الفصل الثالث والخمسون

2K 146 14
                                    

الفصل الثالث والخمسون
" هل تتزوجني ...؟!!"
نطقتها بثبات ظهر في عينيها بل في كل إنش منها ...
كانت تعي ما تقوله ...
لم تنطقها في فورة غضب او لحظة مجنونة ..
نطقها بكل ثبات ممكن ..
نطقتها لانها تريدها فعلا ....
كانت تناظره بقوة وصلابة ..
تتحداه ان يرفض ...
هي باتت تدرك مكانتها عنده ...
باتت تدرك مدى هوسه به ..
هو يعشقها بجنون ... عشقه مختل وهي بدورها لا تقل اختلالا عنه ...!!
هي المجنونة ، الشرسة وربما المختلة ..
هي من ستلقي بنفسها داخل احضانه ثم تشهر انيابها في صدره فتقتله وحينها لن تتخلص لوحدها منه بل سيتخلص العالم بأكمله من عمار الخولي ...
نطق أخيرا وعيناه تفتشان عن أي لمحة تردد تظهر عليها :-
" ادخلي ...."
دخلت على الفور واغلقت الباب خلفها لتلتقي عيناها في عينيه فتكرر سؤالها :-
" هل تتزوجني ...؟!"
هتف بقوة :-
" سأفعل ولكن ...."
توقف قليلا ثم مال نحوها قرب وجهها يضيف بتسلط :-
" لن تستطيع أي قوة في هذا العالم على انتزاعك مني ما إن تكوني لي وبين ذراعي ...."
التوى ثغرها بابتسامة باردة وهي تخبره :-
" أحب قوتك ... تسلطك وقسوتك .."
سألها عن قصد :-
" هذا فقط ما تحبينه بي ..؟!"
ردت بتأكيد :-
" لا تنتظر مني مشاعرا لا أمتلكها يا عمار ... انا لا أجيد التصنع وانت لن تصدقني حتى لو فعلت ...."
هتف بثقة :-
" بالطبع لن افعل ... لا تقلقي بشأن هذا ... ما إن تكوني بين ذراعي سوف أعلمك عشقي ... سأجعلك تعشقيني كما لم تفعلي من قبل .. ستدركين على يدي معنى العشق الحقيقي وشعور العشق حتى الاحتراق ... "
ثقته جعلتها تبتسم بنفس الثبات وهي تسأله مجددا :-
" ألن تسألني عن سبب طلبي هذا ..؟؟ ألا تشعر بالفضول حيال السبب الذي جعلني أريد الزواج منك ..؟!"
هو يعلم ان هناك سببا ومهما ايضا ...
يعلم ان طلبها ليس بدافع نزيه ...
بل يدرك جيدا إنها خلف طلبها هذا تضمر له شيئا ما لكنه يريدها ...
يريدها كما لم يفعل من قبل ...
يريدها بكل قوته وسطوته وغضبه وجنونه ...
يريدها بثورة عاشق لا يخمدها سواها ....
هي وحدها من امتلكت قلبه كما لم تفعل غيرها ...
هي وحدها من وشمت روحه بعشقها ...
هي العشق المرهق والحلم المستحيل فأي جنون سيجعله يرفض حلمه الذي على وشك أن يتحقق و يناله بين ذراعيه كما تمنى دائما ...؟!
تقدم نحوها اكثر يجذبها نحوه ... يطوقها بين ذراعيه ...
يميل نحو ثغرها ويقتنص قبلة ذكرته بتلك القبلة التي نالها منها في سيارته بعدما أخرجها من النادي الليلي ..
يومها تجاوبت معه بطريقة أثارت جنونه كليا بينما لم تكن هي واعيه لما فعلته به من مجرد قبلة ...
قبلة لم تكفيه ابدا بل زادته رغبة فيها وفي تملكها ولولا سقوطها غارقة في النوم بعدها بثواني لكان نالها كليا دون تردد ...!
اما هي فكانت ثابتة في مكانها ...
تتأمل بعينين مشعتين تلك الرغبة المشتعلة في عينيه ...
رغبة جعلتها تنتشي بغرور اكبر وهي تدرك من جديد إنها تؤثر عليه بطريقة كبيرة ...
تؤثر عليه لدرجة هي نفسها لم تكن تتخيلها ...
ابتسمت بخفوت وهي تراقب ابتعاده عنها قليلا وعلى ما يبدو سيتراجع عن تلك القبلة وهذا ما لا تريده ...
وهذه المرة كانت القيادة لها ..
وبكل ما تملك من جرأة تقدمت نحوه تميل بشفتيها فوق شفتيه وتقبلها برقة لا تشبهها ..
رقتها جعلته يلتهم شفتيها دون وعي فهي بحركة بسيطة منها جعلته يغرق كليا بها دون مجال للنجاة ...!
غرق فيها عمار ونسي كل ما يدور حوله وهي لم تمنحه الفرصة ليتذكر سواها ...
غرقت معه وهي تدرك إن في غرقها الآن نجاة قادمة ...
غرقا في بعضيهما وكانت القبلة ستتطور الى ما هو اكثر لولا رنين هاتفه الذي جعله يبتعد عنها وهو يزمجر بغضب بينما ظهر الانتصار في عينيها وهي تدرك مجددا ان بعدما حدث قبل لحظات لن يعود اي شيء ابدا كما كان وان سقوط عمار في فخها بات وشيكا ...
تابعته وهو يحمل هاتفه ويجيب على المتصل لتظهر الصدمة على ملامحه ..
صدمة تلاها ألم اجتاح عينيه الخضراوين ليغلق الهاتف ويسحب مفاتيح سيارته من فوق الطاولة متجاهلا ندائها خلفه لتغلق الباب خلفه بحنق وهي تتسائل عن هوية المتصل الذي جعله ينسى كل شيء بل ينساها هي كليا ..!
........................................
في المشفى ...
تقف توليب مستندة على الحائط والدموع تغرق وجنتيها يجاورها شقيقها فيصل بملامحه شديدة الوجوم ..
قبالهما تجلس كلا من زهرة وهمسة التي كانت تبكي هي الأخرى بصمت وعلى مسافة منهما يتحرك مهند ذهابا وإيابا بقلق شديد ...
لم يستطع أن يتركها ويذهب خلف الأخرى التي تسببت بكل هذا لها فترك لراغب مسؤولية تولي ذلك ليذهب الأخير الى قسم الشرطة مع احد الحراس بينما سارع هو يذهب مع جيلان التي حضرت الاسعاف ونقلتها بسرعة قصوى الى المشفى وهاهي في غرفة العمليات منذ مدة ولم يخرج اي احد ليطمئنهم عليها ...
اما والده فكان يجلس بعيدا عن الجميع بملامح جامدة تماما لا توحي بأي شيء ....
نهضت زهرة من مكانها وتوجهت نحو زوجها تجلس بجواره وتخبره :-
" هون على نفسك يا عابد ... ستخرج سالمة باذن الله..."
لم يجبها عابد ولم تظهر أي ردة فعل عليه لتتساقط الدموع من عيني زهرة والتي لم تعد تتحمل أكثر ولم يعد بمقدورها ادعاء الثبات اكثر ...
تساقطت دموع توليب بشدة اكبر عندما تذكرت ما حدث وكيف طعنتها تقى بتلك السرعة وعلى حين غرة منها ...
جذبها فيصل يعانقها محاولا التخفيف عنها رغم حزنه وضيقه الشديد لتهمس له من بين دموعها :-
" والله لم انتبه الى السكين يا فيصل .. لا اعلم كيف أخرجتها فجأة وطعنت بها جيلان .. كل شيء حدث بسرعة دون أن أعي ذلك .."
قال فيصل بخفوت محاولا تهدئتها :-
" انت لا ذنب لك يا تولاي .... تلك الحقيرة باغتتك بل باغتت جيلان نفسها وطعنتها ... من أين كنت ستعملين إنها تنوي بشيء كهذا لها ..؟!"
تمتمت توليب بوجع :-
" كان يجب أن أبعدها عنها ولكنها اخرجت السكين فورا ..."
قال فيصل من بين اسنانه :-
" الحقيرة .. كانت تخطط لهذا جيدا ..."
استكانت توليب بين ذراعيه تبكي اكثر عندما تقدم عمار راكضا ليتوقف مكانه وهو يرى وضعيتهم تلك والتي بدت بائسة بشكل أصاب قلبه بالرعب ....
ابعد فيصل توليب عنه وتقدم نحوه بتردد ليسأله عمار بملامح شحبت كليا :-
" ماذا حدث ...؟! "
أجاب فيصل بخفوت :-
" لقد تعرضت لطعنة بالسكين وهي الآن في غرفة العمليات ..."
ثم توقف عن بقية الحديث وهو يلاحظ الخوف الظاهر في عيني عمار التي كانتا حمراوين بشدة ...
للحظة بدا عمار مختلفا للغاية ...
بدا ضائعا وضعيفا ...
اختفت نظرات الجبروت والتحدي الملازمة له كلما أقبل عليهم ...
شحوب ملامحه وقلق عينيه كان يخبره بمدى خوفه بل رعبه ..
شعر فيصل بالشفقة عليه فهو يدرك رغم كل شيء او عمار يحب أخته كثيرا ...!
" ستكون بخير ..."
حاول طمأنته قليلا وهو يربت على كتفه ليتجاهل عمار حديثه وهو يتجه الى غرفة العمليات ويقف خارجها قرب الباب المغلقة بملامح مختنقة تماما ...
ظل واقفا مكانه بتأهب عاقدا ذراعيه امام صدره ينتظر خروج الطبيب بلهفة ...
لم يهتم بما يحدث حوله من احاديث بل وبكاء ايضا ...
لم ينتبه لقدوم راغب الذي تقدم نحو والده يحاول التخفيف عنه متجاهلا اخبار الموجودين بما حدث مع تقى ..
هو حتى لم يهتم بالسؤال عن هوية الجاني وسبب جنايته ..
هو لم يهتم بأي شيء سواها ..
سوى خروجها سالمة من غرفة العمليات ....
قلبه وعقله كانا معها ....
صورتها لا تفارق عينيه ...
وكلماتها الأخيرة له في ذلك اليوم تتردد على مسامعه فتشعل لهيب روحه اكثر واكثر ...
احتقنت عينيه بالدموع ..
دموع لا يستطيع اطلاق العنان لها لانه ان سمح لها بذلك سينهار كليا هذه المرة دون أن يتأكد من قدرته على النهوض بنفسه بعدها ....
شعر بأحدهم يقف بجواره فلم يهتم بالنظر نحوه لكن الاخير تحدث بصوت جامد يخفي خلفه مرارة شديدة :-
" نحن السبب ... انا وانت سبب ما يحدث ... "
تضاعف طعم المرارة في حلقه وهو يضيف :-
" انا لن أسامح نفسي أبدا على ما أصابها ... ذنبها سيبقى معلقا في رقبتي حتى آخر عمري ..."
استدار عمار اليه فتلاقت عينيه الخضراوين بعيني مهند الزرقاوين ...
كانتا عينا مهند عبارة عن مشاعر عاصفة ما بين الوجع والأسى والخوف والعذاب وتأنيب الضمير ...
مشاعره كانت مختلطة والغريب انها كانت تشبه مشاعره في تلك اللحظة ...
كلاهما يتحملان وزرها ...
كلا منهما دمرها كلا على طريقته الخاصة ..
وكلاهما يخشيان خسارتها وان كان الخوف لاسباب مختلفة ....
ولكن تبقى الحقيقة الثابتة ان خسارتها ستجعل حياة كليهما تنتهي فالأول لن يستطيع أن يحيا مع تأنيب ضميره نحوها وحقيقة انه كان سببا في رحيلها والثاني يدرك جيدا ان خسارتها يعني نهايته الحتمية فهو كان يعيش لأجلها هي خصيصا منذ رحيل والدته ...
خسارتها ستجعله يفقد والدته نهائيا هذه المرة ...!!
توقفت أنفاس كليهما داخل صدره والباب أمامهما تُفتح فيخرج منها الطبيب بملامح واجمة جعلت قلب عمار ينتفض بقوة داخل أضلعه ورعبه يتضاعف عندما هتف الطبيب بسرعة :-
" الحمد لله .. تم انقاذها على خير ولكن .."
توقف لثواني ثم اضاف بأسف :-
" فقدنا الجنين في المقابل ...."
نهض عابد بسرعة وملامحه انفرجت قليلا بينما ظل مهند صامتا للحظات تقدم فيها راغب نحوه وهو يربت على كتفه بمؤازرة وكذلك فيصل عندما وجدوه يندفع نحو الحائط و هو يصرخ بأعلى قوته كأسد حبيس مجروح بينما يضرب رأسه بقوة في الحائط عدة مرات متجاهلا محاولات شقيقيه لإيقافه ....
اعتصر عمار قبضتي يديه بقوة وهو يستمع لصياح مهند الموجع والذي رفض ان يتوقف عما يفعله رغم تساقط الدماء من رأسه ....
شدد من عصر قبضتيه بينما تساقطت الدموع من عينيه ربما لأول مرة بهذا الشكل ...
بينما البقية كانوا ينظرون الى مهند بملامح باكية وأولهم والده ...!
....................................
وقفت ليلى قرب النافذة بملامح متحفزة عاقدة ذراعيها امام صدرها تنتظر قدوم كنان بعدما اتصلت به تطلب منه المجيء حالا ...
عقلها ما زال لا يستوعب ما سمعته ...
ورغم ان كلام مريم كان مختصرا لم يمنحها الكثير مما تحتاج معرفته لكنه كان كافيا لتدرك ما يحدث ...
هي كانت تعيش في خدعة ...
زوجها الذي منحته قبولها بل ثقتها وأمانها كان يخطط منذ زمن للايقاع بطليقها السابق ولكن ليس هذا ما يهم ...
ما يهم هو ما جمعه بشقيقتها ...
شقيقتها التي كانت تعمل لصالحه ...
شقيقتها التي لم تخبرها بالحقيقة بعد مرور كل هذه المدة على معرفتها به ...
لا تصدق حتى الآن إن مريم فعلت بها كل هذا ...
رباه لقد كانا يلتقيان ويتحدثان امام عينيها وكأنهما يعرفان بعضهما لتوهما بينما هي كانت تعرفه قبلها وبالتأكيد التقيا مرارا وتحدثا مرارا والله وحده يعلم ما كان بينهما من خطط واتفاقيات وهي كالبلهاء لم تكن تدرك ما يحدث ...
كيف خدعاها ولماذا ...؟!
وماذا عن انتقام كنان من طليقها السابق ...؟!
ربما هي جزء من انتقامه ...
لم لا ..؟! كل شيء بات ممكنا بعدما عرفته ...
شعرت بوالدتها تقف خلفها تخبرها بخفوت :-
" هوني على نفسك يا ليلى ..."
استدارت ليلى نحوها تخبرها بدموع محبوسة داخل مقلتيها :-
" لن أسامحها على ما فعلته ... لن أسامحها على خداعها مهما حدث ...."
لم تستطع فاتن ان تقل شيئا ورغم انها لم تفهم ما يحدث بالضبط لكنها استطاعت ان تدرك اساس الموضوع من خلال حديثها وقت الشجار ...
ورغم غضبها من مريم وتصرفاتها لكنها كانت قلقة عليها بعدما غادرت المنزل بتلك الطريقة خاصة وهي ترفض الاجابة على اتصالاتها ...
تجاهلت افكارها بخصوص مريم وهي تخبر ليلى بترجي :-
" فقط اهدئي حبيبتي ... انا اخاف عليك يا ليلى ... اخشى ان يصيبك شيء او تمرضي لا سامح الله ..."
ثم جذبتها تعانقها فاستسلمت ليلى لها وهي تقاوم دموعها بضراوة لتهمس له بخفوت :-
" هل بقي أحدهم لم يخدعني يا ماما ...؟! هل هناك شخص متبقي لم يخذلني ...؟! الجميع خذلني يا ماما ... "
تساقطت دموع فاتن على حال ابنتها خاصة وهي تستمع لحديثها بتلك النبرة المليئة بالوجع والضعف لتضيف ليلى ببوح مخنوق :-
" وانا التي كنت أظن إن صدمتي في نديم هي الاقسى لأكتشف ان هناك من هو اقرب منه لي و صدموني مثله و اكثر .. بابا ثم مريم ...."
تساقطت دموعها فوق وجنتيها وهي تضيف :-
" مريم يا ماما .. شقيقتي الصغرى ... ابنتي الروحية ..."
شددت والدتها من عناقها وهي تتمتم برجاء :-
" لا بأس يا ليلى .. لا بأس يا حبيبتي .... كل شيء سيتحسن ... فقط اهدئي ..."
رن جرس الباب فسارعت ليلى تبتعد عنها وهي تكفكف دموعها ثم تشير لوالدتها ؛-
" غادري انت الى غرفتك الآن ..."
سألتها فاتن بتردد :-
"مالذي ستفعلينه الآن ..؟!"
اجابت ليلى بجدية :-
" لا تقلقي يا ماما .. سأفعل ما هو صحيح ... اتركيني وحدي معه من فضلك ...."
اضطرت فاتن ان تومأ برأسها وهي تتحرك مغادرة المكان بصمت بينما تقدمت ليلى نحو الباب تسبق الخادمة التي جاءت لتفتحها ففتحت هي الباب له لتراه يتقدم نحوها وهو يسألها بقلق :-
" ماذا حدث يا ليلى ...؟! لماذا طلبت رؤيتي حالا ..؟!"
ثم توقف يتأمل عينيها الحمراوين ليسألها بقلق اكبر :-
" هل كنت تبكين ...؟!"
تمتمت بخفوت :-
" تفضل يا كنان ..."
تنهد كنان وهو يدلف الى الداخل لتغلق الباب خلفه وتتحرك معه الى صالة الجلوس عندما عاد يسألها بإصرار ؛-
" والآن أخبريني عما حدث ولماذا كنت تبكين ...؟!"
أجابت عليه بهدوء لا يشبه ما تحمله داخلها من فوضى :-
" تشاجرت مع مريم وطردتها من المنزل ..."
تغضن جبينه وهو يسألها :-
" لماذا ..؟! ماذا حدث ...؟!"
اتجهت نحو الكنبة وجلست عليها واضعة قدما فوق الاخرى لتخبره :-
" هناك من ارسل لي صورها مع عمار ... "
رأت الصدمة في عينيه لتضيف بثبات :-
" صورها وهي تتبادل القبلات معه .... "
ملامحه جمدت تماما لتكمل بسخرية :-
" ألن تتحدث ...؟! ألن تقول شيئا ..؟! أم إن الصدمة تمكنت منك ...؟!"
هتف بتروي :-
" إذا عرفت كل شيء ...."
هتفت ببرود :-
" عرفت ما يكفيني يا كنان ..."
ثم نهضت من مكانها تقف قبالته وهي تعقد ذراعيها امام صدرها تضيف بثبات :-
" هيا تحدث ... أسمعك ..."
سألها بجدية :-
" هل تبحثين عن مبررات ...؟!"
سألتها بسخرية :-
" وهل لديك مبررات من الأساس ...؟!"
لم يجبها فاتسعت ابتسامتها قبل ان تردد :-
" هل تعلم ...؟! لن أسألك عن سبب ما فعلته ... عن كذبك علي وخداعك لي ..."
" انا لم اكذب ..."
قالها بقوة وهو يضيف متجاهلا اتساع عينيها :-
" ما بيني وبين مريم حدث قبل قراري بالزواج منك ... بل حتى قبل تفكيري بك اساسا .. "
اخذ نفسا عميقا ثم اضاف :-
" انا وعمار بيننا ثأر قديم ... ثأر لن أرتاح حتى أخذه منه ... نديم هو الآخر لديه ثأر وان كان مختلف ... اجتماعنا كان لا بد منه لإن كلينا غايته هو الايقاع بعمار والتخلص منه ..."
سألته بعدم تصديق :-
" انت ونديم أدخلتما مريم بهذا المخطط الانتقامي ..."
هتف بصراحة :-
" نديم لم يكن يعلم بإن مريم طرفا معنا في هذه الخطة ..."
اخذ نفسا عميقا ثم قال :-
" انا من تحدثت مع مريم بعدما أدركت وجود شيء يجمعها بعمار ... بعدما كاد عمار أن يقتل خطيبها ... اجتمعت بها وتحدثت معها وادركت ان عمار يشكل خطرا حقيقيا عليها لانه مهووس بها وبالتالي هي تمتلك نفس رغبتي بالتخلص منه ... قررت استغلال مشاعر عمار القوية نحوها للايقاع به وبدأنا خطتنا سويا حتى ظهرت انت بالصورة و ..."
قاطعته :-
" وبوسي ..؟! والصور التي أرسلتها لي معها ..؟!"
اجاب بصدق :-
" بوسي كانت معي في البداية ولكنها انسحبت .. غالبا خافت من مواجهة عمار ... الصور انا فعلا من ارسلتها معها ولكن ذلك كان قبل أن تجذبين انتباهي بطريقة أججت رغبتي بك ..."
" ماذا كنت تنتظر مني بعد ارسال تلك الصور ..؟!"
اجاب معترفا :-
" كنت انوي استخدامك انت الاخرى من خلال الصفقات التي كانت تجمعك بعمار وقتها ... ومريم لم يكن لديها علم بكل هذا فهي كانت سترفض ان يكون لك اي صلة بما يحدث ...."
" كنت تريد استخدامي انا ايضا ولولا انك قررت الزواج بي كنت سوف تستمر بخطتك ..."
قالتها ببؤس ليهز رأسه مؤكدا حديثها :-
" نعم يا ليلى ... هذا صحيح ولكن اقسم لك إنني بعدها أنهيت كل هذا وأخبرت مريم انها أصبحت خارج اللعبة ورغم انها رفضت ذلك لكنني هددتها وليكن بعلمك هي رفضت ارتباطنا ايضا وكانت تريد اخبارك لكنها تراجعت بعدما اكدت لها مدى رغبتي فيك وصدق مشاعري نحوك ...."
صاحت بعدم تصديق :-
" هل تعتقد ان ما تقوله سيغير من حقيقة ما فعلته ..؟! هل تعتقد إنه سيؤثر بي ...؟!"
سار نحوها ووقف امامها يخبرها بصدق :-
" كلا ، ولكن انا استحق ان تتفهمي موقفي ... "
أضاف وهو يقترب نحوها اكثر :-
" انا كنت مضطرا لذلك ... كان يجب ان اتخلص من عمار بطريقة ما دون أن أتورط بعدها بأي شيء ... افهميني من فضلك ...."
" انت كاذب ...مخادع ..."
قالتها وهي تضيف بقهر :-
" انا تزوجتك يا كنان ... هل تعلم معنى ذلك ...؟!"
ترقرقت الدموع داخل عينيها وهي تضيف بحشرجة :-
" انا منحتك ثقتي عندما قبلت الزواج بك ... انا منحتك ثقتي عندما ارتديت خاتمك ..، منحتك ثقتي عندما قبلت بوضع اسمي جوار اسمك ..."
تساقطت دموعها وهي تضيف :-
" انا قبلك تعرضت للخذلان اكثر من مرة ... مرة من الرجل الذي احببته من اعماق قلبي ومرة من الرجل الاقرب لروحي .. والدي ..."
" ليلى ..."
هتف بها برجاء خالص وهو يحاول ضمها بين ذراعيها لتتراجع الى الخلف بسرعة وهي تضيف باكية :-
" لم يكن علي الوثوق بك ... انت مثل الجميع ... لا تختلف عنهم ... "
" كلا يا ليلى .. انا لست مثل اي احد ... انا اختلف عنهم ..."
أضاف ونظراته تتوسلها ان تسمعه وتغفر له :-
" ليلى انا احبك ... "
جمدت ملامحها للحظة وهي تسمع اعترافه بالحب لها ...
لحظات وظهرت السخرية المريرة على ملامحها ليتقدم نحوها خطوتين وهو يضيف :-
" اقسم لك انني احبك .... انا لم أدرك حقيقة مشاعري نحوك في البداية رغم صدقي معك ولكن الآن أدركت ... أنا أحبك يا ليلى .. سامحيني من فضلك ..."
منحته نظرة قاتمة جعلت لون العسل في عينيها يبدو أسود داكنا في تلك اللحظة وهي تهمس :-
" طلقني ... طلقني يا كنان فأنا لن أبقى على ذمتك لحظة واحدة بعد الآن ..."
لاحظت الصدمة التي ظهرت في عينيه لثواني ...
صدمة تبعها رفض صريح ظهر في نبرة صوته وهو يخبرها بقوة :-
" لن أطلق ... اطلبي اي شيء آخر عدو الطلاق ..."
باغتته بتحدي :-
" انا لا اريد سوى الطلاق ..."
هتف بثبات :-
" اذا انا اسف لانني لن امنحك ما تريدين ..."
ثم اندفع خارجا من الفيلا بسرعة تاركا اياها تتابعه بعينين باكيتين ...
......................................................
في اليوم التالي
غادرت الشركة مبكرا اليوم على غير عادتها فهي منذ وفاة والدتها تتعمد قضاء اكبر وقت ممكن في الشركة لكن منذ ذلك اليوم ونقاشها الحاد معه وهي فقدت الرغبة في فعل اي شيء خاصة العمل ..
تنهدت بتعب وهي تتوجه نحو سيارته مفكرة في سبب غياب عمار هذه المرة عن الشركة ...
عمار بات يتغيب باستمرار على غير عادته ...
توقفت عند سيارتها وهي تراه يقف بسيارته قبالها مرتديا بذلة كحلية انيقة ونظارة شمسية تخفي عينيه ..
تقدم نحوها بخطواته الواثقة كعادته ليهتف ما ان وصل عندها :-
" مرحبا ... كيف حالك ...؟!"
ردت ببرود مقصود :-
" اهلا ، بخير الحمد لله ..."
سألها بجدية بعدما خلع نظارته الشمسية :-
" لماذا لا تجيبين على مكالماتي يا غالية ...؟!"
ردت بعدما عقدت ذراعيها امام صدرها :-
" ربما لإنني لا أرغب بالتحدث معك ...."
تنهد بصوت مسموع ثم قال بجدية :-
" ما تفعلينه غير منطقي ابدا ... "
" ومالذي أفعله يا فادي ...؟!"
سألته بثبات ليجيب بنفس الجدية :-
" تجاهلك المتعمد لي فقط لانني عبرت عن ضيقي من تواجدك مع ابن عمك ..."
قاطعته بثبات :-
" مبدئيا الأمر لا يقتصر على شريف وانت تعرف ذلك .. ثانيا انا بالفعل لست راضية عن طريقتك معي ... انت لم تر نفسك كيف كنت تتحدث معي يا فادي ..."
سألها بضيق :-
" وكيف كنت أتحدث يا غالية ...؟!"
أجابت بحنق :-
" كنت تتحدث بصيغة الأمر ... تأمرني أن أقطع أي تواصل مع شريف والذي يكون ابن عمي يعني قريبي من الدرجة الاولى ..."
"" لاحظي ان ابن عمك هذا يحبك ..."
قاطعته بملل :-
" كان يريدني يا فادي .... كان يريد الزواج مني وهذا كان في الماضي ... لم يكن يجمعنا اي شيء ولن يحدث وهذا الامر لا يتعلق بك ... سواء بوجودك او عدمه ما كنت لأتزوجه لانني أعتبره بمثابة أخ لي وهو أدرك هذا واحترم رغبتي تلك ... "
أضافت بحزم :-
" وعليك ان تعلم يا فادي انني لا أتقبل طريقتك تلك حيث إلقاء الاوامر وما شابه ... انا لا يسيرني احد يا فادي ... انا افعل ما اريد وقت ما اريد ولا يهمني اراء من حولي طالما ادرك جيدا انني لا أفعل شيئا خاطئا .... لست انا من تخضع لأوامر من حولها او تفعل شيئا فقط لارضاء شخص ما أيا كان هذا الشخص ومهما بلغت مكانته عندي ... عليك أن تعلم هذا جيدا وتستوعبه كي لا تندم فيما بعد على اي خطوة قادمة تجمعك بي ..."
هتف بسخط :-
" هذه المحاضرة كلها لإنني طلبت منك ألا تتواصلي معه وهذا بدافع غيرتي عليك ... انا رجل غيور يا غالية وانت حبيبتي ... حبيبتي التي أغار عليها بشدة .... لماذا لا تراعين شعوري ...؟! لماذا لا تتفهمين أسبابي ...؟! ضعي نفسك مكاني ... هل كنت تقبلين بوجود علاقة من آية نوع من واحدة كان يجمعني بها علاقة من اي نوع ..؟!"
" ها انت قلتها .. علاقة يا فادي ... انا وشريف لم يكن بيننا علاقة .. وليكن بعلمك لو كنت انت مثلا سبق لك وارتبطت بواحدة قبلي وهذه الواحدة كانت قريبتك ... ابنة عمك على سبيل المثال .. لم أكن لأمنعك عنها أبدًا وبالتأكيد لن أطلب منك ألا تتحدث معها عندما تراها في اي تجمع او مناسبة عائلية ..."
تنهد مرددا بضيق خفي :-
" حسنا يا غالية ... انت تبالغين كثيرا ..."
" حسنا انا أبالغ في موضوع شريف ولكن ماذا عن فراس ..."
تصلبت ملامحه لتضيف :-
" انظر الى ملامحك يا فادي ... انت لم تتقبل حتى التطرق لموضوعه ... ذلك اليوم أنهيت سهرتنا فورا ما ان ذكرته ... اذا كنت ترفض تعاملي مع شريف لهذا الحد فكيف سيكون الوضع مع فراس ...؟!"
تمتم بصدق :-
" الوضع سيكون صعبا ولكن ..."
اخذ نفسا عميقا ثم قال :-
" ولكنني سأحاول تقبله خاصة مع مرور الوقت ..."
تمتمت بصدمة :-
" تحاول ..!! انت لست واثقا بعد من قدرتك على التقبل اذا ..."
" الامر ليس كذلك يا غالية ..."
قالها بتجهم وهو يضيف :-
" افهميني يا غالية من فضلك ..."
تنهد قبل أن يهتف مقرا :-
" انا احبك حقا ... حبي لك هو الشيء الوحيد المتأكد منه ولكنني بشر ... خطبتك سابقا بشقيقي سوف تشكل حساسية بيننا رغما عني وعنه ... الأمر لن يكون سهلا ولكنني سأحاول تقبله تدريجيا لأجلك ...."
" لا يمكن يا فادي .... كان عليك ان تتأكد من قدرتك على تقبل ما كان يجمعني به قبلما تعترف بمشاعرك لي .."
قالتها بألم خفي ليهتف بصدق :-
" لقد اعترفت بمشاعري دون ان ادعي ... دون تخطيط مسبق ... مشاعري تمكنت مني يا غالية ...."
سألته بملامح باهتة :-
" هل تشعر بالندم اذا ..؟!"
رد بسرعة :-
" الأمر ليس كذلك ... ما اقصده انني احببتك دون ادراك مني ... عشقك تغلغل داخلي دون أن أعي ذلك حتى تمكن مني فوجدت نفسي أعترف بتلك الحقيقة وأنا أدرك جيدا إنه فات آوان التفكير ...."
" إذا عليك أن تنصر حبك يا فادي ... دع حبك لي يكون سلاحك الذي ستحارب به غيرتك و رفضك لما كان يجمعني بشقيقك ..."
رأت الحيرة في عينيه فأكملت تتمسك به وهي التي تدرك جيدا انها تعشقه كما لم تفعل من قبل :-
" انا احبك يا فادي ... حارب لأجلي .... تجاوز الماضي لأجلي ... حبنا يستحق المحاربة  حتى لو محاربة نفسك ... أليس كذلك ..؟!"
هتف بنبرة حارة :-
" بالتأكيد يستحق بل أنت تستحقين أن أحارب الكون بأكمله لأجلك ..."
ابتسمت بشكل أضاء ملامحها فتأملها بعشق جارف مرددا بعاطفة لم يكن يعلم يوما انه يمتلكها :-
" كل يوم يمر علي معك أغرق بك أكثر .. أعشقك أكثر وأخاف أكثر .."
تنهد مضيفا :-
" أخاف من اللحظة التي سأكتشف بها إنني كنت أغرق في وهم لا يمكن أن يصبح واقعا ..."
ارتجفت قلبها وهي تسمع كلماته الاخيرة لتهتف بقوة وهي تضع كفها برقة فوق موضوع قلبه :-
" انت من يمكنك ان تجعله وهما او حقيقة يا فادي .. تذكر ذلك جيدا وحارب ليكون حقيقة ثابتة لا مجال لانكارها ..."
............................................
عاد الى المنزل بملامح مكفهرة قليلا عندما وجد شقيقه جالسا في صالة الجلوس يرتشف القهوة بصمت قطعه وهو يهتف مرددا بعدما دخل اليه :-
" ماذا تفعل هنا في هذا الوقت يا فراس ...؟! ليس من عادتك أن تتواجد في المنزل في وقت كهذا ..؟!"
أجابه فراس بعدما اعاد فنجانه الى مكانه :-
" ارتشف القهوة كما ترى ..."
أضاف وهو يسأله ببرود :-
" وأنت ..؟! أين كنت ..؟! اليوم لديك إجازة كما سمعت ..."
رد فادي بدا مبالاة وهو يهم بالخروج من صالة الجلوس عائدا الى غرفته :-
" كنت  في مشوار مهم ..."
لكنه توقف وهو يسمع شقيقه يسأل بنفس البرود :-
" ما أخبار غالية ...؟!"
تجمد فادي مكانه لوهلة قبل أن يستدير نحوه يرمقه بنظراته للحظات  قبل أن يجيب :-
" بخير ...."
ابتسم فراس بسخرية وهو يردد :-
" وتقولها بكل صراحة ..."
" لا أميل الى الكذب والمراوغة وانت تعلم طبعي هذا جيدا .."
قالها فادي بتجهم لينهض فراس من مكانه مرددا :-
" حسنا ... ومتى ستنتهي منها ....؟!"
تجهمت ملامحه اكثر وهو يسأله بحدة :-
" مالذي تعنيه يا فراس ...؟!"
مط فراس شفتيه مرددا بصفاقة :-
" يعني انا تفهمت انجذابك  لها ....هي فتاة جميلة بل صارخة الجمال ... تجاهلت علاقتك بها وانا ادرك جيدا انك تتواصل معها بل وتلتقي بها ... تستطيع القول انني منحتك الوقت الكافي لتلهو معها كما تريد ولكن الى هنا ويكفي ..."
تقدم فادي نحوه يهتف بانفعال :-
" هل تعي ما تقوله يا هذا ...؟!"
رد فراس بجدية :-
" أعيه بالطبع ولا أعتقد إنك تنتظر مني كلاما مختلفا ..."
هدر فادي بقوة :-
" أنا أحبها يا هذا ... أحبها و سوف أتزوجها ..."
اتقدت عينا فراس بغضب شديد وهو يخبره :-
" ستكون دمرت كل شيء حينها لانني لن أقبل بذلك وأنت تعلم هذا جيدا ..."
" ولماذا لن تقبل ..؟! ما شأنك أنت أساسًا ..؟!"
سأله فادي بغلظة ليجيب فراس :-
" كانت خطيبتي يا فادي ام انك نسيت هذا ... ناهيك عما فعلته بي ..."
أكمل وهو يرمقه بنفور :-
" انا لا اصدق كيف تقبل على نفسك الارتباط بها بعدما فعلته بي..."
هتف فادي ساخرا :-
" قل هكذا منذ البداية ... انت ترفضها بسبب ما فعلته بك تلك الليلة وكيف جعلتك تتنازل عن حضانة طفلك رغما عنك ..."
" ولن أنسى ابدا ..."
قالها فراس بجمود وهو يضيف :-
" ومثلما انت لن تنسى انها كانت خطيبتي ... هل تعي ماذا يعني انها كانت خطيبتي ..؟!"
ظهر الوجوم على ملامح فادي ليضيف فراس عن قصد :-
" ماذا لو أخبرتك عما كان بيننا في بداية الخطبة ..؟! ماذا حدث بيننا ..؟! غالية كانت خطيبتي يا فادي .. هل تدرك معنى هذا ...؟!"
قبض فادي على ياقه قميصه يأمره :-
" توقف ... لا اريد سماع حرف واحد منك ..."
" بل ستسمع ... هي كانت خطيبتي ... لامستها وقبلتها ..."
سارع فادي يلكمه على وجهه بقوة اسقطته ارضا لينهض فراس بعد لحظات وهو يمسح دماء انفه مضيفا بتهكم :-
" ما بالك لم تتحمل حتى سماع كلامي ...؟! على العموم انا قلت الحقيقة .. الحقيقة التي تتجنبها انت كليا ولكنها ستبقى تلاحقك دائما ... "
صاح فادي بعصبية :-
" قلت اخرس ... الا تفهم ..؟!"
دخلت والدتهما الى المكان تتسائل بجزع :-
" ماذا يحدث هنا ...؟! هل تتشاجران ..؟!"
ثم اتسعت عيناها بهلع وهي تشاهد فراس بتلك الدماء النافرة من انفه ليهتف فراس بسرعة :-
" ابنك المبجل يضربني لاجل غالية هانم ... حبيبة قلبه .."
صرخ فادي به :-
" قلت اخرس ..."
تسائلت باسمة بعدم استيعاب :-
" ماذا تقول انت ...؟!"
" كما سمعت يا ماما ... فادي يريد الزواج من غالية ... خطيبتي السابقة ..."
نظرت باسمة الى فادي مرددة بعدم تصديق :-
" كلا ، مستحيل ..."
زفر فادي انفاسه بضيق لتهتف والدته به :-
" قل شيئا يا فادي ... تحدث وعارض ما قاله شقيقك ..."
هتف فادي بتردد :-
" ما يقوله فراس صحيحا ... انا احب غالية وسأتقدم لخطبتها قريبا ..."
جحظت عينا باسمة بعدم تصديق لما تسمعه على لسانه لتخبره بعد لحظات استوعبت فيها ما قاله :-
" حينها سأتبرئ منك يا فادي ... بل جميعنا سنفعل ... اذا تزوجتها سوف تنساني انا وكل العائلة ... هل فهمت ...؟!"
يتبع

حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن