Part 4

1.6K 81 133
                                    

"المكابرة والخوف من العواقب ... طريقان يصبان في النهاية في نهر واحد .. نهر الاستسلام أمام جبروت الحب ..
لم يكابر الجميع ويخفون مشاعرهم وحبهم عميقا بداخلهم ؟! ، لأنهم يخافون من العواقب السيئة الناتجة عن الإعتراف بالحب !!! ... ألا يعلمون بوجود عواقب أخرى تدعى العواقب الجيدة للإعتراف بالحب ، لربما يكون الطرف الآخر يذوب عشقا بالمقابل ! ... عندها سنكون أضعنا الفرصة بإحياء مشاعر قد لا تتكرر مستقبلا أبدا ...."

- دونغهي ، قلت لك أنني متعبة ..
لم يستمع لها أمام حرارة مشاعره التي تحرق قلبه شوقا لها فأجابها بينما بدأ بطبع قبلات متفرقة على عنقها مما أثار جنونها وأشعل اللهيب بأوصالها : وأنا أيضا متعب من بعدك عني .. لاتمنعينني عنك الليلة حبيبتي ....
أغمضت عينيها لتترقرق الدموع فيهما .... بقدر الشعور الذي اجتاحها ويطالبها بالاستسلام له ... بقدر الخوف الذي اعتراها من فضيحة أمرها أمامه ..........
تعمق في قبلاته أكثر ونزل إلى كتفها ، لم يستطع السيطرة على نفسه فضمها إليه أكثر فأكثر ، وأثناء توهانه وغرقه فيها ... أحس بقطرة ماء على كتفه العاري ، تجمد للحظات .. توقف عن ما كان يفعله .. حدق في الفراغ .. عندما استوعب بأنها تبكي ... هم بإبعادها عنه ، وقبل أن تلتقي عيناهما ، مسحت قطرتين كادتا أن تفران من مقلتيها بسرعة ... نظر لها بصدمة ثم قال : أتبكين ؟! ... ليندا ... أتبكين حقا !!
ارتبكت أكثر أمامه و أجابت بتلعثم : لا !! .. أنا لا أبكي ، أنا ... فقط ... قلت لك أنني متعبة ..
دونغهي بقلق : أنت حقا متعبة !!
ليندا : ن...نعم .قليلا ..
حدق بها مطولا ثم قال لها بجدية : إخلعي فستانك وغيريه إلى ثياب النوم المريحة ريثما أعود ..... حسنا !!
أومأت له بالموافقة بملامح متفاجأة من طلبه ... خرج من الغرفة .. لتبدل هي ثيابها بسرعة البرق وترتدي ثياب النوم قبل أن يعود من جديد .. انتهت ثم جلست تنتظره على طرف السرير ... مضت عدة دقائق ودخل الغرفة بعدها حاملا بيده كوب ماء و في اليد الأخرى حبة دواء ، جلس مقابلا لها وقال : تناولي هذا ..
ليندا : ما هذا ؟
دونغهي : إنه دواء مهدء ومسكن ... ألم تقولي أنك متعبة ؟
ليندا : بلى ....ولكن .....
دونغهي : اسمعي كلامي فقط وتناوليه ...
ليندا : دونغهي ... لا أحتاج إلى أي دواء ، أحتاج إلى الراحة فقط هذا كل مافي الأمر ...
صمت لبرهة وهو ينظر في عينيها مستغربا حالها .. وضع الكأس والحبة جانبا ثم قال لها : إذا لا يوجد سوى حل واحد ..
لم ينتظر إجابتها أو ردة فعلها ، أمسكها من ذراعها و جعلها تتمدد على السرير ليستلقي هو بجانبها واضعا ذراعه تحت عنقها ويضمها لصدره معانقا إياها ... كل هذا وسط اندهاشها من أفعاله وعيناها المتسعة وقلبها الذي أبى إلا أن يفضحها بنبضه المجنون العاشق ليشعر بدقاته دونغهي تضرب صدره هو الآخر ... فضلت الصمت بينما قال : هكذا سترتاحين .. الليلة ستنامين في حضني وقريبة مني ، أعدك أن لا أترك للتعب طريق إليك أبدا ما حييت !
بقيا على هذه الوضعية لعدة دقائق ، فتذكر دمعاتها الهاربة .. أخفض رأسه إليها ورفع ذقنها لتتقابل عيناهما وسألها باستغراب : أخبريني الحقيقة ، لم كنت تبكين ؟
أنفاسها اضطربت وارتبكت من سماع تلك الكلمة "الحقيقة" ... تبعثرت حروفها ولم تقدر على تجميعها في جملة مفيدة ، فتابع كلامه معها : هل ظننتي .... بأنني قد ألمس شعرة من رأسك بدون موافقتك ؟! ... هل تظنين أنني قد أقبل التمادي بأفعالي معك غصبا عن إرادتك ؟! ... أنتي زوجتي هذا صحيح ... ولكن تأكدي تماما ، بأنني لن أقترب من جسدك وأنت لاتريدين ! ... لن أفعل في حياتي أي شيء لا يرضيكي !
ترقرقت الدموع بعينيها ، لم تستطع المكابرة أكثر .. نعم ، إنها واقعة في شباكه ، أوقعها في غرامه بأفعاله العابثة .. بلمساته العاشقة .. بكلماته الساحرة .. بقلبه ومشاعره وحنانه .. أتعبتها وأنهكتها تلك المكابرة أمامه ، لذا .. لم يكن منها إلا أن دفنت رأسها في صدره وشدت بذراعيها عناقها له أكثر .. ثملت بعطره الفرنسي ، تاهت في عالمه ، نسيت نفسها في أحضانه ، حسدت ليندا كثيرا على امتلاكها لمثل هذا الزوج ، تمنت لو كانت هي ليندا فعلا ، تمنت لو أنها التقت به منذ سنين طويلة .... أخذت عهدا على نفسها أنها لن تكابر مجددا ، كل ما ستحس به مستقبلا .. ستبوح به بكل بساطة ...
أحس بالزوبعة التي عصفت بكيانها ومشاعرها .. أراد النظر في وجهها الذي لم و لن يشبع من السكر بتفاصيله .. رفع ذقنها إليه مجددا ..حدقا ببعضهما مطولا ....ثم .... اقترب من شفتيها ببطء ، أراد أن يقبلها بشوق جامح ولكنه تردد ولم يرد أن يغصبها .. ففاجأته هي بأن اتخذت خطوة واسعة أكثر واقتربت منه لتبادر بالقبلة سابقة إياه ، ابتسم خلال القبلة لفعلتها .. ثم غرقا معا في شغف تلك القبلة ، التي اختصرت آلاف الكلمات وآلاف المشاعر التي قد يعجز اللسان عن التعبير عنها ....... نعم ، كانت قبلتها الأولى معه .. قد تقسم بأنها أفضل قبلة قد تحصل عليها في حياتها .... تموجت شفاههما بشغف ومشاعر وجموح قاتل لم يكونا يدركان وجوده قبل دقائق من تلك اللحظات الساحرة ......

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن