الفصل الرابع - من أنت؟

21 2 4
                                    

وإني أحبك ...
لكن أخاف التورط فيك ...
أخاف التوحد فيك ...
أخاف التقمص فيك ...

"نزار قباني"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


في صباح اليوم التالي تعمد يحيى ألّا تراه بسنت ... أنهى تدريباته الرياضية ثم وقف في أحد الأركان التي تمكنه من رؤية بسنت بينما لا تتمكن هي من رؤيته ... طال انتظاره لها ... ألن تأتي هذا الصباح!!!! كيف سيبدأ يومه دون رؤية وجهها الغاضب منه دوماً!!!!! هم أن يغادر لكنه رآها تأتي مسرعة ...
كانت بسنت ترتدي فستانًا من اللون الأبيض به نقوش لزهور صغيرة ... كانت تعلم أنها تأخرت لذلك ربما لن تراه اليوم لكنها كانت تسرع في محاولة منها ربما رأته ... ظلت تبحث عنه في كل مكان بعينيها داخل الچيم وفي الحديقة لكن بلا جدوى ... بدت على وجهها خيبة الأمل حينما تأكدت أنها تأخرت وبالتأكيد هو يستعد للذهاب لعمله ... جلست بسنت على أحد المقاعد وأرخت رأسها للخلف تفكر ... إن كانت تحاول أن تتجنبه كما تقول فلما تبحث عنه دوماً!!!!!! وإن كانت تنهره وتغضب من أفعاله فلما يرقص قلبها طرباً لدى سماع صوته!!!!!!!!!
في تلك الأثناء كان يحيى يشاهدها بكل ذرّة في كيانه بسعادة ... زفر بقوة ثم إتجه لغرفته ليتحمم ويستعد للذهاب لعمله ... إنتهى سريعاً وإستعد للنزول لتناول إفطاره قبل الذهاب لعمله ... شيئاً بداخله جعله ينظر من نافذته فرأى بسنت تسير على مهلٍ تعود للقصر ... لمعت في عقله فكرة ... فاتجه مسرعاً لخارج القصر ...

يونس: صباح الخير يا يحيى .. متأخر ليه كدا النهاردة؟
سليم: مش هتفطر يا يحيى!!!!

مر يحيى بجوارهم دون أي رد كما لو أنه لم يرهم أو يسمعهم من الأساس ...

سليم بدهشة: ماله دا ع الصبح!!!!
يونس بقلق: مش عارف .. ربنا يستر

كان يحيى يخطو خطوات واسعة كي يلحق بها ... خرج من باب القصر متجهاً لسيارته الواقفة أمام الباب مباشرة ... رأها تأتي ببطء ورقة تنظر إلى الأرض ... لم يدر ماذا يفعل للفت نظرها حتى تعلم بوجوده ... أخيرًا أنقذه عم محمد سائقه الشخصي ...

محمد ينهض مبتسمًا: صباح الخير يا يحيى
يحيى بإبتسامة وصوت مرتفع: صباح النور يا عم محمد .. خليك إنت قاعد

سمعت بسنت صوته فنظرت تجاه باب القصر ... وجدته يحادث السائق ... كاد قلبها يقفز من شدة السعادة ... حثت أقدامها على السير سريعاً لتلحق به ...

حينما وصلت ألقى يحيى التحية: صباح الخير
ردت عليه بصوت يملأه الخجل: صباح النور
محمد: أنا جاهز أهوه
يحيى مبتسمًا: يا عم محمد قلتلك خليك النهارده مرتاح
محمد: هتروح لوحدك يعني
كان يحيى يتجه ليركب سيارته فإلتفت ينظر لها وهو يرد على السائق: حد يطول يبقى لوحده يا عم محمد ويستمتع بالمنظر الجميل ده والورود دي
تضرجت وجنتا بسنت من الخجل ... نظرت إللى الأرض ثم رفعت بصرها تجاه يحيى ... الذي ما أن ركب السيارة حتى غمز لها بعينه اليسرى وانطلق بسيارته ...
يحيى وهو يبتعد بالسيارة: سلام يا عم محمد .. خد بالك على نفسك وع الورد
ضحكت بسنت فقد فهمت ما يرمي إليه ... أما عم محمد فلم يفهم سوى أن يحيى كان سعيداً لأول مره منذ وقت طويل ... أخذ يدعو أن يديم الله عليه هذه السعادة ...

أنتِ دوائيWhere stories live. Discover now