Part 9

1.5K 76 79
                                    

(قال أحدهم "الحب هو عدم حصول المرء فورا على ما يشتهيه")

عندما كانت كاتيا تغيظ آريا بكلماتها .. وحينما عادت أدراجها باتجاه مكتبها ، كان كل هذا محط أنظار اونهيوك الذي لم يسمح لعينيه أن تفارقانها شوقا .. شغفا ....... ولعله ...حبا !
وزاد في فضوله أكثر دخول خاطبها جينوو إليها بعد لحظات أخرى ، مما أشعل النار في خوالجه ودفعه للاقتراب واستراق السمع من وراء الباب سرا ..
وحين بدأ جينوو يغيظ كاتيا بحديثه القاسي والمستفز ، ما كان من اونهيوك إلا أن لمعت فكرة مجنونة بلمح البصر في رأسه ، لينفذها بدون حتى أن يحسب العواقب ويدع قلبه هذه المرة هو الذي يقوده بدلا عن عقله .. ليضع قناعا آخر و يتلبس دور عشيق كاتيا وحبيبها مخلصا إياها من شر جينوو و حقده ..

فجأة قطع احتداد الصراع بينهما فتح باب المكتب بأسلوب مباغت ليطل اونهيوك بصدر رحب وابتسامة عريضة و نبرة مرحة : حبيبتي !!! ، اشتقت لك .. لما لم تكلمينني البارحة ليلا بعد عودتك من موعدنا ..
كاتيا بذهول : م...ما...ماذا !!!
اقترب منها بخطوات واسعة وضمها لصدره متجاهلا هذا الواقف أمامهم متعجبا كلامه وقد شلت الصدمة لسانه عن الكلام ... أبعدها اونهيوك عن صدره وملامح التفاجؤ تقيد تعابيرها ، ليردف قائلا بنفس النبرة : كانت ليلة رائعة قضيناها معا ، أخبرتني أنك ستتصلين بي قبل النوم .. ولكنك لم تفعلي !! .. انتظرتك طويلا ولم تفعلي ، لماذا ؟!
كاتيا : ا..ا... أنا ...
اونهيوك : تعلمين أنني لا أستطيع النوم بدون أن أسمع صوت حبيبتي .. معشوقتي .. عمري وحياتي .... لماذا إذا تصرين على تعذيبي ؟
كاتيا : او...اون..اونهيوك ...
أمسك اونهيوك وجهها بين يديه مثبتا عينيه بعينيها : أحبك كثيرا ... أحبك بجنون ولا أستطيع العيش بدونك .. أريد سماع صوتك في كل لحظة من لحظات يومي ، أريدك معي في كل الأوقات وكل مكان .. لاتبتعدي عني مجددا حسنا !
حدقت به كاتيا وعقلها لم يكد يستوعب *ما الذي يتفوه به هذا الأحمق بحق السماء ؟!!!!* ... أرادت فتح شفتيها والتكلم والرد عليه وعلى جنون تصرفاته وكلامه الخارج عن العقل والمنطق .. ولكنه كان الأسرع والأسبق وباغتها بإغلاق شفتيها بين شفتيه بقبلة مجنونة ، أتت في وقت ليس وقتها أبدا ... بل من وجهة أخرى ، قد تكون هذه القبلة أتت في وقتها المناسب الذي سينتشل كاتيا من كل نيران الجحيم التي كانت ستقع بها منذ لحظات ..
كان يقبلها بشغف كما لم يقبل فتاة قبلها ، كانت هذه القبلة في صالحه أكثر منها .. كان يرسل لها فيها كل ما كان يتخبط عقله وكيانه منذ مدة طويلة ، كل ما كان غير قادر على البوح به ، كل ما كان عاجزا عن ترجمته أمامها .. ها هو يترجمه أخيرا بشفتيه بقبلة و بموقف وضع نفسه به بدون وعي ولا تفكير ...
بينما جينوو من كان يشاهد من مكانه بعيون متسعة على آخرها وصدمة قد سحبت منه جرأته التي كان يتغنى بها منذ لحظات .. تراجع عدة خطوات إلى الوراء بصمت مطبق ليخرج من المكتب صافقا الباب خلفه بغضب عاصف حيث لم يتحمل عقله كم التساؤلات والجنون الذي اجتاحه في ثوان معدودة ..
ابعد اونهيوك شفتيه عن خاصتها قاطعا القبلة بسنتمتر واحد فقط يفصلهما ، واضعا جبينه على جبينها يلتقط أنفاسه التي سحبت منه .. بينما هي كانت مازالت ضمن حالة الصدمة والشلل وعدم الإدراك لما يحصل .. وحيث هناك قلبان في تلك الغرفة يضجان صخبا وجنونا وبعثرة لكيان صاحبيهما .. أهو العشق ؟ .. أهو الهوى ؟ .. أم هي مشاعر كانت وليدة اللحظة لم يعرفان تفسيرا لها بعد ؟!!!!

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن