أشرق صباح جديد هادئ ، ذلك الهدوء الذي يأتي بعد العاصفة ، العاصفة المتنوعة المشاعر التي ضربت قلوب الجميع في اليوم السابق ... ولكن ، من يعلم .. قد يحمل هذا اليوم في طياته عاصفة أخرى ، وقد تكون مهولة أكثر من سابقتها ..

كان غارقا في نومه بطريقة مزعجة .. لم يعتد على النوم في حياته في سرير غير سريره ، و مما زاد انزعاجه .. أشعة الشمس التي داعبت جفونه وطردت النعاس من عينيه ليعقد حاجبيه متضايقا ويقول بنبرة ناعسة وهو مازال مغمض العينين : يورا ! ، حبيبتي هلا أغلقت الستائر !! ، دعيني أنام بضع دقائق فقط !
لم يجد استجابة وبقي الإزعاج على حاله ، ليفتح عينيه بعدها ويستوعب بعد لحظات من التأمل في المحيط بأنه أساسا ليس في المنزل ... فقد بات الليلة الفائتة في منزل انهيوك حيث لم يرغب في تركه وحيدا بعد المشاجرة التي حصلت خوفا من جنونه الغير المعتاد في أن يتصرف أي تصرف قد يندم عليه لاحقا !
تثاءب وسع فمه بتعب ، ثم نهض متكاسلا ليكمل فتح الستائر عن آخرها .. غسل وجهه ونظف أسنانه ثم اتجه صوب المطبخ لإعداد القهوة له و لانهيوك ...
لتيفاجأ فور دخوله به ، حيث كان جالسا على الطاولة يشرب فنجانه بشرود ، وما إن رآه قادما حتى قال له : صباح الخير .. أعددت القهوة وانتظرت استيقاظك ..
حدق به للحظات ثم قال مستغربا : متى استيقظت أصلا ؟! .. و أنا الذي كنت أظنك نائما حتى الآن !! .. ثم إن الوقت مازال باكرا ..
أجابه انهيوك وهو يتناول رشفة من فنجانه : أنا لم انم أصلا !!
لوى دونغهي شفته بقلة حيلة ثم توجه نحوه وسحب الكرسي ليجلس قبالته قريبا منه ، أمسك ذقنه ثم أدار وجهه ناحيته متفحصا إياه قائلا : مازال وجهك متورما قليلا .. لم أكن أعلم أن قبضة كيوهيون قوية هكذا !
أبعد يده عن وجهه وقال : إنها لا تؤلمني ..
تنهد دونغهي وقال : إذا لماذا لم تنم هذه الليلة ؟
صمت قليلا ثم أجاب : أفكر فيها ..
حدق به دونغهي لبرهة ثم ارخى جسده على الكرسي وسأله : هل أنت مغرم بها ؟
التفت إليه متفاجا : ماذا ؟!
دونغهي : سمعتني جيدا ... هل تحبها انهيوك ؟!
عاود انهيوك التحديق بفنجانه ثم قال : لست أدري ! .. أفكر بها كثيرا .. أحب أن أراها كل يوم ، كل ساعة و طوال اليوم .. قلبي يخفق بشدة عندما تكون قريبة مني .. تتوه تصرفاتي ولا أعود اتحكم بها أمامها .. عندما نامت في منزلي واستيقظت لأجدها غافية على كتفي واحسست بقرب انفاسها مني .. شعرت وكانني ملكت الكون ، واردت بشدة ضمها إلي وامتلاكها لي وحدي ...... لا ادري إن كان هذا يدعى ...
قاطعه دونغهي : إنه الحب بعينه يا صديقي ..
اندمجت نظراتهما معا وكأن أحدهما يفهم الآخر أمرا ، و الثاني يحاول جاهدا استيعابه ...

غرام مبهم وحيرة .. كانا المسيطران في منزل انهيوك ، بعكس تماما ما كان يسود الجو العام من تنهدات نادمة و قلوب تطلب السماح وقلوب نالت حريتها أخيرا في منزل عائلة تشو ...
كانت كاتيا ووالداها يتناولون طعام الإفطار بسكينة قاتلة ، فالذي حدث في اليوم السابق لم يكن كما المتوقع أبدا !!
قال الوالد بعد أن ابتلع لقمته ووضع الشوكة جانبا حيث كان هناك كلام يخنق غصته يريد البوح به : لقد تحدثت البارحة مساء مع والد جينوو ..... لم يكن حديثنا وديا طبعا بعد الذي حدث ..
توجهت إليه أنظار كاتيا ووالدتها ليردف قائلا : عاتبته وبشدة على تصرفات ولده الغير اللائقة معنا .... معك أنتي خاصة (نظر لكاتيا موجها كلامه لها ثم تابع) .. كان موقفه لايحسد عليه ، لم يعلم هل يدافع عن ولده الذي أخطأ فعلا ، أم هل يعترف بخطأه بكل بساطه ! ..... على كل حال ..... انتهت المكالمة بيننا وقد خرجنا منها بنتيجة ....
التمعت عيناها بفضول لمعرفة قرار والدها ، عندها أكمل : هذه الخطوبة قد ألغيت تماما !!
ابتهجت أسارير كاتيا فرحا ولم تقدر على إخفاء ابتسامتها الفرحة ، بينما امتعضت والدتها من هذا الكلام وقالت : ولكن .. ألم تستعجل بهذا القرار ! ... ما أدراك ، لربما يكون هناك سوء فهم فقط !
أجابها الوالد بغضب : مابك يا امرأة ! ، اي سوء فهم هذا الذي تتحدثين عنه ؟! ... أعذرك فقط لأنك لم تسمعي كلام جينوو في الشركة وهو يلوث شرف ابنتنا ... عداكي عن نواياه الخبيثة من هذا الارتباط !
انتفضت كاتيا من مجلسها وقالت لوالدتها بحدة : ما بالك يا أمي ، ألست ابنتك أيضا !! ، ألم تري العلامات الحمراء على شفتي سابقا !!! .. هل هان عليك ما فعله بي !
ردت عليها والدتها ببرود : وما أدراني إن كان هذا من فعله ام من فعل عشيقك السري !
تجمهرت الدماء في عروقها لتجيبها بانفعال : لمعلوماتك يا أمي ... أولا ، انا لا أملك عشيقا سريا ، ولو صدف وقابلت أحدهم وأحببته سأجلبه من ذراعه لتتعرفو عليه .. ثانيا ، هذا الذي تشكين بأنه عشيقي السري هو من قام بالدفاع عني وحمايتي من شر ذلك البغيض جينوو !! ...... ولو كنتي تقصدين تلك الليلة ، نعم اعترف أنني بت عند انهيوك بسبب تراكم العمل علينا ، كنا نعمل حتى وقت متأخر من الليل لذلك بت عنده ، وبإمكانك الاستفسار من أبي ومن السيدة هيانسوك عن العمل المنجز الذي قدمناه لهم !! .... (التفتت تنظر لوالدها مكلمة إياه) .. عن إذنك يا أبي سأسبقك إلى الشركة ...
التفتت مغادرة بعد أن فرغت كل ما يمتلئ به قلبها من كلام ، ليستوقفها كلام والدتها من جديد : ماذا عن كيوهيون .. لم لم يعد إلى المنزل ؟ ، أين بات الليلة الفائتة ؟!
أجابتها بدون أن تلتفت وابتسامة ساخرة توجت ثغرها كذبت من خلال كلماتها فيما تقوله : لست أدري !
غادرت بعدها ، لتنفض الوالدة المنديل الذي كان في حضنها بعصبية محدثة زوجها : هل يعجبك حال أولادك ! ، كل يسير على هواه !!
لم ينبت ببنس شفة بل فضل الصمت على جدال متعب آخر معها ....

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن