** القطرة التاسعة والأربعون ** p49

2.1K 140 231
                                    

بعد أن ذهب چيك بـ آن للقصر وطلب لها الطبيب قال لهُ أنها تعرضت لصدمة كبيرة, ويجب أن ترتاح قليلاً وأن يُحاول أن لا تتعرض لصدمات أخرىَ في أي وقت قريب, ولم يُعطها أي أدوية ولا مُهدئات لأنهُ قال أنها لا تحتاج لأياً منهُم هى فقط تحتاج الراحة .

كان چيك يشعر طوال هذه المدة القصيرة أنهُ السبب في ذلك لأن هو من وظف هذه النادين, ولكنهُ لم يكن يعلم بنواياها السيئة وإعتقد أن آن كانت تغار فقط, حاولت روز التخفيف عنهُ قليلاً وأخبرتهُ أن آن أُصيبت بصدمة لأنها كانت تعتقد أن جميع البشر طيبوا القلب مثلها, ولم تكن تعتقد أن هُناك أشرار أو أحجار على هيئة بشر لا يشعرون ولا يهتمون إلا بمصلحتهم الشخصية, والمال فقط .

روز مُحقة لأن آن كانت تعيش في عالمها المثالي الخاص, فكل من كان حولها في الميتم وفي العالم التي كانت تعيش به لم يكن بينهم شخص سيئ, لم ترىَ هى شخص سيئ من قبل, لأنها لم تخرج للعالم الخارجي بعد, كانت كل حياتها كما قالت إيمي من قبل, چيك, والميتم, وأصدقائها فقط.

لذا هى صُدمت في حقيقة البشر, وصُدِمت أن من الممكن أن يكون هُناك أشخاص مثل كريس, يستطيعون أن يخونوا ثقة من يحبون أو حتى ثقة أي أحد مُقابل المال والمنصب وأمور الدنيا هذه, لم تكن تعرف كذلك أن هُناك أشخاص مثل نادين, من الممكن أن يبيعوا أن شِئ مُقابل المال, ومن الممكن أن يباع أغلى شِئ لدىَ الفتاة حتى, ولكن الاهم ان تحصل على المال .

لذا هى صُدمت في عدة أشياء وكذلك فكرت أنهُ ماذا إن كان چيك شخص سيئ وقبل بنادين وبحبها الزائف؟, ماذا كانت ستفعل هى بدونهُ, وهو أصبح روحها التي تجعلها حية تُرزق, ولكن لننظر من الجانب الإيجابي, فچيك ليس سيئ وليس مثل أي أحد, فهو يحبها حقاً ومخلص لها لأخر العمر, ولكنها خائفة, خائفة كثيراً من أن تغُرهُما هذه الدنيا الجديدة ويُصبحا مثل بقية الأثرياء, تمثال من حجر يتحرك هُنا وهُناك فقط , ورغم أن هُناك أثرياء جيدون مثل روز مثلاً, إلا أن السيئون أكثر .

..

فتحت آن عيناها بعد ساعات لتجد نفسها في القصر , في غرفتها, وما إن رأها چيك الجالس بجانبها تفتح عيناها حتى قال بقلق

-آن, حبيبتي, هل أنتِ بخير ؟

عقدت آن حاجباها في مُحاولة لتذكر ما حدث منذ ساعات قليلة, وما إن فعلت ذلك حتى نزلت دموعها في صمت, ليجلس چيك بجانبها ثم يقول بحزن شديد يُخيم على ملامحهُ

-أنا أسف حبيبتي, أنا السبب في تجرأ هذه اللعينة عليكِ, كان يجب أن أستمع لكِ منذ البداية, لكِ كل الحق في الغضب مني

ثم مسح دموعها التي لا تتوقف, إعتدلت آن جالسة ثم إحتضنتهُ بشدة ليُبادلها هو ذلك, فقال وهو يشعر بألم كبير لما حدث لها

-أرجوكِ آن, لا تبكي حبيبتي, أنا أسف, أنا أسف

أخذ يُتمتم بها وقد دمعت عيناه ولكنهُ حبس دموعهُ سريعاً, لا يجب أن يكون ضعيف أمامها, ليس وهى ضعيفة هكذا, يجب أن يكون أحدهُما قوي من أجل الأخر, إبتعدت آن عنهُ قليلاً لتنظر لهُ ثم قالت بإبتسامة صغيرة

مطر لكن بدفئ 2Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum