المقدمة

258K 3.6K 1.1K
                                    


لا يعرف لماذا كلما يبصر ابتسامتها تتسارع خفقات قلبه.. كانت تتكلم مع احدى الموظفات عما يشغل باله.. تعجبه ويعترف.. وويلها من سيُعجب بها او يحبها بعقليته التي انهكت اخته بتعقدها وتعصبها..
لم يعجبه ملابسها.. كانت ترتدي بنطال جينز ضيق يظهر رشاقة ساقيها الطويلة، وبلوزة سوداء ضيقة.. بينما شعرها البني الناعم مُنسدلا على طول ظهرها..
يشعر بالضيق والحنق.. نار قائظة تسري في دمائه حينما يلمح نظرات الموظفين المُعجبة المصوبة نحوها..
لم يستطع تمالك اعصابه وهو يتطلع اليها عبر زجاج مكتبه الشفاف ليتصل بسكرتيرته طالبا منها ان ترسلها اليه..
وما هي الا بعض الدقائق لتدق الباب ويسمح لها بالولوج..

توقفت امامه بتوتر بعد ان تغنجت بسيرها التي تجعلها تبدو كعارضة ازياء بقامتها الطويلة ورشاقة جسدها..
لم ينبس ببنت شفة وهو يتأملها من رأسها الى اخمص قدميها.. هناك وميضا شجيا دائما ما يبصره بمقلتيها الخضراوتين.. وكأن هناك فقاعة من الغموض والخبايا تلتف حولها..
واخيرا بعد دقائق طويلة همس بصوت اجش:
- بإمكانك الجلوس انسة سيلا.

امتطت ساقيها الطويلة المقعد الذي امامه وغمغمت بصوتها الذي يعزف على اوتار لبه ببحته الدامثة:
- طلبتني سيد ليث.. اهناك امرا ما؟!

- ماذا حدث مع المهمة التي وكلتك بها؟
تساءل سؤالا لا يهمه مطلقا.. هو يعرف جديتها في العمل وقدراتها التي تجعله يلقي عليها اصعب المهام دون ان يفكر مرتين ولكنه يحب سماع صوتها الناعم المميز ببحته الغريبة.. يحب ان يحدق بها دون كلل او ملل.. يحب بها الكثير والكثير من الأشياء..

- انا والمجموعة نعمل عليها.. ثلاثة ايام حد اقصى وسيكون كل شيء جاهزا.. اتحتاج شيئا اخرا؟
اجابته بهدوء لينتصب واقفا، دانيا منها وهو يهتف بصوت حاد افجعها:
- انظري الى عيناي.. ما الذي تخفيه؟! لماذا دوما تتجنبين النظر الي؟! لماذا؟!

كان قد قتله صبره.. منذ خمسة اشهر.. منذ ان بدأت بالعمل في شركته وهي لا ترفع حدقتيها اليه حينما يكونان لوحدهما.. تغيظه بشدة الأسرار المتسترة تحت قوتها ودلالها الذي يميزها عن بقية العاملات في الشركة.. هي عفوية اكثر مما يجب وهذا يقبض عن صدره بأغلال متوحشة قاسية..

تطلعت اليه قليلا ثم سرعان ما اخفضت خضراوتيها..
يسألها عن سرها ولو عرفه لما كان تحدث معها اصلا.. تعرف انه معجب بها منذ فترة.. وللأسف هي معجبة به ولكنها لا تستطيع ان تكون معه ولو ارادت.. هي فتاة بسيطة بينما هو ليث.. ومن لا يعرف ثروة عائلته! احيانا تشعر بالخوف منه.. من نظراته الصارمة الحادة كما الان تماما..
ارتبكت اوصالها حينما جثم على المقعد الذي قبالتها لترد بتحشرج:
- انا لا اخفي شيئا.. اعذرني يجب ان انهض لأتابع عملي.

وقبل ان تتحرك من مكانها قيد انملة زمجر بعصبية ارعبتها:
- لم انهي كلامي بعد.. لن تخرجي من هنا الا ريثما تجاوبين على اسئلتي.. مفهوم؟

وحينما تغار الذئابWhere stories live. Discover now