الفصل ٢٩ - الهروب

8 2 0
                                    

لو كان خيرًا لك لبقى ...
لو كان محبًا لحكى ...
ولو كان مشتاقًا لأتى ...

"نزار قباني"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


دلف يحيى يبحث بعينيه عن شقيقه فوجده يجلس في أحد غرف الاجتماعات ... كان المكتب مقسم بالزجاج لعدة مكاتب وغرف للاجتماعات ...

ضيق يحيى عينيه وهو يشاهد شقيقه يجلس يتجادل مع إمرأة ... أمعن يحيى النظر لتتسع عينياه صدمة ...

يحيى هامسًا لنفسه مصعوقًا: بسنت!!!!!!!!!!

وقف يحيى جانباً يشاهدهما من حيث يراهما ولا يلحظانه ...
بدا سليم وبسنت كالعشاق ... تجادلا جدالًا شديدًا حتى أن بسنت نهضت لتغادر لكن سليم أسرع يمنعها عن المغادرة ... كانت بسنت تتحدث بعصبية وتلوح بيدها بغضب ... بدأ سليم في تهدئتها حتى جلست ثانية ... ظلّا يتحدثان سوياً لبعض الوقت بهدوء ... تهللت أساريرهما رويدًا رويدًا أثناء حديثهما ... نهضت بسنت تحيي سليم الذي لم يستطع إخفاء السعادة التي غلّفت ملامحه ... غادرت بسنت وعلى وجهها إبتسامة سعادة وراحة لم يشهدها يحيى على ملامحها قبلًا ...

دلف يحيى إلى مكتبٍ له زجاج عاكس يخفي ما خلفه ولكن يتيح لمن بداخل المكتب مشاهدة ما يحدث بالخارج ...
جلس وهو يعود بظهره إلى ظهر المقعد وينظر للسقف بذهول ... هل ما رآه منذ لحظات حقيقيًا!!!!!! هل شاهد شقيقه وبسنت يتشاجران شجار العشاق!!!!!!! هل حقًا شقيقه واقع في غرام بسنت!!!!!!!! كيف سمح لنفسه بأن ينظر لبسنت هكذا نظرة!!!!!!! بسنت من كانت يومًا زوجة شقيقه!!!!!!! هو يعلم بأن شقيقه يحبها فكيف سمح لمشاعره بذلك!!!!!!
- لحظة واحدة ... منذ خطت بسنت إلى القصر ودوماً كان سليم يتقرب لها ... كان هذا شئ يغضبه كثيرًا ... مهلًا ... هل كان شقيقه في الصورة منذ البداية!!!!!!! وأنانيته أعمته عن رؤية ذلك!!!!!!!! كم شاهدهما سويًا يضحكان!!!!!! كم شاهدهما سويًا يتعاونان!!!!!!!! كم شاهدهما سويًا متفاهمان!!!!!!!!!! كم شاهده يخرج من غرفة ياسين سعيدًا مبتسمًا!!!!!!!!!
= يا ويلي!!!!!! هل حرمت شقيقي من حبه بأنانيتي وغروري!!!!!!! يا ويلي!!!!!!!!! كم عذبت شقيقي وهو يرى حبيبته بين ذراعيّ تحمل لقبي أنا شقيقه الأكبر!!!!!!! إعتقدته فقط يكيدني!!!!!!!
- مهلًا ... إن كانا يتبادلان الحب فما الذي كان يشعر به من بسنت!!!!!!! بل ما الذي كانت تفعله!!!!!!!!

تذكر يحيى بعض لمحات من حياتهما معًا ...
- تعلقها به وقت حادثتها لا تنطق سوى إسمه ولا تهدأ سوى لرؤيته رغم تواجده هو وسليم معاً أمام عينيها
- موافقتها على الزواج منه
-المايوه الساخن الذي إرتدته في شهر العسل وتجاوبها معه وهو يحملها لغرفة النوم يمطرها بقبلاته
- وجودها لجواره حين كان بالمشفى
- جزعها في المخزن بسبب حالته
- تجاوبها معه بل وإستسلامها له في الفندق
- مهلًا ... لقد رجته أن يتركها لأنه سيندم!!!!!! ماذا قصدت بالندم!!!!!!! هل قصدت أنني سأخسر شقيقي بسببها!!!!!!! هل إتفقا على الزواج بعد طلاقنا!!!!!!!!!
- مهلًا ... في الفندق قالت أنها تحبني!!!!!!! ولكنها أيضاً قالت أنني سأندم!!!!!!!!!

أنتِ دوائيTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon