Part 19

1.2K 73 58
                                    

كان ينهال عليه ضربا ، يلكمه هنا و هناك و هو لا يبدي أي مقاومة و لا يحاول الرد عليه حتى ، إلى أن خارت قواه فسقط أرضا وكانغ إن مازال يضربه .. كان يلكمه بحرقة وكأنه يصب جام غضبه عليه ، دخل حياتهم وأغرى أخته بالمال ثم كذب عليها وخدعها بقصة ملفقة لا أساس لها من الصحة ، و فعل معها كل جهده حتى أوقعها في غرامه وهي الآن حامل منه ! .. في قاموس كانغ إن لم يكن هناك وجود لكلمة غرام أو هيام أو عشق ، لم يعرف في حياته معنى لهذه الكلمات ، ذاك الفتى الذي بدأ شبابه ومراهقته بالعمل الجاد لتوفير قوت العيش لأخته الصغيرة ووالدته المريضة من بعد رحيل والده عن هذه الدنيا ، لم يكن عنده الوقت الكافي ليهتم لهذه المشاعر و أمور القلب تلك !
كان يشعر بالنقمة على دونغهي الذي قلب حياة أخته الوحيدة رأسا على عقب ، في كل لكمة كان يوجهها له كان يطفئ بها شعلة من النار التي تأكل بصدره مما حصل ..
في هذه الأثناء كان كل من انهيوك و كيوهيون يحاولان فض الشجار بينهما دون جدوى أمام جسد كانغ إن الضخم صلب البنية ! .. إلى أن استطاعا أخيرا إبعادهما عن بعضهما بينما امتلأ وجه دونغهي بالكدمات على وجنته النازفة ، شفته السفلى و قريبا من عينه الأخرى ..
صاح كيوهيون بكانغ إن وهو يسحبه من ذراعه بأقصى مايستطيع من قوة : توقف أرجوك ستقتله !! هذا يكفي !!
كانغ إن وهو يحول التفلت منه : دعني عليه أنا لم أشفي غليلي منه بعد !
كيوهيون : أرجوك توقف لن يستحمل أكثر من هذا !!
كانغ إن : فليذهب إلى الجحيم !!!
كيوهيون : انهيوك خذه من هنا ، الآن !!!
انهيوك الذي كان يحاول إفلات دونغهي من قبضته حيث نجح في ذلك أخيرا : حسنا .. هيا أنهض ، دعنا نغادر من هنا !

اسنده عليه بتثاقل وسحبه نحو سيارته لينطلق به بعيدا نحو القصر ، بينما التفت كانغ إن ليصرخ بكيوهيون : لماذا جعلته يذهب هكذا أنا لم انته منه بعد !!!
كيوهيون : دعه و شأنه ، نال عقابه بما فيه الكفاية ..
كانغ إن : أنا من يقرر هذا هنا بعد كل تلك المصائب التي حدثت دون علمي !!
كيوهيون : الأهم منه الآن هو أختك يورا ! ألا تريد رؤيتها والاطمئنان عليها ؟
زفر أنفاسه بغضب ، صمت قليلا و هدأ من ثورته و هو يضبط تنفسه الذي يغلي في صدره .. بعد لحظات قال له : أين هي ؟ خذني إليها!

بينما كانت يورا جالسة على الأريكة تضم قدميها نحو صدرها وتبكي بحرقة بينما تستند بجسدها على صدر آريا التي كانت تضمها إليها لتخفف عنها قليلا ..
يورا من بين عبراتها : أحبه .. أحبه آريا ! .. نقطة ضعفي أنني أحبه ، كنت على وشك أن أرمي بكرامتي بعيدا وارتمي في أحضانه و أنا أسمعه يناديني و يبكي ..
آريا وهي تربت على كتفها : اهدأي أرجوك ! إنها فقط زوبعة آنية وكل شيء سيكون على ما يرام لا تقلقي .. كل شيء سيتحسن ، اهدأي فقط لا يصح أن تفعلي بنفسك هذا .. أنت حامل والتوتر لا ينفع لك أبدا !!

سمعتا فجأة صوت الجرس يرن ، لتبتعد آريا على مهل عنها و تنهض لتفتح الباب .. كان أول ما وقعت عينها عليه و هي تفتح الباب ببطئ هو وجه محبوبها ، مما أسرى برعشة نحو قلبها لتتسارع نبضاته و يولد الأمل الذي كانت تتحدث به منذ لحظات مع يورا في فؤادها من جديد .. إلا انها عندما وسعت شق الباب و ظهر لها كانغ إن معه ، علمت حينها ما هدف هذه الزيارة ..
كيوهيون : كانغ إن يريد الاطمئنان على يورا ..
آريا : تفضلا إنها في غرفة الجلوس ..
دخل كانغ إن أولا ثم تبعه كيوهيون الذي صادف مسيره داخلا تلامس ظهر كفه بظهر كف آريا الواقفة بجانب الباب ، ليتوقف حينها و يبتلع لعابه في محاولة لضبط اضطرابه أمامها .. ثانيتان فقط ثم عاود المسير معه نحو الداخل .. طأطأت رأسها بحزن ولحقت بهما مغلقة الباب ..
رفعت يورا رأسها لترى شقيقها يتقدم نحوها ، و ماكان منها إلا أن قفزت نحوه و احتضنته وهي تجهش بالبكاء من جديد ، لف يديه مبادلا عناقها .. ثوان طويلة مرت لتبتعد عنه فيمسح دموعها ويكلمها بشيء من الجفاء : كيف تشعرين الآن ؟
يورا : لست بخير تماما ..
كانغ إن : مم أنت متعبة ؟
يورا : من كل شيء ..
تنهد كانغ إن ثم تابع : هل أنت سعيدة الآن باللذي حصل معك !
يورا : أخي !! لم تقول هذا ؟
كانغ إن : ماذا !! هل سنكذب على أنفسنا الآن ؟!!! ، أليس كل ما حصل و سيحصل هو أولا و أخيرا بسببك أنت؟ !!!
يورا بذهول : أنا !
كانغ إن وقد بدأ صوته يعلو : نعم بسببك أنت !! لو لم تكوني ساذجة و حمقاء لما استطاع ذلك المحتال أن يغريك بحفنة من المال منذ البداية !! و لما كنت دخلت في هذه المعمعة أصلا !!!
يورا : لاتكن قاسيا علي يا أخي ..
كانغ إن بصراخ : علي هذا !! طوال السنوات الفائتة و أنت كنت مدللتي في حياتي كلها لم أرفع صوتي عليك أو حتى يدي !! .. إلا في ذلك اليوم .. وقد كنت على حق حينها ... ومن الآن فصاعدا ، لن يحدث شيء إلا بعلمي ! و عندما تخطئين سأوجهك على طريقتي ، سأقوم عوج الأمور التي حصلت ولن أسمح بتكرار مثل هذا الأمر ثانية أبدا ، هل فهمتي !!!
هزت رأسها وهي تبكي بصمت وتكبت صوتها بصدرها أمام ثورة شقيقها الغاضب ، ليبتعد عنها ويتجه نحو الباب مغادرا ولكن قبلها توقف ووجه كلامه إلى آريا : من فضلك لا تدعي ذلك المخادع يدخل إلى هنا ! و لاتدعيها تخرج إلى أي مكان إلا بعلمي .... و إلا سيكون لي تصرف آخر !!
أومأت آريا برأسها موافقة وعيناها ممتلأتان بدموع تأبى الخروج ، ليخرج كانغ إن من المنزل ويتبعه كيوهيون الذي لم يتفوه بأي كلمة سوى أنه رمق يد آريا اليمنى ليرى الخاتم الماسي ويبتسم يسره قبل خروجه أيضا ...

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن