1|المريض.

713 38 47
                                    

يسير ذهابًا وإيابًا في أنحاء المستشفى، وثم يرجع إلى نقطة البداية أمام غرفة الطوارئ ليسمع صوت بكاء ممزوج ببعض الصرخات، ليزداد توتره وخوفه ويظل على حاله لبضع دقائق، ليسمع صوت البكاء والصراخ ثانيتًا ، وبعد قليل من الوقت يجد الممرضتين تخرجان بينما تحملان طفلتين حديثتي الولادة بين ذراعيهما، ويتوجهان ناحيته.

لتقول الممرضة بينما تمد يدها بالطفل لتعطيه إياه "مبارك يا سيدي لقد رُزقت بفتاتين"

يتجاهل الرجل ما تقوله ليسألها بينما يجتاحه القلق "كيف حال زوجتي هل هي بخير؟ هل يمكنني رؤيتها؟"

ترد عليه الممرضة بابتسامة "إنها بصحة جيدة ويمكنك رؤيتها، تفضل احمل طفلتك"

يطمئن قلبه ويبتسم لينظر إلى طفلتيه، ويحمل إحداهن، ويدخل إلى غرفة التي تكون تحت تأثير المخدر، تضع الممرضة ابنته بجوار زوجته وتخرج وتتركهم، يظل الرجل يحمل الطفلة ويجلس بجوار زوجته بينما الابتسامة لا تفارق وجهه، إلى أن يذهب تأثير المخدر وتعود زوجته إلى وعيها وتنظر إلى طفلتيها بأعين دامعة وتقوم بحمل الطفلة ومداعبتها.

"بما نسميهم؟" يسألها الأب بينما الطفلة التي يحملها تبكي.

"التي بيدك تكون فيانا بينما هذه..."

تنظر للطفلة التي بيدها

"وأنت أوليفيا، ما رأيك هل هذه الأسامي جيدة؟"

هدأت الطفلة التي بيده وتوقفت عن البكاء ليقول ممازحا

"يبدو أنه أعجبها"

"أجل، لا أصدق أني أخيرا قد أصبحت أما وليس لواحدة فقط بل لاثنتين، ظننت أني لن أكون أم وفقدت الأمل" كانت تتحدث بينما تغلق عينيها تتذكر ما مضى بالسابق ليمسك بيدها قائلا "ولكن ها أنت صرت أم وليس أيتها أم بل الأفضل."

تفتح عينيها وتنظر له نظرة طويلة مليئة بالحب ثم تقول "أشكرك لوجودك إلى جواري بكل الأوقات"

"وإن لم أكن بجوارك، بجوار من أكن؟"

تبدأ فيانا بالبكاء ليقول بينما يضحك ويلاعبها بيده "يبدو أن هناك من يريد أن يكون محط أنظارنا طوال الوقت."

تضع زوجته أوليفيا- بينما هي نائمة- إلى جوارها وتقوم بأخذ فيانا ، ويقوم الأب بحمل أوليفيا ويتفحص وجهها ليقول "سيصبحون متماثلتين بكل شيء عند الكبر."

تنظر لها بتعجب "وكيف لك أن تعرف؟ أنهم حديثو الولادة، برأي ستكونان مختلفتين ألا ترى واحدة هادئة والأخرى العكس."

= "لا أعلم، ولكن هذا ما يخبرني به حدسي."

تمر السنوات وتكبر كل من الفتاتين ليصبحوا متشابهتين بالشكل تماما لا يختلفان عن بعضهما شيئا، ولكن على الرغم من تشابههم الكبير فإن كل واحدة منهما كان لكل واحدة شخصية تختلف عن الأخرى تماما، وأيضا بالرغم من أنهم كانوا يعيشان بنفس المنزل، ولكن كلا منهما تملك حياة مختلفة بالكامل، تتخرجان من الجامعات الخاصة بهم، كانت فيانا في كلية التجارة، بينما أوليفيا في كلية الطب.

لم أكن القتيل، ولكن مت.Where stories live. Discover now