الفصل ٢٨ - الحيرة

13 2 0
                                    

كم هو بطئ الوقت إن كنت وحيداً بعيداً عمن تحب ...
سريعاً ...
إن كنت سعيداً تأتنس بقرب من تحب حتى أن الوقت لا يكفي للإئتناس والسعادة ...

فيا أيها الحبيب أما آن الآوان أن تعود ...
إن كنت هاجرت تاركاً البلاد فلكل مهاجر وطن يعود إليه يوماً ...
يا أيها الحبيب عد إلى أحضاني ...
كالطير تعود إلى أعشاشها تهدأ وتسكن ...
أما آن أن تعود لأحضان المحب المكتوي بنار ولوعة الإشتياق ...
تطفئ ناره وتُسكِن ألم الفراق ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

إنصرف أيمن تاركاً عائلة الورداني في حال لا تحسد عليه ...
كان يحيى في حالة من الصدمة وعدم الإستيعاب ...

سلوى بأسى: يحيى .. إنت كويس يا حبيبي؟

رفع يحيى عينيه لوالدته دون أن ينبس ببنت شفاه ... نهض يحيى وإنصرف مغادراً إلى غرفة مكتبه ...
نهض سليم يعبث بمحموله يجري محادثة هاتفية ... كان سليم عصبياً يتحدث بحدة ... أنهى المحادثة وعاد يجلس ...

سليم بضيق وعصبية: كلام أيمن مظبوط ١٠٠% .. خطوبتهم يوم الخميس
يونس بأسى: لا حول ولا قوة إلا بالله .. يعني ملقاش غير بسنت دوناً عن ال ٤٨ مليون بنت إللي في البلد!!!!!!!
سلوى وهي تضغط أعصابها: وبتلوم عليه هو ليه؟ لوم على إللي كانت في إيده وسابها بمزاجه
سليم بتأكيد: طبعاً مش هنروح!!!!!!
سلوى بدهشة: مين قال كدا!!!!!
يونس بدهشة: ويحيى يا طنط!!!!!!
سلوى بدفاع: يحيى إختار .. ليه ندفع إحنا تمن إختياراته!!!!!! صحيح كان نفسي بسنت تفضل مع يحيى .. بس ربنا يعلم معزتها ومحبتها في قلبي .. وعمري ما هتمنالها بعد يحيى واحد أحسن من أيمن .. هروح وهفرح لبنتي إللي وقفت جنبي وجنب إبني وجنب حفيدى

مرت الأيام ثقال على عائلة الورداني ...
لم يستوعب أحد منهم خبر خطبة بسنت ...
ظل يحيى في غرفته لا يغادرها لأي سبب ولا حتى لتناول الطعام ...
كان الجميع يشعرون بالشفقة تجاة يحيى ولكن ..... سبق السيف العزل ...

في يوم الخطبة ...

دلفت سلوى إلى غرفة يحيى: مش هتيجي معانا الخطوبة؟
نظر لها يحيى بوجه شاحب وعينان يحيط بهما السواد من قلة النوم وذقن قد نبتت بشكل عشوائي ...
سلوى مستطردة: مينفعش أيمن يحس إن صاحبه عينه من مراته يابني

إنصرفت سلوى تاركة يحيى يفكر في حديثها ...
إستعد الجميع للذهاب لحفل الخطوبة ...

سليم وهو ينظر للأعلى تجاه غرفة شقيقه بتعاطف: إحنا هنروح فعلاً كلنا ونسيب يحيى لوحده؟
سلوى متظاهرة بالقوة: هو حر في إختياراته .. ولو حد منكم شايف إن بسنت متستحقش نفرح ليها ونكون جنبها .. يخليه قاعد جنب يحيى
يونس بتأكيد: والله يا طنط من ناحية تستاهل فهي تستاهل كل خير -ثم أضاف بأسى- بس يعز عليا أسيب أخويا كدا

تفاجأ الجميع بيحيى يهبط الدرج وهو في كامل أناقته حالقاً ذقنه ومرتدياً حُلَّةً من اللون الأزرق وقميصاً باللون الأبيض ورابطة عنق حريرية تلائم حُلَّته ...
شعر الجميع بسعادة لرؤيتهم يحيى كعادته من الاناقة والإهتمام بنفسه ... ركض الأطفال يحتضنوه بسعادة ...

أنتِ دوائيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن