نزلت الدرج بعصبية وعيون باكية لترى الجد والسيدة هيانسوك يقفان في نهايته يحدقان بها باستغراب بعد أن وصلهما صوت مشاجرتهما العالي ... الجد : ليندا ... مابك يا ابنتي؟  .. لماذا تبكين ؟!!
أجابته من بين عبراتها بعد صمت دام لحظات : لست ليندا يا جدي .. اسمي يورا ..
دارت برأسها لتلتقي عيناها المبللة بالدموع بعيني والدته المستغربة لما يحصل .. طأطأت رأسها بانكسار ثم تابعت سيرها راكضة عندما سمعت صوت دونغهي يناديها من أعلى الدرج بصوت ملهوف نادم : لا تذهبي يورا !! ، انتظري دعيني أشرح لك كل شيء ..
ولكنها كانت بالفعل قد أطلقت العنان لقدميها تسابق الريح ، تهرب من الخديعة التي وقعت بها وشهقاتها تعلو أكثر وأكثر كلما تذكرت شيئا من تفاصيل أيامها معه ...
ما إن وصل أسفل الدرج وأراد الخروج و اللحاق بها حتى اوقفته والدته من ذراعه قائلة : لن تذهب من هنا قبل أن تفهمني الذي يحصل الآن !
أجابها بعدم وعي : دعيني يا أمي ليس الآن ، علي اللحاق بها !
صاحت به غاضبة : بل الآن دونغهي !!!

في ليلة هذا اليوم المشئوم ، دوا صوت صفعة مجلجلة وجهتها السيدة هيانسوك لدونغهي حيث استدار وجهه للجهة المقابلة تماما .. كانت تناظره بأعين تستعر غضبا وصدرها يعلو ويهبط يغيظ لتصرخ به : ولد عاق !!! .. هل ربيتك هكذا ؟!!! ... كم كذبة اختلفت كل هذا الوقت ها !!!
وضع يده على خده المحمر بعينيه المتسعتين الدامعتين حيث لم يجد مايجيب به ... ليتقدم نحوه جده بخطاه الوقورة المصدومة ويقول : كيف خطر لك ؟! ، كيف خطر لك أن تكذب هكذا ؟!! ... قلت لنا أنك أحببتها سرا و تزوجتها سرا وأنك تضعنا تحت الأمر الواقع !! ، وبأنها خارج البلاد حاليا و ستأتي لتعيش معنا بعد أن كشفت زواجك منها ، وبأنها تدعى 'ليندا' !!!! ..... بينما كنت أنت في الواقع قد كذبت على تلك المسكينة أيضا بكذبة كبيرة أخرى أكبر مما فعلت أمامنا !!!! ......... من أنت ؟!! .... قل لي بحق خالق الجحيم من أنت !!!! ... هل أنت حفيدي وحيدي الذي عرفته وربيته بعد موت ولدي !!! ........ لا ...... أقسم أنني لم أربك هكذا !!

كان يستمع إلى كل هذا التجريح وهو مطأطأ الرأس بصمت ، ليخرج عن صمته أخيرا ويقول : أعلم أنني أخطأت ، ولكن كانت لي أسبابي .. إن لم تسامحونني فهذا من حقكم .. ولكنني ... سأذهب الآن و استرجعها .. لا توقفوني من فضلكم !

التفت مغادرا إياهم ، لتهم والدته بمنعه وهي تقول : إلى أين تظن نفسك ذاهبا بهذه السهولة ؟!!
اوقفها الجد قائلا : دعيه ....دعيه يذهب ويتحمل نتيجة أخطائه .. هي لن تعود له بهذه البساطة!

غادر القصر وركب سيارته يقودها بسرعة البرق يريد اللحاق بها ليكتشف أنه أضاعها في شتات الطرقات ... لم يترك شارعا لم يبحث فيه عنها ظل يجوب الأماكن باحثا هنا وهناك إلى أن اهتدى للذهاب إلى منزلها ..
وصل إلى البناء و ترجل من سيارته بسرعة ليصل نحو الشقة .. طرق الباب مرة .. مرتين .. وثلاثة ولم تجب ، تذكر أنه يحمل نسخة من مفتاح منزلها قد سبق نسخها منها بدون علمها .. فتح الباب بالمفتاح ليدخل بهدوء ويجد المنزل خاويا ، ناداها كثيرا ولم تجب .. جال باحثا في الغرف ولم يجد لها أثرا .. دخل غرفة النوم ليجد الخزانة مفتوحة وقد خلت من ملابسها والادراج كذلك ، حتى وجد صندوقا خشبيا مرميا جانبا كان خاليا أيضا لم يعرف ما أخذت منه بالضبط ... كل الذي استطاع استيعابه أنها غادرت ولم ترد له معرفة مكانها ..
ابتلع لعابه بألم وعصبية ، جال بالمكان جيئة و ذهابا وهو يكاد يجن أين يمكن أن تكون ... بعدها خطر بباله شخص واحد ..... كيوهيون !!
لم يفكر مرتين بل اتجه مسرعا نحو شقته التي كان يسكنها .. ضرب الباب كثيرا و بعنف دون جدوى وهو يصيح "كيوهيون !!.. افتح الباب !! .... اعلم أنك بالداخل ويورا عندك .. افتح أريد رؤيتها ...... كيوهيون !!"
في النهاية فتح باب الشقة المقابلة ليطل له رجل يكلمه بعصبية : على من تطرق الباب يا رجل في هذا الليل المتأخر ؟!! تكاد تكسره !!
التفت له دونغهي وحاول تهدئة نفسه وقال : أريد مقابلة كيوهيون ، الشاب الذي يسكن هنا ..
الرجل : ذاك الشاب لم يعد يعيش هنا بعد الآن ..
دونغهي : ماذا ؟
الرجل : كما سمعت ، لقد غادر الشقة منذ حوالي الشهر ولم نعلم منه إلى أين ..
دونغهي بذهول : حقا !
الرجل : وهل تراني أمزح معك !! .. كل هذا الضجيج من أجل لا شيء ... ارحل من فضلك وتوقف عن الإزعاج !
صفق الرجل الباب وراءه بغضب داخلا شقته ، ليستدير بعدها دونغهي نحو سيارته بخطى منكسرة ويجلس وراء مقوده بعينان دامعتان .. أسند رأسه على المقود وقال بألم : سامحيني ! ... أين سأجدك الآن!

خديعة بنكهة الحبWhere stories live. Discover now