الفصل ١٢ - دومًا متسرعًا

16 2 0
                                    

يخاطبني السفيه بكل قبح ...
فأكره أن أكون له مجيبًا ...
يزيد سفاهةً فأزيد حُلمًا ...
كعود زاده الإحراق طيبًا ...

"الإمام الشافعي"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


همست كاسندرا لسليم معاتبة: قولتلها ليه؟
سليم هامساً بإبتسامة تشفّي: سيبيها .. محدش بيقدر عليه غيرها .. خليه يتربى
نظرت له كاسندرا بلوم وهما يشاهدان بسنت تنصرف مغادرة الغرفة بغضب: عاجبك كدا
سليم وهو يقف حائلاً يمنع كاسندرا من إتباع بسنت: سيبيها
كاسندرا بضيق: لوسمحت .. معنديش إستعداد أشوف صاحبتي في المستشفى تاني
سليم بإصرار: قولتلك سيبيها -ثم قال مغيرًا مجرى الحديث- قوليلي بقى .. إنتي عامله إيه؟
نظرت له كاسندرا بدهشة: أفندم؟؟؟!!!!
سليم مقترباً منها بوله: بقولك إنتي عامله إيه؟
كاسندرا بوجه خال من المشاعر: وأنا بقولك إبعد يا سليم
سليم دون أي حراك: وأنا بقولك وحشتيني
كاسندرا بحزم: وأنا بقولك لم نفسك يا سليم
سليم بعناد: الولاد هياخدوا بالهم
كاسندرا بنفس الحزم: قول لنفسك الكلام دا بدل ما تخلي شكلك وحش أودامهم
تنفس سليم بعمق: ماشي يا ساندرا .. بس حطي في إعتبارك إني هوصل لمكان مش هيبقى عندك فرصة غير إنك تقولي الحقيقة

في تلك الأثناء وحين غادرت بسنت غرفة ياسين متجهة للطابق السفلي لمحت يحيى متجهاً لغرفة مكتبه ... أسرعت بسنت تتبع خطواته دالفة لغرفة مكتبه ... إلتفت يحيى يغلق باب الغرفة بعد دخوله فوجد بسنت تقف خلفه وأوداجها منتفخة و وجنتيها متضرجتان حمرة من الغضب ... أغلق يحيى الباب دون أن يزحزح ناظريه عن بسنت ... كان يتأمل وجهها الذي بدا له جميلًا وهو مصطبغ حمرةً ...

يحيى بهدوء: أهلًا يا أنسه بسنت .. خير؟
بسنت والشرر يتطاير من عينيها: أنا بس نفسي أفهم .. إنت ليه متخيل لمجرد إنك صاحب المكان هنا دا يديك الحق توزع التهم كدا .. لدرجة إنها توصل تجيب البوليس يقبض على مدام ألفت .. إنت فاكر إن رقبة الناس كلها في إيديك لمجرد إنك صاحب الشغل!!!!!
جلس يحيى على أحد المقاعد المجاورة للباب: إتفضلي إقعدي يا أنسه بسنت
بسنت بحدة: مش عايزه أقعد
يحيى وهو ينظر إليها قد خرجت عن هدوئها المعتاد: طيب إنتي عايزة إيه دلوقتي؟
بسنت بحدة: عايزه أشوفها
يحيى بعدم فهم: ليه؟
بسنت بغضب: عايزة أشوفها وأقعد أتكلم معاها
أطال يحيى النظر لبسنت: وماله .. هخليكي تشوفيها بكره وتقعدي معاها
بسنت بعصبية: لا النهارده
يحيى بهدوء شديد: بكره
بسنت بإصرار: لا النهارده

نهض يحيى بضيق و وقف مواجهاً لبسنت التي رفعت رأسها للأعلى بسبب فارق الطول ... مرت لحظات وهما ينظران في أعين بعضهما البعض بتحدٍ وإصرار ...

يحيى بحزم وهدوء شديدين: بكره .. عشان الوقت مش مناسب دلوقتي
نظرت بسنت له بغيظ شديد بسبب قلة حيلتها ... وإنصرفت بغضب شديد وهي تجز على أسنانها وتصدر صوتًا غاضبًا ...
إبتسم يحيى قليلاً وهو يراقبها تنصرف ... لقد كانت المرة الأولى التي يراها فيها غاضبة ... كان يجدها منتهى الظرف والجمال حتى وهي غاضبة ...
بمجرد خروجها سمع صوت أحد الأشخاص يحادثها بود وترحاب شديدين ... إتجه يحيى بغضب ليجلس على مقعده وهو يتفقد محموله ...
في الخارج ...
إلتقت بسنت برامي مجرد ما أن أغلقت الباب بعد خروجها ...

أنتِ دوائيWhere stories live. Discover now