**القطرة الثالثة والسبعون** p73

1.1K 100 96
                                    

وصلت آن للمكتبة لتفقُد أحوال البناء هُناك, وكانت تتوعد لدانييل إذ أنهُ لم يُهاتفها حتىَ يخبرها عن ميعاد تسليم المبنىَ الجديد .

خرجت من سيارتها التي صفتها قريباً من الأرض التي يعمل بها العمال الأن, وجدت دانييل يقف مع واحداً منهم ويُشير لهُ علىَ عدة أشياء .

تقدمت منهما ليستأذن العامل من دانييل ويذهب, عقدت يداها علىَ صدرها وقالت بحدة

-أنا أتيتُ اليوم لقتلك, هل تتهرب مني حتىَ لا تقول لي علىَ ميعاد التسليم ؟!

قابل دانييل حدتها بإبتسامة واسعة, وقال بنبرة قمة في السعادة

-أنا حقاً أسف, ولكني كنت مشغول جداً مع إيميلي بالأمس, فعندما عادت من العمل كانت مُتعبة قليلاً, وعندما أحضرنا الطبيب قال لنا أسعد خبر علىَ وجه الأرض

تناست آن غضبها منهُ سريعاً, ثم إبتسمت بشدة وقد فهمت الىَ ماذا يرمي

-لا تقُل

أومأ دانييل ليؤكد شكوكها, وقال بنبرة أسعد من التي قبلها

-سأكون أباً لأحدهم بعد ثمانية أشهر

-ياإلهي دانييل, أنا سعيدة من أجلكما, مبارك لكما, هل أستطيع أن أتي لزيارة إيميلي

-شكراً لكِ آن, وبالطبع تستطيعين

-ولماذا أنت هُنا, هيا عد لزوجتك أيها الأحمق

كان دانييل علىَ وشك الإعتراض, ولكن قاطع ذلك بدأ نزول بعض قطرات المطر من السماء, ثم لحظة بلحظة بدأت تشتد, فقالت آن بصوت عالً حتىَ يسمعها

-هيا, عُد للمنزل, وأيضاً إجعل العمال يعودون لمنازلهم

أومأ دانييل علىَ الفور, ثم أسرع لتنفيذ ما قالت, بعد ذلك عادت آن للمنزل وقد بدأ المطر يشتد أكثر وأكثر, وما إن دخلت الىَ غرفة المعيشة حتىَ هاتفت چيك, وأخبرتهُ أن يعود للمنزل هو والأطفال, وأن يقود بحذر لأن السماء لن تتوقف الأن, ولا في أي وقت قريب .

كذلك هاتفت جميع الرفاق لتُخبرهم نفس الأمر, وهيَ أن ينتبهوا لأنفُسهُم وأن يقودوا بحذر, وهاتفت روز لتُخبرها الأمر ذاته, ولكنها وجدتها بالفعل في المنزل .

بعد أن إطمأنت علىَ الجميع, إتجهت للسلم حتىَ تصعد لغرفتها, ولكنها وقفت فجأة وإبتسمت بشدة, وعادت مجدداً للأسفل, ولكن هذه المرة للخارج, في حديقة المنزل .

توقفت تحت المطر الذي يهطل بشدة, كأنهُ يشتاق الىَ أن يغسل هموم البشر بماءه, فعلت كما تفعل دائماً, حيث أنها قد فردت ذراعيها, وأخذت تدور وتدور, وهيَ مُغمضة العينين, ورافعة الرأس .

وبعد وقت طويل من الرقص والإستمتاع تحت المطر, أخيراً دخلت للمنزل, وصعدت للأعلىَ وأخذت حمام دافئ وجلست في غرفة المعيشة لتنتظر چيك والأطفال .

مطر لكن بدفئ 2Where stories live. Discover now