الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة

Start from the beginning
                                    

- رغبت بالنوم فحسب.

لم يره حينما ترك محضرة القهوة الفارغة و التفت إليه مدهوشاً لبرهة ، لم يطرح اندرو أي اسئلة عن سبب عدم قدرته على النوم حتى لجأ الى المنوم تحديداً دواء السعال! لعل الأسباب واضحة لكن وصوله الي الحد من اليأس حتى يبحث عن أي شيء منوم ثم يستيقظ عند الثانية و النصف بعد الظهر؟ لا يبدو و أن الليلة الماضية كانت جيدة بالنسبة له هو الآخر ، وضع حقيبته جانباً و تقدم ناحيته حيث يجلس الثاني على الاريكة شارد البصر للحظات ، لم ينتبه اليه حتى سُحب كوب القهوة من يده ثم أرتشف اندرو منه قليلاً قبل أن يبسقها لكونها باردة و حلوة المذاق ، طعم مريع أصابه بالقشعريرة و الندم .

- كيف تشرب هذا الشيء!

- أعتبره عقاباً .

رد رايان بشيء من الاستهزاء على تعابير اندرو التي انكمشت و بدت مشمئزة من هذا الطعم ، صحيح طعمها مقرف لهذا يقوم بإحتسائها على مهل ، أعتبر هذا عقاباً له على تفويت موعده مع آليس و أفساد كل شيء بشكل أخرق لكنه لم يظن أن هذا الشيء البسيط قد يعتبر عقاباً حينما اردف اندرو بجدية :

- عقابك الحقيقي بدأ الآن.

- تحدثت مع ديلان؟

رد بتلقائية فلم تحمل جملته تلك أي معنى آخر عدا هذا ، جلس اندرو بجانبه و أخذ يتأوه من ألام عضلاته التي لم ترتح بهذا الشكل منذ الصباح ؛ خلع نظارته و وضعها جانباً مدلكاً عينيه و جسر أنفه ، كان يأخذ وقته بتمديد أطرافه بينما الكوب في يد رايان يرتعش و أعينيه لم ترمش حتى بدأ يشعر بجفافها ؛ نطق اندرو أخيراً بعد لحظات أحسها رايان دهراً من الزمن :

- بلى .. هو من تحدث اليّ أولاً كان يعلم انك عندي .

لم يقاطعه و كأن هذا بديهيّ ، لكن لولا الاتفاق الذي كان بينه و بينه اندرو لخالف توقعات ديلان هذه المرة بل لم يكن ليفكر بالالتجاء اليه كالعادة من الأساس ، أخذ اندرو نفساً قبل أن يتابع بخفوت :

- كان سيتسامح معك و لم يكن ليدع الوضع يصبح أسوأ ... كان من المفترض أن يأتي لرؤيتك الليلة الماضية و اعادتك الى المنزل لو لم تمرض بياتريس جراء ما حدث و لو لم ... تجعل والدتك تبكي ...  قال بأنه لم يرى عينيها حمراوتين بهذا الشكل منذ يوم الجنازة .

أتوقع شيء كهذا مسبقاً؟ لقد تساءل عن ما حدث في المنزل بعد مغادرته و أي ردود الفعل التي أبدتها والدته و الى أي حد آلمتها كلماته حتى جعلتها تفقد أعصابها و تقوم بصفعه ، و قد أكد اندرو على ذلك و مجدداً لم يشعر بأي شيء مختلف تجاه هذا لأنه سبق و أن عاشه عدة مرات في مخيلته لكنه شعر  ببعض القلق على بياتريس و لم يقم بالسؤال ؛ ظل صامتاً دون تعليق و قد يوحي هذا بشعوره بالندم و الغضب من نفسه لكن من يحدق في معالمه المرتخية الآن و كيفية عبثه بالكوب سيعلم أن هناك ما هو أهم ليشغل تفكيره .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 21 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now