مطر لكن بدفئ 2

**القطرة التاسعة والستون** p69

نظرت آن لچيك بإبتسامة, وقالت

-ما رأيك چيك ؟

إلتفت رون لچيك بنفس الملامح البريئة, وزاد على ذلك تقويس شفتاه, فضحك چيك بخفة وقال

-هل تفعل ذلك الوجه لأوافق ؟

أومأ رون ثم قال

-نعم, لأن هذا الوجه يؤثر بك أنت وأمي كثيراً

أومأت آني و ڤايول موافقتان لهُ, فضحكت آن, فقال چيك

-حسناً أنا موافق, المهم أن لا يؤثر ذلك علىَ دراستك

..

جلست آن أمام چيك علىَ الأريكة, بعد أن قال لها أنهُ يحمل أخبار جيدة, وجهت إنتباهها لهُ فقال بإبتسامة

-لقد تمت عملية شراء المكتبة بالفعل, وسنذهب غداً لتوقيع العقود

إبتسمت آن بإبتساع ثم قالت في حماس

-رائع, ولكن لماذا لم توقع أنت العقود ؟

-أنتِ مالكة المكتبة, وأنتِ من يجب أن توقع العقود

أومأت آن, ثم بعد ذلك تلاشت إبتسامتها, وتحولت ملامح وجهها للحزن, فقال چيك وقد عقد حاجباه

-آن, ماذا هُناك؟, أنتِ كُنتِ سعيدة للتو

-أنا فقط سأفتقد المكتبة, وسأفتقد سيدة مادلين, إنها جزء من ماضيِ, بل هيَ جزء مني, وسيدة مادلين كانت دائماً تُشجعني علىَ القراءة والإطلاع, وكانت تُعطيني نصائح كثيرة, سأفتقد كل ذلك حقاً

ثم نزلت دموعها علىَ تلك الذكريات التي كانت من أجمل الذكريات الخاصة بها, إحتضن چيك يديها بين يديه, ثم قال

-هل تعلمين, أنا أيضاً سأفتقد هذه المكتبة, ففي النهاية, هيَ السبب في معرفتي أني واقعً بحبكِ, أي لها فضل كبير علي

أحاطها چيك بذراعيه, وضمها بهدوء, رغم أنها ستأخذ المكتبة, إلا أنها تشعر بالحزن لمجرد أن سيدة مادلين ليست موجودة بها, أو أن المكتبة سيحدث بها بعض التغيرات.

وسيدة مادلين حقاً كانت بالنسبة لآن كالأم, فهيَ حتىَ لم تنقطع عنها الىَ وقتنا هذا, كانت من وقت لأخر تذهب لزيارتها, لذا عليها أن تشعر بالحزن, لأن جزء كبير منها سيذهب ولن يعود .

أبعدها چيك لينظر لها, ثم قال

-هيا آن, كفىَ حبيبتي, ما رأيكِ أن لا نضع أي تغيرات بالمكتب, ستكون كل التغيرات والتجديدات بالأرض التي بجانبها, نحن فقط سنوصلها بها, أما بالنسبة لسيدة مادلين تستطيعين زيارتها وقتما شأتي, أترين, لقد حُلت المُشكلة, لا داعي للحزن

ثم مسح دموعها, فإبتسمت أخيراً, وقالت بإمتنان

-شكراً لك چيك, أنت حقاً رائع

قَبلت وجنتهُ, ثم بعد دقيقة عقدت حاجبيها وقالت

-چيك, ماذا كنت تعني أن المكتبة هيَ السبب في معرفتك أنك واقع في حبي ؟