Part 20

1.2K 73 61
                                    

كان جالسا بوضعية جدية يشبك أصابعه مع بعضها و عيناه تتنقلان بين السيد و السيدة تشو .. بينما في المقابل كان كل من الأخيرين يجلسان أمامه وعيناهما متركزة عليه ينتظران سماع حجته في القدوم في هذا الوقت المتأخر من الليل .. وعلى الجانب يجلس كيوهيون على الأريكة وينظر لانهيوك باهتمام أيضا ، وكاتيا التي كانت تختلس النظر للمشهد بقلب متوتر من خلف باب الغرفة ..
السيد تشو : احم .. إذا ، ذكرني باسمك مرة أخرى!
انهيوك : ادعى انهيوك سيدي ، لقد صدف وتقابلنا قبل الآن في الشركة خلال اجتماعات عدة ولكن لم أتشرف سابقا بالحديث معك وجها لوجه مثل الآن !
السيد تشو : اوه لا بأس ، تشرفت بحضورك إذا ..
السيدة تشو بجفاء : هلا تفضلت وأخبرتنا بسبب هذه الزيارة في مثل هذا الوقت !
نظر لها السيد تشو بحدة ثم أدار نظره نحو انهيوك ليتحدث الأخير قائلا : بالتأكيد سيدتي .. كما تعلمون ، أنا اعمل في شركة السيدة هيانسوك منذ مدة طويلة وعلاقتي بها رائعة .. و من خلال الشراكة التي حدثت بين الشركتين ، تسنت لي الفرصة لرؤية كاتيا مرة أخرى .. أقصد بقولي ، أنني أعرف كاتيا منذ سنوات طويلة جدا تعود لأيام الجامعة في سويسرا ، كنا حينها زملاء فقط .. ولكن لا يمكنني أن أنكر إعجابي بها منذ ذلك الوقت ، و الآن ، و بعد مضى كل هذا الزمن .. يمكنني القول .. بأنني .. أحبها حقا ! ولست خجلا من البوح بمشاعري أمامكم ، لأنها بالطبع مشاعر صادقة ، لذا .. أود أن أطلب يد ابنتكم كاتيا للزواج مني !
صدم الأبوان من كلامه وعلت الدهشة ملامحهما ، ابتسم كيوهيون برضى مما سمع ، بينما كاتيا كانت ترتجف ودقات قلبها تكاد تسمع وهي تضع يدها على صدرها والفرحة لونت وجنتيها ..
السيدة تشو بلؤم : ألا تظن أنه من المفروض أن يتولى والديك هذا الأمر !
انهيوك بابتسامة وتهذيب : بالطبع سيدتي ! لقد اخبرتهما مسبقا بقراري بالارتباط بكاتيا وهما وافقا طبعا ، ولكنهما الآن في سويسرا يديران أعمال شركتنا هناك .. أخبراني أنه أسبوع على أبعد تقدير وسيأتيان لخطبتها بنفسهما كما هي العادات والتقاليد ..
لوت السيدة تشو شفتها بغيظ بينما نظر السيد تشو إليه بنظرات إعجاب بالغ وقال : مبدأيا .. لا مانع لدي و أظن زوجتي قرارها مثلي أيضا (التفت لزوجته بجانبه و رمقها بنظرة تحذيرية ثم عاود النظر إليه وتابع مازحا) .. بالنسبة لكاتيا ، لا أعتقد أنها قد ترفض عرضك !
ابتسم انهيوك ابتسامة عريضة وقال : آمل هذا ..
تنهد انهيوك بارتياح وهو يجول بنظره بين الوالدين وكيوهيون ثم أردف قائلا : أمر آخر .. من بعد إذنك سيدي ، أود أن اطلب شيئا ..
السيد تشو باستغراب : بالطبع ، ما هو ؟
انهيوك : من فضلك ، أريد اصطحاب كاتيا غدا في موعد رسمي إلى البحر وقد نقضي الليلة هناك .. طبعا هذا بعلمك ومن بعد إذنك !
رفع السيد تشو حاجبا دون الآخر وهو ينظر لانهيوك ، ثم استقام واقفا واتجه نحوه ، مما جعل انهيوك يقف أيضا بالمقابل بتوتر وهو يراه يدنو منه .. إلى أن وقف قبالته وأمسك كتفيه بيديه وقال بثقة : موافق ! بما أنك امتلكت الجرأة لتأتي إلينا وتطلب يد ابنتي قبل حتى قدوم والديك ، أضف إلى طلبك الإذن باصطحابها في موعد وقضاء ليلة في الخارج ... أظن كل هذا يدفعني إلى أن أمنحك ثقتي و موافقتي ..
ابتسم انهيوك براحة وقال : شكرا لك سيدي ..
السيد تشو : لا تشكرني ، فقط كن محل ثقتي بك .. (صمت لثوان ثم أكمل مازحا) لا أظنك مجنون حتى تخون الثقة وقد أتيت إلي بقدميك وطلبت الأذن مني بهذا شخصيا ، ها !!
انهيوك : بالتأكيد سيدي ، كاتيا لن تكون إلا بين رموش عيوني و بين أضلاعي !
تنهد السيد تشو : جيد ..
انهيوك : والآن سيدي اعذرني ، لقد تأخر الوقت بالفعل .. آسف على الإزعاج ..
السيد تشو : لا عليك بني ..
تصافح الأب وانهيوك بحرارة ليلتفت بعدها للسيدة تشو وينحني لها باحترام بينما تقابله هي بابتسامة مصطنعة ، ليتقدم منهم كيوهيون موجها كلامه إلى والده : سأوصله إلى الباب يا أبي ..
اومأ له بالموافقة ليتوجه الاثنان صوب الباب ويفتحه كيوهيون و يتفاجأ بكاتيا التي ذعرت للموقف مما جعلها تتنحنح وتقول بارتباك : سأرافقكما أيضا إلى الباب ..
تحول كيوهيون بعينيه بتململ ليسير أمامها بلا اكتراث .. فتح باب القصر ليخرج انهيوك ثم يلتفت مقابلا لكاتيا وكيوهيون الذي قال له : ممممم لقد أعجبتني اليوم صراحة ، تأكدت فعلا من حسن نواياك مع أختي ..
انهيوك : أخبرتك هذا سابقا ..
كيوهيون : إذا ..
انهيوك باستغراب : إذا !!
كيوهيون بمكر : إلى أين تنوي أخذها ها ! .. إلى البحر !! .. أخبرني الصدق ، ألم تقصد تلك الشقة بكلامك ؟!!
كاتيا بتعجب : أي شقة ؟!
انهيوك بارتباك : أحم .. لا تكترث أرجوك ، بما أنني أخذت الموافقة من والدك ، لم تسأل أنت !!
كيوهيون : مممممم هكذا إذا !
انهيوك : أجل ..
بقي انهيوك واقفا وهو يحدق بكيوهيون ، ثم نظر إلى كاتيا و بعدها أعاد نظره إلى كيوهيون وقد بدت عليه ملامح الانزعاج ، ليصبح به كيوهيون : ماذا !! ، لم مازلت واقفا ألا تريد المغادرة أم ماذا ؟!!!
انهيوك : أحم ... بلى ولكن ...
نظر إلى كاتيا مرة أخرى ثم عبث بشعره بتململ ، حينها فهم كيوهيون مقصده : تريد الاختلاء بها ! ، امامكما غدا النهار والليل بطوله .. هيا اذهب !
عبس انهيوك بانزعاج ثم خطرت لباله فكرة ، أدار وجهه جانبا ثم قال لكيوهيون : أليست هذه سيارتك التي يتصاعد منها الدخان !!
كيوهيون بصدمة : ماذا سيارتي أنا !! أين ؟!
تقدم خطوة ونظر إلى حيث يقول انهيوك ، لتسنح حينها الفرصة أمامه ويقترب من كاتيا مستغلا انشغال شقيقها بخدعته ويطبع قبلة عميقة على وجنتها ثم يطلق العنان لقدميه ويفر هاربا !
أدرك كيوهيون حيلته بعد فوات الأوان ليصرخ به بعد أن رآه يركب سيارته مغادرا : أيها المحتال ! انطلت لعبتك علي !!
التفت لشقيقته ليراها تلوح له بعينان تشتعلان عشقا وابتسامة هائمة فقال لها منغاظا : سعيدة ها !!
اومأت برأسها : جدا !
اقتربت منه بعدها وعانقت ذراعه بدلال : هيا بنا إلى الداخل ..
سار معها بعد أن بعثر شعرها وقال بامتعاض : شقية ! تستحقين شابا مثله !!

خديعة بنكهة الحبWhere stories live. Discover now