22|جاسوس؟

60 8 27
                                    

اجتمع الجميع في الطابق العلوي لمقر أليكس، يتقدم جاسبر من تلك العلبة التي تكون زرًا لصعود المصعد، وكان أليكس يضيق عينه بانزعاج، ويتمتم بحنق، وكانت أوليفيا تراقبه لتتعالى ضحكاتها عليه، ليرمقها بغيظ، لتقول:
"أعصابك سيد أليكس، هذا ليس جيدا لصحتك!"
_ "ما بك سعيدة هكذا"
"أشعر بتشفٍ وأنا أراك هكذا... أريد أن يشعر كل من البقية بذات شعورك الآن، حينها سعادتي ستتخطى عنان السماء"
حينها يدخل أندرو ويرد عليها بنبرته الباردة المستفزة كعادته:
"وكيف يمكن هذا؟ أتقارنينني بأليكس؟ أمثاله لا يقارنون بي"

_ "بالتأكيد فمن يقارن القمامة بالملوك أمثالي""
تنقلب ملامح أندرو للضيق؛ ويبتسم أليكس بنسر، بينما كان جاسبر يقف بالخلف ينتظرهم ينتهون من سخافتهم وينزلون للمقر، ليهتف بهم:" هل ستظلون هكذا طويلا؟ أنت تتصرفون كالأطفال لا بل أنتم الأطفال بحد ذاتهم، وأيضا يا أندرو هل حقا غضبت من هذا الرد المبتذل؟ أنتم حقا أطفال، هيا لنذهب لا نريد نضيع الوقت "

تنقلب الأنظار باتجاهه، كانت أنظار أليكس وأندرو مشتعلة، بينما أوليفيا مستمتعة لتقول:
" أتعلم يا جاسبر؟ هذه أول مرة تعجبني "

_" هذا الكلام كان ليسعد فيانا كثيرا "

تتحول ابتسامتهم للحزن تدريجيا لتأكد على كلامه بينما تتخيل ردها إذا كانت معهم، كانت بلا شك ستنظر لهم بنصر وتلتفت حول نفسها وتدندن:" أجل بلا شك "

يقاطع أليكس هذا الجو المشحون بالحزن بينهم:" أوه ستكون هكذا إذن! لقد بدأت الحرب "

كان على الرغم من هذا الوضع المشحون، ونظرات الريبة التي تجتاح وجوه الجميع، ماعدا الثلاثي الذي من يراهم يتحدثون هكذا إلى بعضهم يظن أنهم الأصدقاء الذين لم يفترقوا أبدا، كما لو أنهم ليسوا في مهن مضادة لبعضهم ويمكنهم التعامل مع بعضهم بكل أريحية.

ينزلون إلى الطابق السفلي للمقر جميعهم وكما أتت ميا، وكانت تعتلي وجهها ابتسامة واثقة وخبيثة.
حضور باقي أعضاء فريق أندرو بأمر منه ما عدا مارتن؛ ليناقشوا ما سيحدث في المهمة.
كان الجو محتدمًا، وكان جميع أعضاء الفريق يجلسون بجوار بعضهم البعض، بينما كانت تجلس أوليفيا مقابل جاسبر.
كاد أندرو أن يبدأ بالحديث، ولكن تقاطعه ميا وطلبت منه الابتعاد قليلًا لتخبره بشيء، وافق أندرو وهو يفهم نظرة ميا، فدائما بعد هذه النظرة تقول شيئًا لتكافأ عليه.

كانت أوليفيا تراقبهم وتضيق عينها وترفع حاجبها، كان يساورها الفضول حول ما يقولون، كما الضيق الذي لا تعلم سببه، يلاحظ جاسبر نظراتها ويبتسم فهو يعلم هذه التعابير تماما إنها تشبه أختها حقا بكل شيء، حتى في غيرتها هادئة؛ ليتمتم بصوت منخفض لا يسمعه أحد:
" يبدو أن أحدهم قد وقع بما أقسم أنه لن يقع به "

لم أكن القتيل، ولكن مت.Where stories live. Discover now