** القطرة الثامنة والخمسون ** p58

1.6K 145 202
                                    

خرجت آن من مبنى الشركة بعد إنتهاء الإجتماع, بعد أن أخبرت چيك أنها ستذهب لترى ماري لما لم تأتي اليوم, أوصلها السائق الى شقتها ثم نزلت وصعدت للأعلى, أخذت تطرق على الباب وتدق الجرس ولكن لم يفتح أو يرد عليها أحد, لذا عقدت حاجباها وأخذت تطرق بصوت أعلى , فُتِح الباب الذي خلفها وظهرت منهُ سيدة تقول

-هل تبحثين عن السيدة ماري التي كانت تسكن هُنا ؟

قالت آن بإستغراب

-كانت ؟, نعم, أين هى ؟

ردت عليها السيدة بملامح آسى وقالت

-ألم تعلمي ما حدث لها؟, لقد توفت في البارحة, ليلاً, ونقلتها الإسعاف الى المشفى وتم دفنها اليوم ظهراً

وقع الخبر على آن كالصاعقة, وكأنها لم تُصدق ما قالتهُ السيدة للتو, ولكنها خرجت من صدمتها سريعاً عندما تذكرت أهم شِئ, فقالت

-أين آن, إبنتها ؟

تنهدت السيدة بشفقة ثم قالت

-لقد أخذتها الشرطة وأعتقد أنهم سيأخذونها للأحوال الإجتماعية , لا أعرف أين بالضبط

لم ترد عليها آن وإنما ركضت للأسفل سريعاً, ولم تُبالي بإستغراب السيدة من رد فعلها, إنطلق السائق عائداً للشركة وآن فقط كانت كل ما تُفكر به, هى آن الصغيرة وما حالها الأن, بعد أن وصلت للشركة صعدت سريعاً وتوجهت لمكتب چيك, وكانت ستدخل لولا ان أوقفتها ساندرا وقالت

-سيدة أندرسون, هذه الرسالة أتت للتو, من ماري

نظرت آن للظرف الأبيض الذي بيد ساندرا بذهول كأنها لا تدري ما يحدث حولها بعد الأن, ثم أمسكتهُ منها وهرولت لمكتب چيك, دفعت الباب ثم بدأت دموعها في النزول بغزارة, وقف چيك وإد وماتي الجالسان معهُ وما إن رأوا آن حتى تقدموا لها سريعاً وقال چيك

-آن, ماذا حدث ؟

أخذت آن تُحاول تجميع الكلمات التي تًريد قولها ولكنها لم تستطع إلا قولها مُتقطعة

-ماري, آن

لم يفهم منها أحد أي شِئ, لذا قال چيك

-آن, إهدأي وقولي لي ماذا حدث

أخذت تنتفض في يدا چيك من البُكاء وقالت

-ماري ماتت چيك ماتت, وآن, أنا أريد آن

توسعت عينا چيك ثم قال بصدمة

-ماذا تقولين آن, كيف ماتت ؟

مسحت آن دموعها بعنف في مُحاولة منها للسيطرة على أعصابها المُنهارة وقالت بحدة

-هذا ليس وقت الأسئلة, الشرطة أخذت آن وأنا أريد أن أعرف اين هى أنا لن أتركها تمر بما مررنا به چيك, لن أفعل

حاول چيك تهدأتها ثم قال

-حسناً, إهدأي, سأبحث عنها

كان كلاُ من إد و ماتي واقفان  ولم يفهما شيئاً من الذي يحدث, ولكن تقدمت ماتي من آن وإحتضنتها فهى منهارة بشدة الأن, إقترب إد من چيك وقال

مطر لكن بدفئ 2Where stories live. Discover now