الفصل الأول

36 2 1
                                    

-أهم حاجه إنك تركزي في شغلك وبس .. تمام شغلك وبس ...........

أفاقت من شرودها على صوت طرقات الباب ...

- ادخل

انفرج الباب ليظهر رجل تخطى الستين عاماً ببضعة سنوات ... ملامحه تملائها الطيبه و وجهه ممتلئ بتجاعيد سنوات عمره وقسوة الحياة وتجاربها ...

= بصوت يكسوه الحنان: إيه يا حبيبتي مش عايزه تيجي تاكلي لقمه معايا؟
- أجابه صوت فتاة أوهنه الحزن والهم وإمتلأ بالدمع المختنق خلف إبتسامة باهتة: شكراً .. مليش نفس
= ليه بس كده يابنتي؟ هتفضلي عاملة كده في نفسك لحد إمتى؟؟
- أجابته الفتاة ودموعها تنهمر: مش عارفة يا بابا .. مش عارفة
ثم دفنت وجهها بين كفيها الخمريين تتصاعد شهقات بكائها
جلس والدها بجوارها يربت على ظهرها بحنو شديد ...
= بس لو تفهميني يا بنتي إيه بالظبط إللي حصل!!!!!

شردت الفتاه قليلاً تتذكر أحداث هذا العام ........

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆


في غرفة نوم متواضعة ... أخذت فتاتان صغيرتان -إحداهما بعمر ال ٨ سنوات والأخرى ٣ سنوات- تتقافزان على سرير متواضع ... كانتا تضحكنا وتصرخان أثناء قفزهما ...
چودي ذات ال٨ سنوات: اصحي بقى يا بسبوسه .. اصحي ياللا
چنى ذات ال٣ سنوات: يا للا يا بوسبوس اصحي بقى أحسن هفضل أنط لحد ما أبتتك زي الفتيله (الفطيرة)
استيقظت النائمة تحرك غطائها جانباً ...

-بسنت ... فتاة في نهاية العشرينيات رقيقة الملامح خمرية البشرة لها شعر أسود ناعم خفيف وعينان بنيتان ...

أخذت الفتاة تتثائب وهي تفرك عينيها باستغراب متسائله عن سبب وجود الفتاتين ...
بسنت : إنتوا إيه إللي جابكم بدري كده؟ هي أمكم وراها مشوار تاني!!!
چودي: بدري إيه بس .. دي ماما بتقول إننا متأخرين جدااااااااااا
بسنت باستغراب : متأخرين؟؟؟ ليه هي الساعه كم؟ وبعدين تعالي هنا متأخرين على إيه بالظبط؟
چنى وهي تقبل وجنتي بسنت: الساعه دلوقتي ٨ دقيقه إلا نص .. إنتي أتأخرتي خلاص خلاص
احتضنتها بسنت وهي تقبلها: الساعه دلوقتي ٨ دقيقه إلا نص .. لا دا أنا كده اتأخرت خلاص خلاص جدا يعني -أكملت بسنت وهي تضحك- بس إتأخرت على إيه بقى يا رويتر؟
أجابت چودي بثقة: جوزك
بسنت بشئ من الفزع وعدم الفهم: نعم ياختي؟ جوز مين!!! إيه جوزي دا؟؟؟؟
خرجت بسنت من غرفتها مسرعة لتجد والدتها وشقيقتها قد قلبتا المنزل رأساً على عقب وتقومان بالتنظيف ...
بسنت عاقدة حاجبيها بعدم فهم: هو فيه إيه؟ إنتوا بتعملوا ايه؟
ردت فتاة في منتصف الثلاثينيات من عمرها: صباح الخير يا بسبوسه
بسنت بتفكير: صباح النور با بسمه .. إنتي متخانقة مع مصطفى وللا إيه؟
ردت سيدة تقترب من الستين بشئ من النقد: الناس بتصحى من النوم تقول صباح الخير مش -ثم قامت بتغيير صوتها لنبرة السخرية- إنتوا بتعملوا إيه -ثم استطردت قائله تكمل سخريتها- زي ما إنتي شايفه كده أختك بتسشور شعرها وأنا بعمل ضوافري

أنتِ دوائيWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu