4|ما الغريب؟

187 21 33
                                    

عندما يصلون إلى المنزل، يجدون والديهم بإنتظارهم وفور رأيتهم لأوليڤيا ينهالون عليها بالأسئلة التي لا تنتهي: عن أسباب تركها للعمل، وعما حدث للسيد ماكس وغيرها الكثير عما حدث بالمشفى ، وكانت كلما قالت شيئًا وجاوبت على أسئلتهم، يقومون بالسؤال على غيرها، عندما ينتهون، تستأذن أوليڤيا لتصعد إلى غرفتها، وتنهار حصونها، وترتمي على فراشها كالطفل الصغير تبكي، وكان يزداد بكاءها بمرور الوقت، فكيف لا وكل الأحداث تمر أمام عينيها، وعقلها لا يتوقف عن تأنيبها، أخبارها أنها السبب بموت ماكس ،وأنها أنانية لكونها فرت هاربة لتحمي نفسها غير مبالية بأحد غير نفسها.
تقول أوليڤيا محدثتًا نفسها
"كان يجب أن أفعل شيء لو إنني فقط لم أهرب."

تقوم أوليفيا من على فراشها وتقوم بإرتداء قفازات الملاكمة الخاصة بها، وتتجه الى كيس الملاكمة المعلق بغرفتها، وتبدأ بتسديد الضربات متتالية له، لعل ذلك يخفف من أفكارها، ولكن مع كل ضربة تقوم بضربها يزداد غضبها أكثر، وتتساقط دموعها بغزارة.

تطرق ڤيانا الباب مرة واحدة وتقوم بعدها بالدخول دون أنتظار موافقة أوليڤيا، تنظر إلى أوليفيا بينما تلكم كيس الملاكمة بغل وغضب، لتبتلع ريقها لو إنه شخص حقيقي لكان ميتً.

تظل فيانا تنادي عليها ولكن لا تنتبه لها أوليفيا، لتقترب منها وتضع يدها على كتفها وتصدم بأوليفيا تكاد تلكمها بوجهها فتغلق فيانا عينيها وترجع وجهها لكن تتوقف أوليفيا عائدة الى وعيها وتقوم بخلع القفازات، وقامت بمسح وجهها بالمنشفة التي بجوارها.

تنظر أوليفيا الى فيانا تجدها لا تزال تغلق عينيها، لتقول بسخرية" هل ستظلين هكذا طويلًا؟"

تفتح فيانا عينيها بحذر وتتحسس وجهها لتتأكد من سلامته لتزفر براحة بينما تضع يدها على قلبها متحدثة"ظننت إني سأفقد جمالي للحظة"

ترفع أوليفيا حاجبها بينما ترى فيانا تتجه ناحية المرآة تتأمل وجهها وتغازل نفسها"ماهذا لم أرى أعين بمثل هذا الجمال من قبل، وماهذا الأنف اللطيف! لا هكذا لا يمكنني التحمل شعري الذي بلون الشوكولاه الداكنة إنه مذهل!" كانت تقول كلماتها بينما تلعب بخصلات شعرها.

كانت أوليفيا تحرك رأسها بيأس  لتقول ساخرة منها" لمعلوماتك إنني توأمتك! فكيف لم تري مثل عينيك؟!"

تنظر لها فيانا بغباء " جاريني وانتهى الأمر، هل يجب عندما أغازل نفسي أن تكون حقيقه علمية موثقة؟!"

"لا ولكن.."
_" دون لكن، أوليفيا أنتِ غريبة."

تقبض أوليفيا حاجبيها وتعتلي وجهها ملامح الصدمة" هل أنا الغريبة الآن؟ إنك تغازلين إنعكاسك بالمرآة!"
تنظر لها فيانا وتسألها بتعجب"ما الغريب في ذلك؟"
_" لا شيء...لا شيء البته."

يتبادلان النظرات بصمت، تحرك فيانا شعرها بتوتر من نظرات أوليفيا التى كانت ثابته لا تحرك ساكنًا فقط ترمش بينما تنظر الى فيانا، يقطع هذا الصمت صوت رنين هاتف فيانا.
تمسك فيانا هاتفها لتبتسم قائلة"إنه جاسبر"
ترد عليه  بحماس بينما تقف أوليفيا الى جوارها تحرك عينيها بملل"بخير، أيرضيك هذا لم تحدثني لعدة أيام."
..........
"لا أنا حزينة"
..........
"لا تكفي أريد تعويض"
..............
"نخرج بالغد يعجبني هذا، ولكن يجب أن تأتي أوليفيا."
عندما تذكر أسم أوليفيا تركز في حديثها مع جاسبر وترفع حاجبيها.

لم أكن القتيل، ولكن مت.Where stories live. Discover now