Part 15

1.3K 78 79
                                    

تقف أمام النافذة الكبيرة معطية ظهرها لباب الغرفة الذي فتح ودخل منه دونغهي ، وجدها على وضعها هذا فظن أنها ملت انتظاره .. أغلق الباب خلفه ثم تقدم ناحيتها و عانقها من ظهرها قائلا : آسف حبيبتي تأخرت عليك .. انهيوك غادر منذ قليل ، سأعوضك صدقيني ..
نظرت له بطرف عينها ثم أبعدت ذراعاه عنها و ابتعدت خطوة أخرى ، أحس بالذنب تجاهها فتقدم منها وأراد أن يعانقها من جديد ، إلا أنها التفتت عليه بعيون تشتعل غضبا و تمتلئ دموعا : حبيبتي !! .. لما كل هذا ؟!!! ... أنا آسف سام.....
ابتعدت عنه بسرعة واتجهت نحو الخزانة لتخرج منها حقيبة سفر كبيرة وتبدأ بإخراج ملابسها و إلقائها فيها بعشوائية و بصمت ..
صدم بردة فعلها ، امسكها من ذراعها و شدها نحوه :  يورا !!! ، ما كل هذا ؟! ... هل ضايقتك أمي بشيء ؟
نظرت له بصمت مجددا ، صمتها يكاد يمزقه .. ليعلو صوته أمامها : أخبريني ما بك ؟ ، لم أنت صامتة هكذا ؟ ، ما الأمر ؟
تحولت نظراتها للبرود وابتسمت ابتسامة ساخرة و الدموع محتجزة في مقلتيها : أتعلم .. أمك بالذات ، هي الوحيدة البريئة في هذا المنزل .. هي و جدي .. هما الاثنان لا يعلمان شيئا حقا ... أمك لا تستحق مني أن أغضب منها أبدا !..
دونغهي : ماذا تقصدين ؟
حدقت به لثوان ثم حولت نظرها إلى الحقيبة وقالت : لا فائدة من أخذ هذه الملابس .. فهي لا تخصني أساسا ... إنها ملابس ليندا وليست ملابسي أنا ...... أم أنه. ...... (عاودت النظر إليه بنظرات ساخرة) ... لا يوجد ليندا أصلا !! ........... احم ، لنعد بالشريط إلى الوراء ......" لقد أحببت ليندا في الماضي ، أحببتها وتزوجتها فعلا .. ولكنها أبدا لم تستطع تحريك مشاعري بالطريقة التي حركتها أنت .. رغم الشبه الكبير بينكما إلا أن تأثيرك على قلبي ومشاعري كان أكبر مما فعلت ليندا سابقا !!" ....... كنت طوال هذا الوقت تكذب علي ، كم كذبة كذبت علي بحق الله دونغهي !!!!!!!
شحبت تعابيره وهو ينظر إليها و اعتصر قلبه ذعرا وقال : هل ..... استمعت لمحادثتي مع انهيوك ؟
قالت له بذات النبرة : متى كنت تنوي إخباري سيد دونغهي ..... أم تحب أن أناديك دوني المجتهد !!
ابتلع بصعوبه ولم يتوقع أن يوضع بهذا الموقف بهذه السرعة : اسمعيني أولا ، دعيني أوضح لك الأمر ..
يورا : لماذا ؟! ، حتى أمنحك فرصة أخرى في الكذب علي مجددا !!
دونغهي : لا تفعلي هذا يورا ... تعلمين كم أحبك ..
يورا : في الواقع أنا لم أعد أعلم شيئا ، ولن أصدقك في أي شيء تقوله مجددا ..
ابتعدت عنه و وقفت في منتصف الغرفة تمسك برأسها وبدأت تصيح به : لماذا كذبت علي !!! .. كيف استطعت أن تكون بهذا الدهاء لتلفيق أمر كهذا !! ..... زوجتك المتوفاة !!... هههه حقا إنه أمر مضحك ، كذبة خطيرة فعلا .... ولكن ........ ماذا عن الصورة ؟! .... الصورة التي أرتني إياها آريا ، الفتاة فيها كانت نسخة عني !! ...
أشاح ببصره بعيدا بنظرات نادمة ، فصاحت به مجددا : أجبني !!!
أجابها بهدوء : الصورة كانت ملفقة أيضا .. لا شيء صعب في عالم الحاسوب والتكنولوجيا. .
ضحكت بانكسار : ههه صحيح ... عذرا لغبائي وسذاجتي !! .......... آريا كانت متفقة معك على هذا أيضا ؟!
دونغهي : آريا كانت تفعل ما أطلبه منها ..
يورا : ههه ....... مثلتم المسرحية بشكل متقن تماما علي !! ... من الجيد أن انهيوك كان ضميره صاحيا كل هذه المدة !
تنهد دونغهي واقترب منها بعيون دامعة أيضا قائلا : يورا .. أعلم أنني مخطئ ، لن أنكر هذا ... ولكنني أحبك ، أقسم أنني أحبك ، وإلا لما فعلت هذا !
انتفضت وقالت بعصبية : اخرس !! ، لا تقلها مجددا !! ... الحب بريء منك اصلا !!
صاح بها دونغهي أيضا : كفاك أرجوك !!! ... لاتنكري أيضا أنك قبلت الدخول إلى هنا بكذبة !!
يورا : هذا لأنك إنسان ماكر !! ، استغليت فقري لإقناعي بهذا مقابل النقود !!! ............ تبا للنقود التي جعلتني عاهرتك !! ... كان أخي محقا بنعتي هكذا عندما علم بالأمر ..
دونغهي : لست عاهرة !! ، إياكي أن تقوليها مجددا ... أنت زوجتي ..
يورا : ههه كذبت الكذبة وستصدقها الآن !!
دونغهي بغضب : أنا لم أكذب عليك بحبي .. لم أكذب بمشاعري ... لم ألمس شعرة من رأسك إلا وأنت زوجتي بالفعل !!
يورا باستهزاء : اوه أجل ... اجعلني أصدق هذا !
ابتلع مجددا وتكلم بجدية : هل تذكرين العقد ؟
يورا : أي عقد لعين تقصد !!
دونغهي : العقد الذي جعلتك آريا توقعين عليه من أجل المال ..
يورا : ما به هذا العقد أيضا ؟
دونغهي : اتذكرين الورقة السميكة التي وقعت عليها ؟
يورا بانفعال : أكمل فقط بدون حرق أعصابي أكثر من هذا !!
دونغهي : تلك الورقة .... كانت عبارة عن ورقتين مزدوجتين الأولى شافة لما تحتها ، أي كل ما يكتب على العليا يشف وينسخ على السفلى ............ الورقة السفلى كانت ..... عقد زواجنا ... الذي كنت قد وقعت عليه مسبقا ، وبتوقيعك عليه ...... أصبحتي زوجتي رسميا ... قبل دخولك إلى هذا المنزل حتى !
حينها أحست بأن الغرفة تدور بها ، عادت إلى الوراء مستندة على الطاولة الصغيرة خلفها وقالت بعدم تصديق بعيون متسعة : أنت ماذا !!! ..... عقلك وتفكيرك هذا ماذا ؟!!! .... كتلة من الخبث والدهاء !!! ...... كيف استطعت أن تلعب بي هكذا ... كيف ؟!!!!!
استغل شرودها واقبل عليها بقلب يتمزق لرؤيتها هكذا ، امسكها من ذراعيها وكلمها بحب وعاطفة : سامحيني أرجوك ، كدت أموت و أفقد عقلي لو لم تكوني لي .. لو لم تحسي بحبي ... لا تعلمين ما عانيته لسنوات طويلة في حبك ... أردتك لي ، بأي طريقة أردتك لي !!! ... أهواك بجنون ولم أعد أقدر على بعدك عني ...
نفضت يديه عنها وصرخت : غايتك لا تبرر خديعتك !!!! الحب ليس هكذا !!! (دفعته على صدره و اردفت بشرود) .. ابتعد عني. .. ابتعد عني !! .. كاذب .. مخادع ...... أنا .. انا لن أبقى في هذا المنزل لحظة واحدة أخرى !
أرادت فتح الباب والخروج إلا انه امسكها من ذراعها و أوقفها قائلا : لن تخرجي من هنا أبدا .. أنت زوجتي ولن أسمح لك بالمغادرة. .
نفضت ذراعها من يده وقالت بصراخ : بل سأخرج !! ... أنا لست زوجتك ، أنا أكرهك ولا أريد رؤيتك مرة أخرى في حياتي !!!!
جملتها الأخيرة كانت كالزلزال الذي ضرب كيانه ، ليقف مشدوها بها تغادر وكلمتها يتردد صداها في عقله تتمزق قلبه لوقعها عليه  "أكرهك .. أكرهك .. أكرهك. ..."

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن