Part 17

1.2K 80 65
                                    

في تلك الليلة .. جالسة هي على طرف السرير ، تفكر وتفكر وتفكر .. إلى أن انسابت الدموع من مقلتيها و بدأت بالبكاء وهي حتى لا تعلم السبب الرئيسي لهذا ، لتدخل عليها آريا الغرفة وتجلس بجانبها مناولة إياها الكأس قائلة : أعددت لك بعض عصير البرتقال علك تستعيدين نشاطك ..
تناولته من يدها بهدوء وهي مازالت على حالها ، سألتها آريا : لم كل هذا الاستياء ؟ ، هل هناك أجمل من أن تصبحي أما !
نظرت لها وقالت بتهكم : صحيح .. شعور الأمومة جميل ، ولكن ليس في حالتي ! .... ليس وأنا متزوجة برجل لم أعرف أصلا متى تم زواجي منه رسميا ! .. ليس و والد الطفل الذي أحمل قد كذب علي كذبة بحجم السماء ! .. ليس وأنا هاربة من والد طفلي و هو يبحث عني وقد يأس من إيجادي !!
تأملتها آريا قليلا ثم قالت : إذا ماذا الآن ؟! ... تريدين التخلص منه ؟!!
مسحت دموعها و حدقت في الفراغ لدقيقة وهي تفكر ، بعدها تنهدت و قالت : أظن أنني لا أستطيع التخلص منه !
آريا : ألن تخبريه ؟! ... أقصد دونغهي ..
حدقت بوجهها للحظات ثم تحولت تعابيرها للغضب وقالت : بالتأكيد سأخبره ! ، ولكن على طريقتي !
آريا : ماذا ستفعلين ؟!!
يورا : مهما فعلت .. من فضلك لا تتدخلي وتخبربه بمكاني بسبب الحمل !!
آريا : تعلمين أنني لن أفعل ما يضايقك !
اومأت لها برأسها ثم تناولت هاتفها ، كتبت به رسالة نصية شديدة اللهجة وأرسلتها لدونغهي .. ثم فتحت غطاء الهاتف الخلفي وأخرجت بطاقة الخط كسرتها إلى نصفين و رمتها في سلة القمامة ..
آريا بتعجب : ما الذي فعلته ؟!
يورا : قلت له كلاما قد يجرحه وأخبرته بحملي ، و كما ترين أتلفت الخط .. هكذا لن يصل إلي أبدا !!

في ذلك الوقت ، كان محطم النفسية ذاك داخلا إلى القصر .. صعد درج البهو بخطى متثاقلة .. وصل إلى غرفته وأغلق الباب بلا مبالاة ثم جلس على السرير ... دقائق مرت وهو شارد بالفراغ بوجه متعب لم يذق النوم لأيام ، أرخى بعدها جسده ممدا بإنهاك على ظهره لتتساقط دموعه المتألمة ويبدأ بالبكاء .. تلك العادة التي اتخذها يوميا منذ تركت المنزل ولم يعرف لها سبيلا ..
ما هي إلا لحظات ليسمع بعدها رنين هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية ، تناوله من جيب بنطاله و فتحه بلا اكتراث ليصعق أن الرسالة منها ! ، ضربات قلبه تتعالى وهو يعتدل بجلسته بسرعة ليفتحها ويقرأ محتواها ... فترة بسيطة ... هي فقط فترة بسيطة ليحس بقلبه ينشرخ لما قرأه من كلامها ..
"أعلم بأنك تبحث عني .. لا تحاول البحث أكثر لأنك لن تجدني أبدا .. خدعتني ! تحمل نتيجة فعلتك ! ... لدي خبر مفاجئ لك ... أنا حامل !! .. أنت تعلم بأنني لا أكذب لأنني لست مثلك ! .. و عقابا لك ، لن تحلم حتى بإيجادي لا انا ولا طفلك الذي في أحشائي ، فلتذق بعضا مما أذقتني إياه! "

ليس فقط ضربات قلبه التي تسارعت بل و أنفاسه أيضا ، أحس بنفسه يحترق يوما بعد يوم .. والآن ، الجرعة أصبحت مضاعفة ! ..
حدق بهاتفه بأعصاب مشتعلة ، ثم و بدون تفكير طلب رقمه الذي كان قد أخذه مسبقا من هاتف يورا سرا بدون أن تعلم .. لشح الاحتمالات التي وصل إليها خمن أنها ربما تكون عنده ، أراد الاتصال به والتأكد حتى لو كان الوقت متأخرا جدا !...
كانغ إن : الو !
دونغهي : م...مرحبا
كانغ إن : أهلا ! ..... من معي ؟
دونغهي : أنا ..... أنا دونغهي
صمت كانغ إن قليلا ثم قال : عفوا ولكن هل أعرفك ؟
دونغهي : أنا .. أنا .... أنا زوج يورا ..
عاد الصمت مجددا مفكرا ثم قال له بحدة بعد أن استوعب الأمر : هل أنت هو ذلك الشاب الذي تعيش معه يورا في القصر ؟!
دونغهي : نعم ..
تنهد بغيظ وقال : ماذا تريد ؟
دونغهي : أريد أن أكملها ..
كانغ إن : من تقصد ؟
دونغهي : يورا طبعا !
كانغ إن : هل تسخر مني !!
صمت دونغهي مصدوما ليكمل كانغ إن : أوليست عندك ؟!!
ابتلع لعابه بعد أن أدرك بأن شقيقها لم يعلم بالأمر بعد وبأنها أصلا ليست عنده .. أردف كانغ إن بغضب : هي ليست عندك صحيح !!! ... أين هي ؟!! .... ماذا فعلت لها أيها الوغد !!! .... (عندما لم يجد منه ردا صرخ به) ... انتظر فقط حتى أجدك !! أقسم إن كان حدث لها أي خطب سأمزقك !!! ... هل تفهم !!!!!

خديعة بنكهة الحبWhere stories live. Discover now