Part 22

1.1K 71 38
                                    

يجلس مكتفا ذراعيه إلى صدره مرخيا جسده باسترخاء و أعصاب باردة بينما حاجباه معقودان بانزعاج بسبب أن الشخص الذي أمامه لا يثق به و لا يرتاح له أبدا .. ذلك الشخص الذي كان بالمقابل ينظر له بتوتر ويشبك أصابع يديه المتجمدة و قلبه يرتجف من موقف لم يتوقع أن يوضع به هكذا .. تنحنح كانغ إن وقال بانزعاج : هل ستبقى صامتا طويلا ! ألم تدعي أنك تريد أن تشرح لي الأمر بالشكل الصحيح ؟ ها أنا أمامك كلي آذان صاغية .. تكلم !
ابتلع دونغهي لعابه وقال : حسنا ، لن أنكر أنني أتيت لأطمئن على صحة يورا و ...
قاطعه ساخرا : الآن أصبحت صحتها تهمك !
تنهد و أجاب : إنها زوجتي كانغ إن ، و هي أم ...
قاطعه مجددا : من الجيد أنك مازلت تذكر أنها تحمل طفلك بداخلها ! برأيك ما التصرف الصحيح الآن بعد كوم الأخطاء التي ارتكبتها سابقا ؟!
قال له : أرجوك لا تكن قاسيا معي ، تعلم أنني لن أتخلى عنها أو ..
قاطعه للمرة الثالثة : بصراحة أنا لا أعلم عنك شيئا سوى أنك رجل مخادع و كاذب !!
هنا أحس دونغهي بنفسه يحصر في الزاوية من قبل هذا الشقيق ذو الدم الثائر ، لم يكن له حجة أو عذر أو أي وسيلة تنتشله من الوضع الذي هو به .. ليبدأ بعدها يتسرب لذاكرته كلام جده سابقا والذي كان مجمل محوره "كن رجلا و تحمل مسؤلية أخطائك ، أن تكون عاشقا لا يعني أن تكون ضعيفا متخاذلا !!" .. تنهد بعدها بعمق ، ثم نظر لكانغ إن بجدية و قال : من فضلك اسمعني هذه المرة و لا تقاطعني .. اسمعني حتى النهاية !
لوى الآخر شفته بسخرية ، ليتابع دونغهي قائلا : أعلم أنني أخطأت لن أنكر هذا ، و أعلم أنك لا تستلطفني بل و لربما تكرهني .. ومعك حق في هذا ، ولكن .. هناك شيء آخر أريد منك أن تستوعبه، أنا أحب يورا .. أحبها من كل قلبي ولست أكذب في هذا ، و أن أتخلى عنها و عن طفلي الذي تحمله .. هذا من سابع المستحيلات !! .. لذا ، ها أنا هنا أمامك .. راض برأيك و حكمك و قرارك و مستعد لانفذ كل شروطك ، ولكن في المقابل أريد ليورا أن تعود معي إلى القصر ، أريد لزوجتي أن تعود إلي من جديد .. أما إن طلبت مني أن أتركها وابتعد عنها ، اعذرني و لكنني لن أنصاع لكلامك ، حتى وإن قتلتني !!
حدق به كانغ إن للحظات بعينان تقطران غضبا كانت كفيلة بارتفاع وتيرة ارتباكه أمامه ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة جانبية وقال : الآن بدأ كلامك يعجبني .. بعض الشيء ..
زفر الآخر أنفاسه بارتياح ليكمل هو : إذا ، قلت لي أنك مستعد لتنفذ كل شروطي ؟!
دونغهي بثقة : نعم ، أي شيء تطلبه قد يعيد يورا إلي. .
فك كانغ إن اشتباك ذراعيه ثم احنى ظهره مسندا إياهما على ركبتيه وقال بنظرات حادة كالصقر : افتح اذنيك جيدا لما سأقوله ، يورا لن تعود معك إلى منزلك أبدا مالم تنفذ ما سأقوله لك .. ألا وهو .. أولا ، يجب عليك أن تحضر والدتك و جدك إلى منزلنا وتطلب يد يورا مني بصفة رسمية كما هو متعارف عليه .. ثانيا ، يجب عليك أن تقيم على الاقل حفلة صغيرة حيث سيأتي إليها من معارفنا و معارفكم كما معينا حيث سيتم إشهار زواجكما خلاله ... أختي ليست فتاة رخيصة حتى تعود معك بهذه البساطة و تعيش معك بسرية و سكوت و معظم البشر حولنا لم يعلمو حتى بارتباطها !! ... اقبل هذا او ارفض ولن ترى ظفر يورا ولا ولدك مجددا أبدا !!
سكت دونغهي قليلا محاول استيعاب الأمر ثم أجابه بلا تردد : موافق ! ، خلال اليومان القادمان سينفذ كل ما طلبته ..
حدقا ببعضهما لثوان طويلة ضمن سكون قاتل ، لينتفض بعدها كانغ إن واقفا ويقول له بصرامة : بإمكانك المغادرة !
اومأ له بالموافقة ثم وقف واتجه صوب الباب مغادرا ، فتح و خرج ليتفاجأ بهما واقفتان تستمعان خلسة لحديثهما الماضي ، وقع نظره على حبيبته بعيناها الباكيتان و هي ترمقه بنظرات قلقة وخائفة، ابتسم لها ابتسامة مطمئنة ثم مسح على خدها بحب .. بعدها اتخذ دربه و غادر منزل آريا ..
خرج بعدها كانغ إن من الغرفة ليتقابل وجها لوجه مع شقيقته التي تبكي بصمت فقال لها : أتبكين من أجل ذلك المحتال ؟
أنزلت رأسها و قالت : أرجوك لا تقسو عليه ، ليس بيدي حيلة .. أحبه !
ضحك بصمت ثم أمسك ذقنها و رفع رأسها لتتقابل نظراتهما : لم لم تخبريني بأنه هنا ؟ هل ستخونين ثقتي مجددا ؟!
قالت له مبررة : لم أكن أشعر بوجوده أقسم لك ، الليلة الفائته فقط استوعبت حضوره !
ربت على كتفها و قال مبتسما : تخافين مني ؟!
سكتت قليلا ثم هزت رأسها نافية ، ليردف هو بعدها : ليس عليك هذا ، أنا شقيقك و أعرف مصلحتك جيدا .. أخاف عليك ، لن أكسر قلبك صدقيني ، أعلم أنك تحبين ذلك الأحمق ، هو كذلك أيضا يحبك كثيرا .. و لكن من واجبي أن أسترد حقك و كرامتك ، يجب علي أن أصلح الأمور على طريقتي ..
عانقته بعفوية دافنة رأسها بصدره و هي تقول : أنت أخي و أبي و أمي وكل عائلتي .. فلتبقى بجانبي دائما ، لن أكون بدونك أبدا !
بادلها العناق و قال بوجه باسم : بالطبع سأكون كذلك ..
اقتربت منهما آريا لتكلمه بنبرة شبه نادمة : هل أنت منزعج مني كانغ إن ؟
التفت لها و قال متعجبا : لا ! لم سأنزعج منك ؟!
آريا : بسبب دونغهي ..
أجابها مطمئنا : لا تفكري هكذا ، خمنت منذ البداية أنه قد يأتي خلسة في غيابي ، أعلم أنه يحبها إلا أنه أحمق بتصرفاته و وجب علي أن أكون شديدا لتسير الأمور على النحو الصائب ... في الواقع يجب علينا شكرك ، لاعتنائك بيورا في أشد أوقات ضعفها و وقوفك بجانبها ، أثقلنا عليك كثيرا و يجب عليها العودة إلى المنزل بما أن صحتها بدأت بالتحسن .. ما رأيك يا صغيرة ؟
قال جملته الأخيرة قاصدا بها يورا لتبتعد قليلا عنه و تقول : ما رأيك أن تؤجل مغادرتي للغد فقط ، ريثما أحزم أمتعتي و أجهز نفسي ..
بوى شفته مفكرا وقال : مممم حسنا لا بأس كما تشائين ..
أخرج من جيبه بطاقة صغيرة و قدمها لشقيقته : هذا لك بدل الذي أتلفته سابقا ، حتى أستطيع مكالمتك ..
يورا بتفاجؤ : خط هاتفي جديد !! .. شكرا لك
قال وهو يقرص وجنتها : والآن سأذهب .. سآتي غدا لاصطحابك ، كوني جاهزة ..
استوقفته آريا : ألن تبقى معنا لتناول الفطور ؟
كانغ إن : للأسف لا .. لدي عمل كثير أنجزه ولا أريد لهم أن يطردوني لو تأخرت ، تعبت معهم جدا حتى تمكنت من نقل عملي إلى هنا قريبا من منزلنا ..
آريا : لا بأس إنتبه لنفسك ..
ودعمها و غادر ..
قالت آريا ليورا وهي تهم بصعود الدرج نحو غرفتها : سأمر قليلا على الشركة لإحضار بعض الملفات ، لا طاقة لي على العمل اليوم .. سأتصل بكاتيا لتوافيني خارجا ، لن أتأخر في العودة ..
أجابتها وهي تصعد معها : لا مشكلة سأنتظرك هنا ، أشعر ببعض التعب ..
دخلت يورا غرفتها بينما استغرقت آريا بعض الوقت في تحضير نفسها ، ثم نزلت الدرج متوجهة نحو الباب مغادرة .. ما إن وضعت يدها على المقبض حتى رن الجرس ، ارتاعت بداية ثم فتحت الباب لتصدم بتلك السيدة الواقفة أمامها .. سيدة في العقد الخامس من عمرها ، أنيقة المظهر .. مترفة الملابس .. وقورة التعابير .. جميلة الملامح ..
صاحت آريا بغير تصديق : أمي !!!

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن