يغادرا وازداد عبوسها ما ان دمدم آسر بذات انفعاله:
- لنذهب لكي اوصلك الى المنزل ثم اتمكن من العودة بهدوء.

- لا اريد.. سأبقى معكم.
ردت بضيق ليهدر بغضب:
- رين لا تثيري جنوني اكثر.. ونفذي ما اقوله والا ولله سأخرج كل عصبيتي عليك.

سارت برفقته، كاتمة غيظها ليأمرها بجفاف بالصعود الى السيارة.. نفذت ما قاله بعد ان القت عليه نظرة لم تعجبه البتة.. ولن يسكت عليها مؤكدًا ولكن ليصلا اولًا بخير بسبب النار التي تسري في عروقه..

---
ادمعت عيناها غير مصدقة جمال هذه الطفلة التي تحملها.. تتخيل لحظة قدوم طفلها الذي سيكون الحفيد الاول لوالديها ووالدي زوجها.. تأملت بابتسامة متأثرة عينيها السوداوين الوامضتين ببراءة آسرة.. ثم انفها وفمها الصغيران..
اقتربت من غيث ومالت عليه، هامسة دون شعور:
- انظر اليها يا غيث.. سبحان الله ما اجملها!

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now